لقَد فَضَحْتَنا يا إبن الكَلب !

 

( أحد اللاجئين الكُرد في ألمانيا .. بعد أن عَلمَ ان الدولةَ تمنح مُخصصات جيدة ، للعائلة التي لديها طفلٌ من ذوي الإحتياجات الخاصة ، لكي ترعاهُ وتوَفِر له العناية اللازمة .. قامَ بإصطحاب إبنه الصغير البالغ من العمر سبع سنوات ، وتقّدمَ بطلبٍ الى الجهات المُختَصة ، مُدّعِياً ان إبنه " يبولُ في فراشهِ ليلاً كل يوم " ! .. وبالتالي فهو يحتاج الى ان تقوم والدته برعايته بصورةٍ مُكثفة ومُستمرة . وكانتْ المُفاجأة الكبيرة ، ان الطفل الذي كان يفهم الألمانية ويتكلمها بصورةٍ جيدة ، حيث تعلمَ لسنوات في الروضة والصف الأول في برلين ، قالَ للمسؤولينِ على الفَور : .. " ان مايقوله والدهُ غير صحيح بالمّرة ، وأنه لايبول في فراشهِ أبداً " ! . وبذلك إفتضح أمر الأب الذي حاولَ الإلتفاف على القوانين والحصول على مخصصات غير شرعية . ورُفِضَ طلبهُ . 
أحد الحاضرين قال ، ... عند خروجهم من الدائرة المعنِية ، قامَ الأب بصفع ولده قائلاً له : يا إبن الكَلب ، لقد فضحْتنا وتسببْتَ في خسارتنا !! ) .
.................................
المالكي إدعى في 2008 ، ان نهاية الجماعات الإرهابية وشيكة ، وان العراق سيكون مقبرة للقاعدة وكل الميليشيات الإرهابية الأخرى ، وكّرَرَ ذلك في كُل سنةٍ تالية لحد اليوم ! . وما زال الوضع الأمني مُتردياً ومناطق عديدة تحت سيطرة ورحمة الأرهابيين ومُدنٌ تُقصَف بالبراميل المتفجرة وعشرات القتلى ومئات الجرحى من المدنيين العراقيين يسقطون يومياً . 
الشهرستاني ، إدعى في 2013 ان العراق سوف يُصّدِر الكهرباء الى الدول المجاورة نهاية 2014 . وما زالتْ الكهرباء تنقطع وتعجز الحكومة الفاسدة ، عن تلبية المتطلبات الضرورية للمواطنين ، بل ان العراق يقوم بإستيراد الكهرباء والغاز من إيران وغيرها . 
عبعوب إدعى علناً ، ان بغداد أنظفَ وأجمل من نيويورك ! . حقاً انها مأساة ، ان يكون شخصٌ بهذا المُستوى المهني والثقافي الضَحِل ، وهذه المواصفات الشخصية المتدنية ، يقود أمانة العاصمة .. العاصمة التي تضم أكثر من سبعة ملايين مواطن ! .
هورامي إدعى ان حِلوان العقود النفطية والبالغ عدة مليارات من الدولارات ، صُرِف على المشاريع وتنمية الأقليم . وإدعى أيضاً أنه سيكون بمقدور الأقليم تصدير نفطه الخاص إعتباراً من بداية 2014 والحصول على موارد تكفي لأن يعيش الناس في بحبوحة ! . وهاهي حوالي السنة مّرَتْ منذ تصريحه .. والناس لايستلمون رواتبهم في مواعيدها .. والمشاريع متوقفة والمستثمرون يهربون .. فعنْ أي بحبوحةٍ يتحدث ؟! .
منذ أكثر من سنة ، يّدعي قياديو الإتحاد الوطني ، ان السيد " جلال الطالباني " في تحسنٍ مًضطرِد وانه سوف يعود الى الوطن في رأس الشهر .. ومّرَ شهر وشهران وخمسة عشر ، ولا أحد يعرف عنهُ شيئاً وكأنهُ لغزٌ مُحّيِر ! .
................................
الطفل الصغير .. لأنه تعلَمَ في ألمانيا ، ان الكذب عيب ، وان قَول الحقيقة واجِب .. فأنه قالَ بصورةٍ تلقائية وببراءةٍ عفوية : أن ما يّدعيهِ والدهُ غير صحيح ، وأنه لايبول على نفسهِ ليلاً ! . ولهذا غضبَ الوالد وقال : لقد فضحْتَنا يا إبن الكَلب !.
أما نحنُ .. الذين رضعنا النفاق في البيت والمدرسة والجامِع والشارع .. تعّودنا على الكذب والرياء ، من خلال قشور الدين والعادات والتقاليد العشائرية والمجتمعية البالية والنظام التعليمي البائس .. فكما يبدو .. من الصعب علينا أن نقول بصوتٍ عالٍ : أن ما يّدعيه الزعماء والمسؤولون ، غير صحيح ... وأننا لانبول في فِراشنا ليلاً ! .