تشكيل حكومة (الفريق المنسجم)

هل يمكن تحديد نوع الحكومة التي تخدم العراق للسنوات الاربع المقبلة بدون النظر الى شكل التحالفات التي تنتجها ؟ هل يمكن التمييز بين الوسيلة والغاية ؟ هل يمكن التمييز بين الهدف وطريق بلوغه ؟ الكتاب والمثقفون والمفكرون هم الذين يجب ان يتكلموا الآن لأنهم العقل المفكر لبلدهم وشعبهم ، لا داعي للصمت ، الصمت نوعان صمت الحكماء وصمت الحمقى ، الحكماء يتكلمون عند ظهور الخط الاحمر ، اما اذا استمر الصمت في الشدة والرخاء فهو صمت الحمقى وانقطاع بثهم الى اشعار آخر . يقول الحكماء الآن ان المطلوب تشكيل حكومة الفريق القوي المنسجم صاحب الرؤية الموحدة لادارة هذا البلد ، ولا يمكن معرفة معنى (الفريق المنسجم) الا بمقارنته مع (الفريق غير المنسجم) ومثاله الفريق الذي ادار العراق في السنوات الثمان الماضية ، انظروا الى انجازات ذلك الفريق من الفساد والفشل والفوضى ، كيف يتم تشكيل فريق غير منسجم ؟ يتم تشكيل ذلك الفريق عندما يتم جمع اشخاص اهدافهم شتى في مؤسسة واحدة ذات هدف واحد وتحتاج الى خطة عمل موحدة وخطة تنفيذ موحدة ، هناك شخص يريد العمل لوطنه وشخص يريد العمل لطائفته وشخص يعمل لنفسه وشخص لا يعمل ابدا ، شخص يرى ان هدفه انجاح التجربة وشخص يرى ان هدفه افشال التجربة وثالث لا يبالي بشيء ، الغريب في الحكومة السابقة ان فيها اشخاصا يرون ان هدفهم منع تحقيق اي نجاح لكي لا يسجل باسم خصومهم ، فهي حكومة خصوم وليست حكومة شركاء . وهنا حدث سباق من أجل الافشال وليس تعاونا من أجل النجاح ، وقد انتصر دعاة الفشل وهزم دعاة النجاح ! لذا فالعراق الآن في وضع لا يحسد عليه . الفريق المنسجم هو الفريق الذي يعتقد افراده من وزراء ومدراء ان المنجز الذي تحققه الحكومة هو منجز يسجل باسم الجميع والفشل يمثل تحديا للجميع ، وان الجميع يسعون للنجاح ولا أحد منهم يتمنى الفشل ، كل منهم يعتقد ان قوته من قوة شريكه وضعفه من ضعفه وليس العكس . يجب ان تكون الحكومة المقبلة حكومة قناعات مشتركة وليست حكومة ترضيات مشتركة ، حكومة سباق باتجاه النجاح وليس سباق باتجاه الافشال .