الحاج عبد الحسن شاكر , اسم معروف في الفاو سمي الحوز باسمه لاشتهار صيته , رجل له مواقف , لا يعرف قلبه الخوف , تحدث مع وطبان حين كان وزيرا للداخلية ضد صدام حسين .. له قصة طريفة مع الملك فيصل الثاني .. يبدو أن الملك فيصل في أيام الربيع يأتي للبصرة ويتنقل بباخرته { عالية } ليقضي اوقاتا نزهة سريعة في شط العرب , توقف يوما مقابل حوز عبد الحسن شاكر , ومعه متصرف البصرة آنذاك , جاءه الحاج عبد الحسن في بلم يدفعه لوحده .. التصق بالباخرة سلم عليه ,وقال :.. جلالة الملك أنت وطاقم الباخرة غدا مدعوين في بيتي , فشكره الملك وأبدى عدم رغبته بالمجيْ , فرد عليه الحاج بقوله : " مع الأسف أنت مو ولد عرب ..؟" فتراجع الملك عن قراره وحل ضيفا عند الحاج عبد الحسن ومعه المتصرف وبعض الحاشية .. حين خرج أعطاه ورقة فيها رقم تلفونه الخاص , وقال له إذا احتجت أي قضية اتصل بي .. مرت الشهور والأيام , جاء التخطيط لميناء الفاو أن يتم بناء رصيف لرسو البواخر مقابل الحوز , فجاءهم الحجي ومنع العمال من العمل , مدعيا إن الأرض المزروعة بالجولان { علف لحيواناته } تعود له وسيسبب وجود البواخر تلفا لذلك العلف , تطورت القضية إلى المحاكم , وأحيلت إلى محكمة البصرة بدعوى من الميناء ضد الحاج عبد الحسن شاكر ... عندها توجه إلى بغداد وقابل الملك .. تذكره وضيفه وكان فرحا بمقدمه , سأله عن حاجته , فاخرج له الأوليات والدعوى , وطلب من الملك أن يمنع الميناء من بناء الرصيف ... فرد عليه الملك بالتالي, وكتب هامشا على طلبه , ليبلغ متصرف البصرة للعمل به .. وكان هامش الملك التالي :1- تشكل لجنة في متصرفية لواء البصرة بضمنهم موظف من وزارة الزراعة ... 2-تقوم اللجنة بالكشف على الموقع الذي يدعي فيه الحاج عبد الحسن ملكيته .. 3-إذا كانت المنطقة مسيجة ومزروعة فتسجل باسمه ولا يجوز عمل رصيف أمامها , 4-إذا كانت بدون سياج , فتعتبر شاطئا تعود للدولة .. حين رجع الحاج إلى الفاو لم يسلم الطلب للمتصرف , بل توجه نحو قصبة النصار في الجهة الإيرانية ودخل مضيف النصار طالبا العون منهم .. المهم قالوا له سيأتيك كل يوم 100 رجل مع مسحاة لإكمال المشروع إضافة لبعض أقرباءه بالفاو , استمر العمل ليلا ونهارا فتم بناء سدة بين النهرين ليكون حوز الحاج عبد الحسن مسيجا من النهر إلى النهر بعمق 50 خمسون مترا .. بعدها قاموا بقلع نخيل كبير بالغ , وأنبتوه في المكان المسيج , وادخلوا الماء عليه فضاعت كل الآثار , بعدها راجع المتصرف وتم تشكيل لجنة , وحين زاروا المنطقة أصيب مسؤول الزراعة وبلدية الفاو بالذهول , وقالوا هذا السياج { السد } لم يكن موجودا قبل شهر ..!! رد عليهم رئيس اللجنة من المتصرفية .. طيب وهذه النخيل أليس دليل إنها ارض مسيجة وفيها نخيل منذ سنوات ..؟ وتم تسجيلها باسمه ومنع الميناء من بناء الرصيف . |