ان لم ينجح التغيير فالطوفان آت

الانتخابات الأخيرة جرت تحت شعار (التغيير) ، وهو ليس شعارا للمجاملات او لاختراع هوسات جديدة ، انه يعني : تغيير الوجوه ، تغيير السياسات ، تغيير نمط العلاقات بين الشركاء السياسيين ، تغيير نمط التعامل مع الشعب وقضاياه ، يفترض ان تسفر الانتخابات عن تغيير حقيقي في هذه الفقرات ، اذا لم يحدث تغيير سيحدث سقوط شامل للتجربة العراقية السياسية الجديدة . ثمان سنوات ، دورتان ، من الفشل جعلت الناس يعتقدون ان الاسلاميين الشيعة هم الفاشلون حقا ، رجال نادرون ، بعضهم مازالت آثار التعذيب الصدامي ماثلة على جسده ، بعضهم اعطى ابناءه وافراد اسرته شهداء ثمنا لموقفه ، بعضهم عانى السجن والنفي والتشريد ، وقد وصل هؤلاء الى السلطة لكنهم للأسف تحول اغلبهم الى رموز للفساد والفشل . هذه آخر فرصة للاسلاميين ، التف الناس حولهم من جديد لاسباب معروفة اولها غياب المنافس العلماني القوي ، وثانيها ان جميع الكوارث التي اصابت العراق كانت على ايدي العلمانيين وآخرهم صدام مما سبب ذكريات اليمة ضدهم في الذهن الشعبي ، وثالثها ان المرجعية مازالت تدعم الاسلاميين في محاولة لمنحهم فرصة أخيرة وقد حذرتهم من العواقب باغلاق بابها عنهم 3 سنوات ، منهم من يقول لماذا تعاتبون الاسلاميين على الفساد والفشل ومعهم شركاء من المكونات وهم علمانيون وفاشلون وفاسدون ايضا ؟ والجواب ان الاسلاميين هم قادة التجربة ولو كانوا صالحين لاصلحوا شركاءهم او طردوهم من السلطة واستبدلوهم ومعهم الله والدستور وهيئة النزاهة ولجنة النزاهة النيابية والرقابة المالية وهيئة مفتشي الدولة والقضاء واللجان المختصة في البرلمان ، لكن عندما يكون الجميع فاسدين فالاصلاح مستحيل لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، ليعلم الجميع ان العبرة ليست في التأريخ الجهادي ولا في التضحيات بل في هذه اللحظة ومدى قدرة الانسان على تجنب الفتنة ودواعي الانحراف وتحصيل لياقة التوفيق الالهي ، ان التغيير قادم ، فان نجح الساسة في تغيير انفسهم وواقعهم فهو المطلوب ، وان فشلوا فسيجري التغيير على ايدي الناس ، كموجة تسونامي تجتاح الجميع هل رأيتم موجة تسونامي ميزت بين بر وفاجر ، انها الفتنة التي لا تصيب الذين ظلموا خاصة ، هناك فرصة للاصلاح بجراحة غير مؤلمة فهل يستثمرها من اصبحوا في المقدمة واكثرهم ليسوا اهلا لها ؟