‌هل التغير في الإنتماء الحزبي الکوردي ظاهرة عصرية أم مزايدة تجارية ؟

الحزب عبارة عن عنصر مبدئي لايتغير، وهو علی شکل تضامن معنوي أومادي الذي يتجمع فيە أعضائه حول فکر سياسي معين . بکل تأکيد المبدأ يعبر عن حقيقة البشر وهو من أحد صفات الأساسية الأخلاقية للحزب الذي يختاره الشخص بعد أعجابە بمبادئه قبل الإنتماء، وعندما ينتمي إليە الفرد يجب الإلتزام بمبادئە بدون قيد أو شرط وعدم الکشف عن أسرارە من ناحية الأخلاقية، إلا أن فسخ الحزب من قبل أعضائە التوافقي وبشکل رسمي، وفي هذە العبارة يوضح لنا  الشخص الذي ينتمي إلی حزبٍ ما لفترة طويلة وخلال سنوات عدة وأبداء عدم رضاه بشكل مفاجئ وبدون سبب معقول أو إنذار من قبل حزبە في حال تصرف غير لائق بدر منه وخارج عن مبادئ الحزب، وينشرمن قبلە حجج غير معقولة بين الناس كعدم وجود عدالة حزبية  أوأنه يرغب في الحفاظ علی کرامتە وبعده عن هدف جمع المال، ولا يوجد هناك مستحيل في السياسة وغيرها من العبارات لا معنی لها من الصحة

إن ظاهرة التغير المبدئي في الحزب لدی بعض الأشخاص في أقليم کردستان" خصوصاً بين الحزبين الرئيسين، البارتي واليكيتي" أصبح لعبة سياسية ومکشوفة وعلنية وغايتهم الأساسية من وراء ذلك هو کسب فرصة لجمع المال ولاينفعون أحداً سوی مصلحتهم  الشخصية لا أکثر، وأذا أمعنا النظر في شخصية هؤلاء الأشخاص نجد بأن أغلبهم علی الأکثر هم قادة العشائر أو رجال الدين أو مسٶولي الأحزاب لهم ثقل بين الشعبوکلهذە الشخصيات لها دور فعّال في العملية السياسية وتٶثر في ميزانية الأحزاب من حيث المقاعد البرلمانية. وکل هذە العناصر التي ذکرناها أصبحت مجال للخوف والجدل  والعرض والطلب والمزايدة من قبل  الأحزاب الکردستانية  الرئيسية في  الظرف الإنتخابي الحساس من أجل کسب أصوات الناخبين ومحاولة الفوز علی نده الحزبي وأستعمالە علی شکل سلعة تجارية باهضة في السوق المحلية، فيجب أن يُقال للحقيقة أن أسعارهم تختلف في السوق العلنية  لدی الأحزاب حسب عدد الأفراد والمنصب الحزبي الرفيع وحسب ثقلە وعدد أصواتە في فترة الإنتخابات، أي بمعنی هناك تباين في الأسعار، وإن قال أحدهم بأنني على خطأ، فهنا السٶال الذي يطرح نفسه : يا تری ما سبب في تغيير المبدئي الذاتي من قبل الذين يعتبرون أنفسهم سنابل القاعدة الجماهيرية في التوقيت الدعاية الإنتخابية وفي هذە الظروف الحساسة ولا غيرها، اليس مانقوله هوالمقصود ؟،  وإن لم تكن بهذە الأهمية، فلماذا عندما يختار حزبە الجديد يبدأ بالعمل في المنصب الجديد مباشرة، و لا يتم الإستفسارعن ماضيە ويضرب بالمبادئ بعرض الحائط. ومن هنا أقول ياتری من المسٶول عنهذە الظاهرة السيئة والغير الحضارية لدی الإنسان ؟  هل الشعب نفسە ، أم تلك  الشخصيات، أم الأحزاب نفسها  ونظامها  التقليدي؟ وسٶالي موجە إلی کافة القراء الکرام.

السٶال الذي يحوم في ذهن المواطن الکُردستاني، عندما يتحدث هٶلاء الأشخاص علی شاشات التلفزة عن الديمقراطية ويظهرون أخلاصهم في حرية إختيار المبدأ والحفاظ علی کرامتهم وأعجابهم بالمبدأ الجديد دون مقابل، بالإضافة أنهم يختارون کلمة الديمقراطية شعاراً لإقناع الشعب وينظرون إلى الشعب بعين الجهلة، وكأنهم في عصر الجهل ولسنا في عصر العولمة والتقدم والتکنولوجيا. وهذە الظاهرة السلبية تتکرر في کردستاننا العزيزة منذ إجراء العملية الإنتخابية البرلمانية الأولی، وتتطورت نحو الأفضل وبشکل مختلف عن السابق في عام  2014 وهو في حالة الأعجاب الجنوني عند المرشح عندما يرشح نفسە إلی عضوية البرلمان، يجب أن يذيل أسمه بأسم العشيرة أو الدين أو أن يکون طبال وزمار الحزب الذي ينتمي إليە ويتحدث کثيراً بأسم الکوردياتي نظرياً، ويضرب القضية القومية بعرض الحائط حتی أن يفوز ويکسب أصوات الناخبين کما شاهدنا أسماء بعض الأشخاص من الذين يعتبرون أنفسهم من الفئة المثقفة في المجتمع من الکتاب والباحثين وأصحاب الکـلمة الحرة في  کردستان قد ربطوا أسمائهم بأسم العشيرة أو القبيلة حتى يفوزوا ببعض الأصوات ويحصلوا علی أکثرية الأصوات دون الدخول إلی التفاصيل.