سياتي يوم وسيسجل التاريخ الحديث كم من الدماء البريئة سالت في كافة انحاء العالم بلا ذنب ولا مبرر بالة العدوان الامريكي ...وكم من ابرياء دفعوا حياتهم ثمنا لجرائم ارتكبها الاخرون ظلما وعدوانا ... نعم العالم كله وفي مقدمتهم الامريكان والبريطانيين والاسرائيليين فقدو المصداقية في معاييرهم وقياساتهم الاخلاقية والبعض يتهم ان العرب و المسلمون وحدهم من خسر معاييرهم الاخلاقية ...ففي الحقيقة هناك انهيار اخلاقي عالمي اليوم قياسا لما نقرأه في كتب التاريخ .. كم من قادة دول عظمى وللاسف الرئيس اوباما احدهم فقد فقدوا معاييرهم الاخلاقية والانسانية الثابتة وسقطوا بهوة الكيل بمكياليين متناقضين ...فهم يقدسون ضحايا شعوبهم ( وبالتاكيد هم ضحايا ابرياء وبلاشك انهم يستحقون التخليد والتقديس بكل جدارة كضحايا هجمات البرجين وجريمة 11 سبتمبر 2001 من الابرياء والمظلومين ) وعلى الامريكان (والرئيس اوباما بالذات) وبنفس الوقت ان يعترفوا انهم ارتكبوا اخطاء جسيمة وجرائم فضيعة بحق شعوب بريئة من ارتكاب هذه الجريمة ..وعليهم ان يعتذروا ويعوضوا هذه الشعوب لما لحقهم من حيف وظلم لا ان ان يستمروا في قتلهم كما هم يفعلون الان ...بحق الافغان والعراقيين والسوريين .. وعلينا( نحن ضحايا العدوان الامريكي ) ان نقف اجلالا واحتراما لكل قطرة دم سفكها القتلة المجرمون من الامريكان وحلفاءهم والتي ارتكبوها انتقاما لضحاياهم الذين سقطوا في جريمة ادانها العالم اجمع (ونحن ادناها وفي مقدمتهم )... وانبه هنا والفت الانظار ان جريمة البرجين المذكورة لا مصلحة للعرب او الاسلام في ارتكابها وانما هناك ايادي خفية لها مصلحة في اتهام العرب والاسلام بها...ولم يثبت لحد الان وبالرغم من مرور 13 سنة على وقوعها ..من هو المخطط لهذه الجريمة ومن وراءها ...نعم كل الاصابع تشير الى من نفذ هذه الجريمة صحيح هم عرب ومسلمون ...ولكن المخطط لها ومن وراءها هي اجهزة مخابرات دولية وفي مقدمتها السي اي اي والموساد الاسرائيلي ... لقد اتخذت الادارة الامريكية (هذه الجريمة وفي الدقائق الاولى لوقوعها) بقيادة اليمين المتطرف لشن حروب انتقامية وبذرائع كاذبة مفتعلة لتدمير بلدان عربية واسلامية وقتل شعوبها البريئة ...بحجة الانتقام ...فما ذنب الشعب الافغاني والعراقي والسوري ...ملايين الابرياء قتلوا وعوقوا وشردوا بسبب جريمة لاناقة ولا جمل لهم فيها ...؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قد يسأل احدكم سؤال ما علاقة هذا الحديث بجريمة وقعت في شهر سبتمبر ونحن اليوم في شهر مايس ... السبب هو خطاب الرئيس اوباما البارحة في افتتاح متحف للضحايا وهو يخلد ضحايا تلك الهجمات في موقعها وهو يتبجح عندما يقول (أن "لا شيئاً يمكن أن يحبط الأميركيين أو يغير من جوهرهم"، عاداً أن المتحف الذي "يخلد" ضحايا هجمات 11 أيلول 2001، مكاناً "مقدساً للشفاء والأمل".) وهل ينسى العراقيون ضحايا ملجأ العامرية يا سيادة الرئيس .. ؟؟ فهل ضحاياكم مخلدون وضحايانا في مزبلة التاريخ ؟؟؟ لا يا سيادة الرئيس ..ضحايانا ايضا خالدون في عقولنا وقلوبنا ولن ننساهم .. السبب الثاني والذي اثار احزاني واشجاني ...ففي مثل هذا الشهر المشؤوم من عام 2006 فقدت شخصيا اثنين من اولادي وفلذات كبدي .. وبسبب الفوضى الخلاقة وكنتيجة للحرب الطائفية الاهلية والتي سببها احتلال الامريكان للعراق ...بحجة ظالمة وكاذبة وحقيرة ان صدام له ضلع في هجمات سبتمبر وكان يقدم المساعدة للقاعدة ...اولادي كاولاد عشرات الالوف من الابرياء العراقيين دفعوا ثمنا لجريمة .. لم يسمعوا بها ولا علاقة لهم ولا لصدام بها ...واليوم وبالرغم من استمرار الدماء الزكية التي تسفك على ارض العراق وسوريا (وحتى هذه اللحظة التي اسطر كلماتي هذه ) ..فمن سيوقفها ياسيادة الرئيس ؟؟؟ عندما تقول في خطابك البارحة (إن "المتحف يشكل مكاناً مقدساً للشفاء والأمل"، عاداً أن أنه "يخلد ما فقدناه جميعاً". واضاف الرئيس الأميركي، أن "الأمة تكرم الآن وللأبد المفقودين كلهم من جراء الحادث"، مبيناً أن "لا شيء يمكن أن يحبطنا أو يغير من جوهرنا نحن الأمريكيين". صح ياسيادة الرئيس فنحن شعوب العالم الفقيرة سنبقى ضحاياكم ومعاييركم الاخلاقية المزدوجة ...تعتقدون ان من حقكم ابادة الشعوب كما فعلتم عندما ابدتم اهالي مدينتي هيروشيما وناكازاكي بالقنابل الذرية ..وحرام على شعب فلسطين ان يدافع ضد من يغتصب ارضه ووطنه ؟؟ او من يقف بوجهكم ويمنعكم من احتلال العراق او سوريا او افغانستان ... فياسيادة الرئيس من حقك ان تخلد ضحايا شعبكم الابرياء .. واذكرك ان ضحايانا ايضا اعزاء ومخلدون ...سواء اعترفتم او تعترفوا ...سواء رضيتم او ابيتم ...فان اولادي واولاد سوريا وكل ضحاياكم من العراقيين والافغان او الاوكرانين اللاحقين بركب ضحايانا ...سيبقون خالدين في ذاكرة التاريخ كضحاياكم الابرياء .. اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...
|