الركون الى العقل

تركنا خلفنا أشياء كثيرة قد كنا نجهلها، تغاضينا عن أمور كثيرة لأسباب تصوراً منا بأنها كانت واهية، استسلمنا في بعض الحالات لواقع ما لأسباب لم نصل الى إجابة لتبريره. إذن أين يكمن الصواب؟، ومن أو ما الذي يحدد هذه الإشكالية؟.
أنؤمن بالله أم لا؟، فهذا لا يؤثرعلى تأخر أو تقدم الشعوب في المنظور العلمي حصراً وكما ليس له دور في بناء الحضارات والمجد، إذن ما هو الفيصل بين التخلف والجهل وبين التقدم والتطور؟
إنه العقل كاشف كل شئ، مفتاح كل الأقفال، فالعقل حسب فهمي البسيط له، هو حالة غير مادية يمكن اعتبارها مجموعة من الأفكار فهو المعيار في قياس كل شئ للخروج بنتيجة ما، فنحن كثيروا الإستخدام لعبارة عاقل وغير عاقل، معقول وغير معقول، أيعقل هذا؟...الخ عبارات كلها مشتقة من العقل وهذا يقوي رأي التصاق هذه العبارة بمجريات حياتنا
أن العقل والمخ لايمكن الفصل بينهما، وذلك لأختصاص كل عضو بعمله. وله وظيفته الخاصة، فالمخ ذلك العضو المتعدد الوظائف الذي يتم فيه استقبال المعلومة وتحليلها والتفكير بها وترجمتها لسلوك ما...الخ، علماً بأن صغر وكبر حجمه لا يؤثر على ذكاء أو غباء المخلوق الذي يحمله وخير دليل على ذلك تصريح الطبيب الذي قام بدراسة عقل(مخ) العالم البرت آينشتاين صاحب نظرية النسبية والذي أثبت بأن حجمه يقل قليلاً عن الأمخاخ الأخرى
تم تميزنا عن المخلوقات الأخرى بالعقل، ولهذا خلقنا في أحسن تقويم ثم أرددنا أسفل السافلين، هذا التغيير ليس له علاقة بعلاماتنا الفارقة ولا بالتجاعيد التي تشق وجوهنا، وإنما له علاقة بتأثير العقل على تصرفات وسلوكيات المخلوق ولما يترك من آثار عليها
بعد هذا المدخل البسيط، أود أن أسأل نفسي وأيّاكم، لماذا لانركن الى العقل ونحن نعرف إنه يحدد معالم شخصيتنا؟، والذي هو مفتاح كل شئ بشرط التوجيه الإيجابي له، لأن الأشرار هم نظراؤنا في كل شئ عدا التفكير السوي
فلو نظرنا يميناً وشمالاً، سوف نُصدم بأمثلة سلبية كثيرة لا تليق بأي إنسان رزين يمشي على الأرض وذلك لسبات العقل عند جمهور عريض من البشر، ولهذا نلمس ما يدور حولنا من كوارث ومآسي، أقول من باب أضعف الإيمان إنه زمن ترك الأخلاق السوية والنبل، زمن إنحدار وإنحسار القيم الإيجابية بسبب تداخل عوامل الجشع والطمع والسيطرة والسلطة
الإستخلاص من الطرح البسيط هو، إن الذي يريد أن يقوم بتوجيه الأمور بالأتجاه الأيجابي، يجب عليه توجيه هذا المصنع الهائل بعد تزويده بالإيجابيات نحو الصواب وإلا سوف نقع في شرك النوع الثاني المؤلم، فياتري ما نسبة النوعين بيننا؟