الارهاب وبناء الهامش

تحول الانسان الى هامش اصبح ضرورة استراتيجية في مخطط الارهاب العالمي ، الذي بدا يتشكل ويتنوع حسب الحاجات والظروف والمنافع الخاصة للمؤسسات المالية المقدسة
واصبح يحتل كل منافذ الحياة الرئيسية وبالخصوص في بلادنا العربية والاسلامية 
وحقيقة الارهاب ممكن رؤيتها بوضوح اليوم في عالم مايسمى بالسياسية بكل انواعها فاصبحت الدولة و السياسية عبارة عن عمق فكري وقانوني لحماية كل انواع الارهاب ،
بل اصبح السياسي هو من ينظّر ويعطي الشرعية القانونية والتبرير الاجتماعي لكل انواع الارهاب في العالم،
لكن المعادلة الاكثر تدميرا هي التي لحقت بالمؤسسات الاجتماعية والتربوية واالاخلاقية التي بدات تنهار اذا مانهارت بشكل شبه كامل ،جراء مايحصل من كراهية وعنف ودمار و ارهاب متنوع يصنع بعضه بعض في كل يوم وامام انظار العالم ، وبدون اي رادع حقيقي و على سبيل المثال :-
الارهاب الاقنصادي الذي اصبح يصنع ارهاب سياسي يهيمين على مقدرات وثروات الشعوب
والارهاب السياسي الذي من مهمته الاساسية اصبحت صناعة ارهاب عقائدي ينتج اموال هائلة بدون اي تعب ولا مكائن ولامعدات سوى استعمال التاريخ بشكل وحشي واطلاق شعارات وهتافات مقدسة ولغوية لاكثر ولاقل.
والارهاب العقائدي يصنع ارهاب تربوي واخلاقي و اصبحت مهتمته الاساسية صناعة قرابين وعبيد وحشود معدة للجهاد.
.وفق هذه المعادلة من الارهاب و من الاستيلاء والهيمنة على الحياة
يتم صناعة الانسان واعادة تكونيه وفق خرائط الاربهاب المعاصر،
فنرى ان الارهاب السياسي يحول الانسان الى مجرد كائن هامشي مسلوب الذات،
والارهاب العقائدي يحول الانسان الى عبارة عن مؤمن مستعّبد و ابدي لربوبية ريعها في بنوك ااساسة و رجال الدين ومؤسستاتهم المتنوعة ،
واما في ارهاب الدولة والسلطة يتحول الانسان الى عبارة عن رقم في سجلات المال والحزب والوطن ،
و في ارهاب الثقافة يتحول الانسان الى بضاعة مستهلكة في معامل الانتاج الاعلامي والاعلان الرخيص والترويج الوهمي في اسواق الساسة
، وكذلك في الارهاب الاقتصادي يتحول الانسان الى عامل مستعّبد و سلعة رخصية ومستهلكة في سوق المال ، 
واما في معامل الارهاب الديني يتحول الانسان الى مجرد فقير و جاهل ابدي يحيا على الهامش
واخيرا وفق معادلة الارهاب المتنوع اصبح الانسان عبارة عن قربان دائم مستعد للتضيحة في معادلة متشابكة من الاستثمار تتحكم فيها:-
مافيات السياسية والمال والعسكر ورجال الدين
متعاضدين وفق مصالح لم تعد خفية على الوعي الانساني البسيط.