سياسيون لكنهم دواعش!!

داعشيٌ يفجر نفسه، وآخر يفخخ السيارات ليفجرها في الأماكن العامة، ليقتلَ أكبرَ عددٍ من الأبرياء! داعشيٌ يذبح الآخرين، ليستمتع بمشهد مسيل الدماء والألم والعذاب، وكإننا نشاهد مقطعاً من أفلام مصاصي الدماء التي تنتج في هوليود!
داعشي آخر يقتل الروح ويستحيي الجسد، يقتل العلم والثقافة، ويقتل التعايش السلمي بين أبناء البلد الواحد!
هكذا من يقتل كل شيء جميل، وكل شيء فيه مصلحة للعامة، من أجل تحقيق مصالحه الضيقة، سواء كانت تلك المصالح معنوية؛ كالإستمتاع بمشاهد العنف التي ألفها الداعشي، حتى أستحالت لديه الى أدات للإستمتاع! أو أن تكون مصالحاً مادية؛ كسرقة المال العام، أو مصالح سياسية كمحاولة إسقاط العملية السياسية، أو الإستئثار بالسلطة وطلب الولاية والتمسك بكرسي الحكم.
كل تلك الحالات داعشية، لأنها أما أن تقتل النفس، أو الأمل، أو أن تقتل الحياة بمختلف مناحيها؛ من علمٍ وثقافةٍ وتطلعٍ نحو مستقبلٍ زاهر، وبناء بلدٍ متقدمٍ ينافس بلدان العالم.
كما أنه ليس من الغريب بمكانٍ أن ترى الدواعش تتصارع فيما بينها! فكلا الطرفان يسعيان الى التسلط والإستعباد والظلم، وإن تباينت السبل التي تنتهجها! فبعض الدواعش عراة وبلا رتوش، والبعض الآخر سياسيون كبار يتغنون بالديمقراطية، ويترنمون بالديماغوجية!
سياسيون يتقمصون لعب أدورهم كآباء للشعوب، بيد أنهم لا يجيدون سوى إخافة شعوبهم بالوحش والسعلوة (داعش) يرغمونهم على النوم، فيما هم منغمسون في نهب مقدرات الشعب المسكين!
يستحضرني أحد المواقف الطريفة، لأم كانت تروم أن ينام طفلها ذو الأربعة أعوام، فلما لم يستجب لمحاولاتها، إستخدمت معه الأسلوب ذاته، فكانت تقول له: نم فقد جاء الوحش، الوحش في رواق المنزل. كان الطفل يفز من مضجعه ويهرول راكضاً نحو الرواق، فلا يجد شيءً، فيصرخ بصوت عالٍ: أريد الوحش أين الوحش! فتعود الأم مندهشة لتعالج ما أقترفته من خطأ، وما أن ينسى الطفلُ موضوعَ الوحش، حتى تنسى الأم وتعود ثانية لتقول له: نم فقد جاءت "السعلوة" السعلوة في الرواق!
سياسيونا الأفاضل؛ ما عدنا نخشى الدواعش، واليكم أن شباباً من أولادنا بعمر الزهور، يذهبون طوعاً لقتال داعش!
بتنا في خشية من داعشيتكم أنتم! فالشعب لا يريد غير قيادات نزيهة؛ تعدل في الرعية، وتقسم الأموال بالسوية، وأن تحترم أسس الديمقراطية، وتسعى لتوفير أجواء من الأمن والحرية. وإلا فما أنتم إلا دواعش مثلهم.