بماذا تكلم ارسطو عن مجاري بغداد

قبل الآلاف السنين و بالتحديد في 700 ق م توصل التسكانيون في ايطاليا إلى إدارة بارعة في الدولة والحضارة مقابل الوحشية والهمجية في ذاك العصر و كان مما يلفت النظر في ذاك الزمن الغابر من إعمالهم أنهم اوجدوا نظام مجاري تحت الأرض تنقل المياه الزائدة من البحيرات و مياه الإمطار على العلم إن اغلب المؤرخين يرون في ذالك العصر عصرا همجيا غابرا في القدم بعيدا عن الحضارة
لم يعرفون سوى الفأس و الرفش و حفروا وعمروا و بنوا ولم تثني عزيمتهم الأرض الصخرية الجبلية بل حتى شقوا في جوفها الطرق و الممرات مع أنهم أقوام اوجدوا لأنفسهم دوله تعد البذرة الأولى لروما الإمبراطورية و انهم و للأسف الشديد أقوام أتوا من أسيا و حتى صفات أجسامهم و تصميم معابدهم قريب للبناء البابلي فهل هم من العراقيين الأجداد!!
و هل ارتضي لنفسي إن اجزم بهذا!!
لأني لو جزمت لأقسمت على الخراب للمجتمع الإنساني برمته لكوننا نعلم إن الحضارة الرومانية و التسكانية النواة الأولى لها قادت عصرا و نورا تاريخيا جليلا عمر الآلاف المرات من حاضرنا المملوء بالماسي و الخراب و الدمار و الفيضانات و أمواج المياه المتلاطمة في بغداد !!
مع توفر كل الإمكانيات المادية و البشرية وما أكثر البطالين و المنتظرين لمن يقول حي على العمل !!
حيث لم تكن هناك عمله اسمها الدولار و بنوك و سيارات وطائرات و غواصات نووية و جيوش و غزو وصل إلى القمر البعيد و لم تعرف الذرة ولم يعرف الإنسان سرعة الضوء و لا الحفارات و البلدوزرات ؟؟
و مع توفر الأسس الديمقراطية و شبة الحرية الصحفية و التقويم و التفضيل و الإشادة !!
إلا شي واحد غير متوفر و هو الحساب على الضياع و التضييع بالمال العام و خزائن الدولة و الأرواح و الطاقات فهذا غير موجود أبدا و هذا ما أرى انه تفطيم و سبب؟؟
تفطيم ؟
لان ديناميكية الحركة و العطاء في المجتمع اعتمدت على القهرية القانونية و الحزم و الشدة و هذا ما تفطم علية المجتمع ابان الفترة السابقة حيث يعرف اغلب العراقيين قسوة النظام السابق تجاه التسويف في العمل وحتى ان من أشهر الأسر المالية العراقية قد أبعدها إلى أخر الدنيا بعد إن سوفت بإعمالها في مطار بغداد و يعرف اغلب المقاولين العراقيين اللجان التي كانت تستلم منهم إعمال جامع صدام الكبير كيف إن الأغلب خرجت منه الإرباح كما خرجت قديما الرجل بخفي حنين!!
لان تلك اللجان اجبرتهم على اعادة العمل مرارا و مرارا لانه لم يكن على المطلوب ؟؟
و إما الشيء الأخر و هو السبب يعود إلى إننا أوجدنا أنفسنا في عصر لم نفطن له و لم نخبر حيثياته فالكل فهم الحرية السياسية و الاجتماعية الدينية على أنها انفلات و حرية فوق القانون و الدولة و هذا الفهم السقيم تدرج من المواطن الى ان برز مع السياسيين أنفسهم و المؤتمرات الصحفية و المهاترات في البرلمان تضج بذلك فالكل يرى في نفسه رجل الكاوبوي صاحب مسدس والتر يجيد كيف يقنص به عقدة النقص في اغوار شخصيته فذهب يمجدها ببطوله اسطورية فارغه وكما انه يمسك ايضا بقوة ميليشاته المنافقين اللذين كانوا يتملقون رجل الدولة الاوحد وزبانيته ؟؟ و يمسك كذلك بقوة عشيرته التي لم تالف احد أبنائها سيدا مطاع في البرلمان (مثل ما جرى مع المفتش العام لوزارة الصحة عندما ذهب هو وعشيرته ليرضي وزير الصحة السابق الحسناوي السابق في مضيف بين حسن في كربلاء لكون ان هذا المفتش صرح إن في وزارة الصحة فسادا و ان هذا الوزير لم يصلح في إدارة وزارته)؟؟
لقد فسر رجال البرلمان عملهم من الخدمة إي خدمة الشعب إلى السلطوية المتكبرة والمتحجرة التي تنظر إلى نفسها أعلى من مفهوم الخدمة ؟
فأصبح العراق بلد الآلاف القادة الأسطوريين الابوليين و إن تكرمت و أردت إن تحسب عدد السادة القادة في العراق لكان الناتج كبيرا جدا فلبرلمان وحدة يضم 330 سيدا و الوزارات تضم 40 سيدا و مكتب رئيس الوزراء يضم 150 سيدا موزعين على اللجان والاستشاريات و المحافظات تضم على اقل تقدير 25 عضو مجلس اي عشرون سيدا و كل وزارة تضم على اقل تقدير 30 سيدا بين مدير عام و كيل أقدم و مستشارين و موظفين بأماكن عليا و مجالس إسناد عشائرية على اقل تقدير 20 مجلس إسناد في كل محافظة يضم كل مجلس في اقل تقدير 20 شيخا و مديريات شرطة في كل محافظة فيها أكثر من رتبه عاليه و زراة الدفاع لديها العديد من الفرق و مقرات العمليات كل فرقة كم رتبة كبيرة فيها و كم رتبه كبيرة في كل مقر عمليات و القضاء من محكمه اتحادية و جنائية و جزائية ومدنية و زارة النفط كم شركة من تسويق النفط سومو و نفط الجنوب و و و وزارة ألصناعه كم شركة فيها وكم مديرية تنفيذ ؟؟
و وزارة الصحة فيها كم مديرية و و و الخ ؟؟
و بلمحة بصر تجد إن الأرقام لقادة النظام في الدولة أصبح فلكيا و كل واحد من هؤلاء يجر خلف ذيله فريقا من الحمايات و المستشارين و الحقوقيين و القانونين و السواق و حماية البيت و المرافقين وصحفيين وإعلاميين !!
و أسطول من السيارات المصفحة وذات الدفع الرباعي
وكل هؤلاء القادة فوق السيد المواطن!!
الذي ليس له لا صوت و لا معيل فصار يهرب من البيت عن هطول المطر و يخرج في الصباح يسبح بأمواج المياه المتلاطمة و يتحمل الإمراض التي تصيبه و يتحمل شراء الوصفات لان المستشفيات أصبحت لا تملك الدواء و إن وجد فإنها صارت تتعامل مع الشركات العراقية أو الصينية أو الهندية التي لايحترم صناعتها الأطباء ؟
و إن أراد السيد المواطن إن يدفئ اضلاعه يخرج ابنه يطرق باب احد الجيران عسى إن يكون ذلك الجار قد تمكن من كشف طلسمات و إسرار النفط ؟
ولم يجد السيد المواطن أحدا من هؤلاء السادة القادة الابوليين في الارض ممن يكون كما التسكانيون في الإدارة او الملك ايطاليس الذي أحبه شعبة الانتوريين فسموا أنفسهم ايطاليين لاجله كما يقول في ذلك أرسطو طاليس في أصل تسمية ايطاليا بهذا الاسم "يقول أصدق الناس حكمًا في هذا البلد إيطالس Itaus ملك أئنتريا Oenotria بدَّل أهل البلاد اسمهم فلم يعودوا يسمون أنفسهم أئنتوريين بل تسموا إيطاليين))..
عشقوا من عشقهم فصاروا ليس على دين ملوكهم بل على اسم ملكهم
فأين يجد هذا الشعب من يعشقه ليتسمى باسمه