القروض

* في نُكتةٍ قديمة " .. قامتْ وزيرة السياحة اللبنانية ، بزيارة فرنسا ، وطلبتْ من الرئيس الفرنسي ، قرضاً لبلادها ، التي تمُرُ كالعادة في وضعٍ إقتصادي صعب .. فوافقَ الرئيس ، ولكن بشرط ، ان تُعطيهِ قُبلة من الفَم ! . وبعد عودَتها الى الوطن ، سألتْ المراجع الدينية ، عن طريقةٍ لتُكّفِر بها عن ذنبها ، فقالوا لها : بسيطة ، عليك ان تذهبي الى الساحل في بيروت ، وتغسلي فمك بماء البحر مرتَين ، فتتطهري . وبالفعل توجهتْ الى هُناك ، فوجدَتْ وزير المالية ، يغسلُ ( مُؤ ... ته ) ، فسألتْهُ : ماذا تفعل يا معالي الوزير ؟ أجاب : لقد عُدتُ تواُ ، من الكويت ، حيث أخذتُ منهم قَرضاً ! " .
الأزمة المالية التي يَمُرُ بها أقليم كردستان العراق ، منذ أكثر من ستة أشهُر .. وتأخُر توزيع الرواتب ، وتوقُف المشاريع .. أربكَ الوضع الإقتصادي ، ولا سيما بالنسبة للطبقات الفقيرة وكذلك الموظفين الذين ليس لهم موردٌ آخَر غير الراتب . ولقد بدأتْ بالفعل ، مظاهِر التأثير السلبي ، لهذه الأزمة ، على النسيج المجتمعي .. وإذا إستمرتْ لأشهُر عديدة أخرى ، فأن النتائج ستكون وخيمة ، حتى على المستوى السياسي .
وإذا كانتْ العلاقة المتوترة مع بغداد ، وخاصةً في الملف النفطي ، هي من الأسباب الرئيسية للأزمة ، فأن الحكومة تتحمل مسؤولية إيجاد حلٍ سريع ، يرفع الضغط عن كاهل المواطنين ، الذين غالبيتهم من مُستلمي الرواتب . لاسيما ، وان الإستياء الشعبي كان واضحاً ، أبان حملة الدعاية الإنتخابية ، قبل أسابيع قليلة .. حيث ان أحزاب السُلطة ، لم تتوانى عن إقامة المهرجانات الباذخة وصرفتْ أموالاً طائلة على الدعاية الإنتخابية ، في الوقت الذي لا تُدفَع فيه الرواتب في مواعيدها . 
الأزمة المالية ، أظهرَتْ بوضوح ، البَون الشاسع بين طبقات المجتمع في أقليم كردستان .. فهنالكَ مَنْ لم يتأثَر على الإطلاق ، فأما تراهُ يقضي هو وعائلته معظم الأوقات في السفرات السياحية الى تركيا وماليزيا وأوروبا .. أو في المولات الفخمة في مُدن الأقليم . بينما ، هنالك الآلاف المُؤلَفة من الناس البًسطاء ، الذين يُعانون من شَظف العيش ، ولا يملكون ثمن علاج أبناءهم أو أجرة إجراء عملية جراحية .
................................
أخشى ان تضطر الحكومة ، من أجل التخفيف من الأزمة ، الى إرسال وزير المالية الجديد " حيث ان القديم مُنتهي الصلاحية " ، لطلب قرضٍ من الكويت او قَطَر . لكن المُشكلة .. انه ليس عندنا ساحل بحر ، حتى يغتسل به ويتطهَر ، حين يعود !! .