من المعروف ان اي مجتمع بشري يتكون من مجموعات اجتماعية متباينة الصفات و الاحوال الاجتماعية , وتسمي هذة المجوعات الطبقات الاجتماعية تضم كل طبقة اجتماعية مجموعة متناسقة و متشابهة الاحوال و الظروف ,ويكون مجموع هذة الطبقات مايعرف بالنسيج الاجتماعي والذي عرف بدوره بعض المصطلحات الهلامية (رتق النسيج الاجتماعي ) و مع ان مفردة الرتق هذة غالبا ما تستعمل مع مفردة التمزق لهذا فهناك معقولية ان ياتي بهذة المفردة من تسبب في تمزيق لحمة المجتمع و الذي كان محصن من ادوات التمزيق ( العنصرة , المحسوبية , الجهوية ...الخ) للدرجة التي لايمكن ان تخطر ببال احد في ان يتلفظ هذة العبارة مقرونة به . وبما ان الحكومة هي الهيئة التي تمتلك القوة/الشرعية لفرض الترتيبات والأحكام والقوانين اللازمة للحفاظ على الامن والاستقرار فى المجتمع و تنظيم حياة الأفراد المشتركة. والحكومة الناجحة هي التي تستطيع الموازنة والتوفيق بين الغايات المعلنة و الاهداف المنشودة للرقي بافراد المجتمع سوياً و باشراكهم في خدمته , ولتنظيم حياة افراد المجتمع تسن التشريعات و الدساتير و المبادئ المتفق عليها مع أفراد المجتمع لكي تحظى بالطاعة من خلال "حكم القانون". والقانون لا بد أن يكون عادلا، بمعنى أن إصداره كان من أجل غاية عادلة ومقبولة، وأن تطبيقه يشمل جميع الأفراد دون استثناء. الا ان هنالك بعض الممارسات التي تتنافي مع التشريعات المتفق عليها , و التي تحدث عندما تنفرد مجموعة اجتماعية بالسيطرة علي مقاليد الحكم عندها تعطل جميع المبادئ المتفق عليها ويستعاض عنها بمناهج و افكار تعمل علي تقوية نفوذ الجماعة و في سبيل ذلك تنتهج مجموعة من الوسائل و النظريات و التي بالطبع لن تكون متماشية مع الفطرة البشرية (فرق تسد , اعلاء التعصب العرقي , تمكين التحزب القبلي و تمكين ورفع شان المنتسبين ) مع عدم مراعاة لاي معايير تلزم تغليب المصلحة الاجتماعية . عندها يحصل الحراك الطبقي فتنغرض بعض الطبقات الاجتماعية و تذوب وتتناقص لتكون طبقتين متناقضتين طبقة كادحة تتكون من الشرفاء القابضون علي المبادئ و الملتزمون بالاخلاق المنادون بالتصحيح ( المغضوب عليهم) والذين كانوا يمثلون نبض المجتمع ( مثقفون ,ادباء ) بالاضافة الي ما تم تشريده بفعل سياسات تمكين اهل الولاء ففقر و افتقر وكذلك الفاقد التربوي وعديمي العائل من المشردين و ابناء قتلي الحروب و التي هي من اهم المعاول و الوسائل التي تستخدمها الفئة المتسلطة لتضمن استمراريتها في التحكم بالمجتمع و تسمي هذة الطبقة زوراً و بهتاناً بقاع المجتمع او اهل القاع. اما الطبقة الاخري و التي تسمي افكاً بقمة المجتمع او اهل القمة و التي تتكون من اولئك الانتهازيين المتملقين الذين صعدوا الي هذا المجال من دون تدرج شفيعهم في ذلك الولاء الاعمي و استعدادهم التضحية البلهاء حتي لايزول نعيمهم الذي لايتمتعون باي سند معرفي او زكيرة علمية تشفع لهم و تجعلهم جديرون بالاختلاط مع ومن يفوقهم دراية و علما . ما يعانيه اي مجتمع مشابه من امراض مجتمعية و اضمحلال اخلاقي و فساد و التي تحدث نتيجة لصعود حثالة المجتمع للصفوف الامامية فيكونوا من علية القوم من دون ما اي استحقاق و بالتالي يكونون من اصحاب الراي و المشورة لولاة الامور فتهلك المجتمعات و تصاب بكل الامرض المجتمعية المدمرة كيف لا ففاقد الشئ لايعطية و قد قيل اطبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت فان الخير فيها باق و لا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت فان الشح فيها باق. فيا من توليتم امر الامم استشيروا اهل ما يسمون جورأ باهل القاع فهم للراي اسدد و لقول الحق اشجع فالمتثولون و الشماسة كما يطلق عليهم يمكن ان يكونوا مراة مجتمعية ناصعة صادقة معبرة خير من تلك البطون المنتفخة و التي تنافق لتذداد انتفاخاً. |