جميل وهدف سام أن يتم السعي للوحدة، حتى المنافس في بعض الأحيان يتمنى اتحاد جبهة منافسيه، لكن يجب أن تكون الوحدة مبنية على أسس وأهداف مشتركة، بين المتحدين وإلا أصبحت وحدة شكل تضر ولا تنفع، فلكل من المتحدين أهداف يسعى لتحقيقها من خلال هذه الوحدة، ومتى ما اصطدمت مصالح المتحدين ببعضها، تهدم كل شيء وتحول إلى عداء وفرقة، يصعب جمعهما من جديد. التحالف الوطني الذي شًكل على أنقاض الائتلاف الوطني، رغم اختلاف تشكلهما، فالتحالف تشكل من قائمتين وصل الخلاف بينهما إلى كسر العظم، وشكل بناء على صفقات ومساومات، أنتجت حكومة هزيلة لم تحرك ساكن، بل زادت الوضع العراقي سوء وتراجع وتردي على كل الأصعدة، والتحالف طيلة عمر الحكومة السابقة كان اسم بلا وجود، ومن اضعف الكتل السياسية في الساحة العراقية، حتى بدأ طيلة المرحلة السابقة تابع للحكومة بشكل واضح وليس العكس، ولم يسجل للتحالف موقف يدل عليه كممثل لأكبر مكون من مكونات الشعب العراقي. واليوم يجري التحرك لإعادته، وتشكيله من جديد، بمكونات كل منهما يختلف عن الأخر بالهدف والدافع لإعادة هذا الإطار الميت والمتهالك، فدولة القانون الذي تمثل اليوم اكبر مكونات التشكيل الذي مات، تريد من التحالف أن يمرر ولاية ثالثة لرئيسها، أما أركان الائتلاف الوطني، الذي شكل القطب الأخر في التحالف فقد انضم منهم بدر والفضيلة والإصلاح لدولة القانون، بموجب صفقة منح هؤلاء بموجبها مناصب ومواقع معينة، وظل الأحرار والمواطن، فالأول وان كان شريك في صفقة تشكيل التحالف الأولى، لكن اختلف مع شخص المالكي فلجأ إلى المواطن، الذي هو الوحيد الذي لازال يرفع شعارات وأطروحات نساها الآخر من زمان. لذا فأن التحالف ميت لا يمكن له أن يحيا، للاختلاف الكبير بين أهداف وتوجهات مكوناته، ولا يمكن لجهة وكتلة واحدة، ترفع شعار حق الأغلبية ووحدتها أن تغير من المعادلة شيء. ولا يمكن لدولة القانون مثلا أن تعمل مع التحالف الوطني، إذا لم يمنح رئيسها الولاية الثالثة، أما بدر والفضيلة فهؤلاء تزن الأمور لديهم، بمقدار ما يحصلا عليه داخل التحالف أو خارجة، أما الإصلاح فلا نشك أن لديه طموح برئاسة الحكومة، فإذا وجد أجواء مناسبة توفر له هذا الهدف، داخل التحالف كان جزء منه، وإذا لم يجد ذلك فهو الآخر يبحث عن من يمنح أكثر، أما الأحرار فهم دائما في حالة عدم استقرار في الموقف، رغم تصويتهم إلى جانب المواطن والكتل الأخرى، الذي تمثل أطياف الشعب العراقي، على قانون تحديد الولايات، لكن لا يستعبد عودتهم لتحالف يمنح ولاية ثالثة لرئيس دولة القانون، إذا كانت الثمن عدد جيد من المناصب كما حصل في الدورة الحالية للحكومة. ظل المواطن الذي جرب دور أم الولد طيلة المرحلة السابقة، ولم تعود عليه بشيء سواء من قبل الشارع الشيعي أو على المستوى الوطني، نعم الكل يجتمع إليه، ويثق به وبأطروحاته، لكن لا يمكنهم انتظاره عندما يحين توزيع الحصص، وعقد الصفقات، لذا نعتقد أن المراهنة والارتباط بالتحالف وانتظار تشكيله، سيضيع الوقت على من يهدفون لجمعه حرصا على وحدة الأغلبية، لان الآخر يبحث خلف الستار، على أي تحالف يحقق لهم مصالحه، فهل ستعيد كتلة المواطن تجارب أثبتت إنها الخاسر الوحيد فيها....
|