ليس بينهم وليّ للدم!

لا قيمَة لأي وعد لايقترن بفعل، ولا معنى لأي فعل لا يجني منه عباد الله خيرا، والخير لن يأتي إلا إذا كان صانعوه حسني النية، صادقي العهد والوعد، يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة!.
لا قيمة لشارع يعاد اكساؤه، ولا لزقاق تردم فيه الحفر وترفع منه تلال الازبال، لا أهمية لأموال تتخم بها خزائن البلاد ما لم تتحول الى منجز ينعكس على حياة الناس بالبهجة والحبور!.
لم نسمع احدا من الساسة الكبار يتعهد لنا بإيقاف نزيف الدم، ولم نرَ بينهم من ينبري ليقول: أنا وليّ الدم، وسأقتص من أية جهة تقتل وتغتال وتفجر، والدم العراقي واحد بقيمته وقداسته مهما اختلفت فصائله وعروق اهليه!.
دمنا لا يحتمل المتاجرة والمساومة، فما سُفح منه يكفي ليكون مهراً غالياً للحرية، وليس بالحرية وحدها يعيش الانسان!.
خرجنا من حروب حوّلت بلادنا الى عصف مأكول، وتنفسنا الصعداء آملين أن لايحكمنا هواة حرب، أو غواة مواجهات، لكننا صرنا ننام على الزعيق ونهجع، وكأننا أدمنـّا رعود السياسة وبروقها، حتى لم نعد قادرين على ان نغمض عيوننا ما لم نسمع دويّاً هنا، وصاعقة هناك!.
سنصفق لمن يتعهد لنا بشرف بأن لا دم يُسفح من دون مسوّغ، ولا أرواح تـُزهق بعبث، ولا أمان يُختطف بسبب الفساد وارتخاء القانون وضعف الردع وغياب الدولة التي بدونها يعيش الآدميون في غابة، يأكل فيها القويُّ الضعيفَ، ويتوسل فيها الضعفاءُ بالوحوش والضباع!.
ساستنا مشغولون بعدّ الاصوات وإحصاء المقاعد التي سيشغلونها في البرلمان، وآخرون تصبوا اعينهم لوزارات بعينها ليقينهم أنها دجاجة تبيض ذهبا، وسيضحّون بالغالي والنفيس من أجلها!.
الغنيمة هي العروس، والفلوس عند العروس، والعروس للعريس، والعريس لا يسمح لأحد أن يمسّ عروسته، و(لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى)!.
قريبا سيخرج الجميع من دوامة الانتخابات، ثم يدخلون في دوامة تشكيل الحكومة، ونحن معهم ندخل في دوامة، ونخرج من اخرى، واعمارنا انقضت من دوامة الى اخرى.
السلام عليكم يا من وضعتم بين فكّي رحى تدور.. نسمع جعجعتها، ولا نرى لها طحينا.