الحاخام يدعو الى مأدبة عشاء بمناسبة الطلاق

العدد (8) من مقالات : "برّ وتوكلات حكماء صهيون".

 

تعتبر حفلات الزواج وإقامة المأدبات من غداء أو عشاء عادة من عادات وتقاليد كافة شعوب الأرض . لكن حين يتم الطلاق لا يفكر أحد باقامة الاحتفالات أو توجيه دعوات غداء أو عشاء على شرف الزوجين اللذين ينويان الطلاق.

وربما عدم إقامة دعوات وحفلات أفراح للطلاق لها أسبابها وتفاسيرها المختلفة.

وبالتأكيد لم يحدث أن سمع أحدنا ، أو تمت دعوته الى حفل عشاء لمناسبة الطلاق.

لكن قد حدث مثل هكذا عشاء على الأقل مرة واحدة في التاريخ وبطريقة فيها الكثير من الحكمة ، وتروى في احدى روايات التراث اليهودي الرائع والكبير في حكمته وحكمائه ، قصة عشاء بمناسبة دعوى الطلاق، دعا الى اقامتها أحد كبار حكماء صهيون . وهذه هي القصة وتفضلوا اسمعوها . أو اقرأوها.

عاش زوجان لسنوات عديدة حياة زوجية لم يكن فيها غير السلام والحب والانسجام.

لكن كانت لديهما مشكلة واحدة ، هي أنهما لم يتمكنا من انجاب الأولاد.

وكان هذا الأمر شاقا وصعبا على الزوج، ففكّر بالطلاق .

ذهب الزوج الى الحاخام شمعون بن يوحاي (القرن الثاني الميلادي) وأخبره بقراره بأنه يريد الطلاق من زوجته.

فأجابه الحاخام بن يوحاي : مثلما أقمت حفلة عشاء بمناسبة أفراحك وبهجتك في الزواج من زوجتك ، فأنا أطلب منك أن تقوم بحفلة عشاء تدعو فيها أهلك وأصدقاءك وبالتأكيد زوجتك الى هذا العشاء ، وتعطيها كل ما تستحقه وما تحبه وما تريد أن تأخذه من بيت الزوجية الى بيت أهلها.

فوافق الزوج وأعدّ العشاء ودعاء أهله وأصحابه ، وأعطى زوجته الحق في أن تحمل معها أغلى وأثمن ما يحلو لها من البيت وتأخذه معها الى بيت أهلها وتحتفظ به.

واستفسر الحاخام أيضاً من الزوجة عن رأيها بقرار زوجها بطلبه الطلاق منها. فرأى بأن الزوجة كانت حزينة لقرار زوجها ونيته بالطلاق منها لأنها تحبه كثيراً.

فأشار الحاخام الى الزوجة بطريقة حكيمة يمكنها أن تقوم بها على العشاء وبعده مع زوجها ،  ليعرف زوجها ويدرك الحب الكبير لزوجته له.

فكان العشاء ، وحضر المدعوون اليه ، فأكلوا وشربوا ،  وبانقضاء العشاء غادر المدعوون الى بيوتهم ، وبقيت الزوجة لوحدها مع زوجها وكانت تزيد له من الخمر ليشرب، الى أن أخذه النعاس من الخمر الذي شربه.

وكانت الزوجة قد أوصت بعض الخدم الذين يعملون في حقل أبيها أن ينتظروها خارجاً.

أعطت الزوجة إشارة الى الخدم للدخول وأمرتهم بحمل زوجها الى بيت أهلها .

ففعلوا مثلما أمرتهم ، وذهبت معهم .

وتمّ وضع زوجها على سريرها في غرفة لها في بيت أهلها ، وبقيت نائمة هي معه كل تلك الليلة.

فنهض الزوج باكراً في صباح اليوم التالي ، ولم يعرف ما لذي جرى وكيف جرى.

وسأل زوجته : مالذي جاء بي الى بيت أهلك ؟

ألم يكن واضحاً بأنني أريد الطلاق منك  ؟

فأجابته زوجته : ألم تطلب مني أن أحمل معي الى بيت أهلي كل غالٍ وثمين في عينيّ ،  من بيتك ؟

فقال لها : نعم .

فقالت له : وأنا قمت بعمل ذلك بحسب كلمتك تماماً ،

فحملتك هنا معي ،

لأنك أثمن وأغلى مالديّ في الدنيا كلها وليس في البيت فقط .

فأحسّ الزوج بمقدار الحب الكبيرالذي تحبه زوجته ، وشعر بأن عليه أن يصحح موقفه.

فذهب بزوجته الى بيته ، وعدل عن موضوع الطلاق ،

قائلا لزوجته : أنت هي بيتي وحياتي .