هنالك الكثير من المصطلحات المرتبطة بالواقع والتي تثير حفيظة البعض حين سماعها, والتي قد يعتبرها البعض عورة او رجس من احاديث الشياطين او مخلة بالسلوك العام في حين يتحذر البعض الاخر في تداولها في التعامل الاجتماعي, لكنها في طبيعة الحال تنطبق بالقول والعمل على الواقع المعاش, ومن تلك المصطلحات (عهر السياسة) والوصف الدقيق للسياسة بانها عاهرة, ولكن من خلال متابعة تحركات سيدة العهر في زمن (اضع يدي بيد الشيطان من اجل مصلحة....) تبين ان هنالك تطور كبير في الخلفية السياسية للبعض من اصحاب الفهلوة في التسلق على اكتاف الاخرين وسرقة احلامهم الجميلة وطموحاتهم ورغبتهم في البحث عن المستقبل المشرق. وانا اراقب المشهد السياسي في تداعياته وصراعاته المريرة نتيجة كسبرة بعض السياسيين والاحزاب من الذين يجيدون التخفي في الاوقات الصعبة والحرجة وينجحون في اختراق جدران التحالفات حين تكون الفرصة مناسبة, اشعر بان من يتعامل مع تلك العاهرة قادر على ان يمتطيها بتمكن ومن حيثما رغب دون الالتفاتة الى (ما حرم الله عليكم), لكن حتماً ذلك الوصف الكاسبري لا ينطبق على البعض ممن يمتلك الخلفية الكبيرة لكنه هجر سوق العاهرات, وبالتالي فتلك الخلفية تعتبر نتيجة الركل على المؤخرة في محاولة لأبعاد صاحبها عن المشهد. كثيرة هي الاوقات الصعبة والمريرة التي مر بها الشعب العراقي الصابر المجاهد في الصراع الطويل من اجل نيل الحرية والديمقراطية ومحاولات الخلاص من ظلم الانظمة الفاشلة المتعاقبة في حكم العراق, ورغم تلك المصاعب والمصائب كان الانسان العراقي يعمل بكل ما اؤتي من قوة وعزم في مختلف المجالات من اجل توفير لقمة العيش الشريف لعياله, ومن التجارب المريرة ان يعمل العراقي في دول الجوار التي يعتمد اقتصادها على ثروات العراق التي توزع كهبات او تعويضات نتيجة السياسات الفاشلة للأنظمة الحاكمة, ليقدم كل ما لديه في مجال تخصصه او العمل الذي دفعته الحاجة اليه, ليقال له بعد اشهر من تجربة العمل دون ان يعطى حقوقه (يعطيك العافية يسيدي) وان الح بالمطالبة بتلك الحقوق يركل على مؤخرته ليرما به خارج حدود ذلك البلد الذي يعتش ويقتات على خيراتنا وثرواتنا. وحين تنفس العراقيون الصعداء في دخول الديمقراطية والعمل من خلالها, لم تسلم مؤخرات البعض ممن دخل للتنافس في هذا المعترك الصعب من الركل, في معادلة ان لم تكن فيها كاسبر او من انصاره وتجيد تلك القدرة والشفافية في التحول او النفوذ فان مصيرك خارج دائرة المنافسة, وما مصير البعض ممن يرفضوا الائتلافات والتحالفات, وبعض الذين شاركوا في العملية الانتخابية ولم يوفقوا للفوز بقواعد اللعبة السانتولوكية نتيجة عدم وصولهم للعتبة الانتخابية, الا نفس مصير اقرانهم ان لم تنال منهم النوبات القلبية تحت ضغوطات ناخبيهم الذين يطالبوهم بتنفيذ الوعود من خلال التهديد والوعيد.
|