تونس و الحصار القطرى..

قبل طرح ثمار الربيع المزعوم فى بداية عام 2011م بتونس كان هناك من يزرع البزور الاخوانية جيدا و المتفقة تماما مع الاجندات الغربية لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير و الفوضى الخلاقة فى المنطقة العربية .

 

و فى عام 2003م  باتت قطر تزرع اول نبتة من ثمار " الفوضى الخلاقة " بتاسيس فرع لـ " مؤسسة راند " الامريكية بالدوحة، و تلك المؤسسة فى شكلها الخارجى مركز ابحاث سياسية و استطلاعات للرأى، و لكن فى حقيقتها مؤسسة استخباراتية «مستقلة» تعمل في إطار و شكل مدني، ومن لا يعلم كثيرا عن تلك المؤسسة عليه ان يعرف ارتباطها الوثيق بصناع القرار العسكري داخل البنتاجون، و اكبر دليل على ذلك من تولى رئاستها منذ 1981م حتى 1986م كان " دونالد رامسفيلد " وزير الدفاع الأميركي . و بعد زرع اول نبتة لحصد الربيع المزعوم توالت قطر فى زرع باقى الحقل لكى يشمل الحصاد فيما بعد الاقليم كله، حتى خرجت لنا " اكاديمية التغيير " فى عام 2008م على يد " هشام موسى " ( زوج بنت القرضاوى ) و رفيقه بلندن " رفيق عبد السلام بوشلاكة " و هو أحد ابرز نشطاء أخوان تونس بلندن و صهر راشد الغنوشى، و الذى تم تعيينه وزير خارجية تونس بعد مرور الربيع المزعوم بها فى عهد حكومة " حمادى الجبالي ".

و للعلم اغلب قيادات اكاديمية التغيير من الشباب المنتمى لجماعة الاخوان المسلمون و كان لتونس حظ وفير فى عدد الشباب المتواجد بأكاديمية التغيير، حتى باتت تلك الاكاديمية فى تلك الفترة مفرغة لاعداد الكوادر المميزة لجماعة الاخوان بمصر او تونس . جدير بالذكر انه تم انشاء المركز الرئيسى لـ " اكاديمية التغيير " بلندن عام 2006م .

 

و اذا كان هذا جزء من ما زرعته قطر سياسيا، فقناة الجزيرة القطرية قامت باداء واجبها على اكمل وجه تجاة تلميع زعيم حركة النهضة التونسية " راشد الغنوشى " و بث جميع فعاليات حركة النهضة على الهواء مباشرة .

 

اما ما قدمته قطر اقتصاديا و دعم مادى لجماعات الاخوان بتونس فلا حصر له، و تؤكد الايام الحالية صحة كلامنا، فمنذ ايام قليلة إعلنت وزارة الداخلية التونسية عن اعتقال 11 عضوا منتمين الى إحدى الجمعيات الإسلامية بتهمة غسل الأموال وتمويل الجماعات الارهابية .

 

و هو الامر الذى فجره علنا " التوهامي العبدولي " مساعد وزير الخارجية التونسي السابق و رئيس حزب الحركة الوطنية التونسية بعد اتهامه للدوحة بالضلوع فى تمويل جماعات أرهابية بتونس بطريق غير مباشر عبر جمعيات خيرية و منظمات اهليةُ تقوم بتجنيد الشباب بتونس للقتال فى سوريا، بجانب أغلب تلك المنظمات و الجمعيات يقودها خلف الستار قيادات و أعضاء من جماعة الاخوان المسلمون، كما حمل " التوهامي العبدولي " الدوحة المسئولية الكاملة عن دعم تلك المنظمات .

 

جدير بالذكر أن وزارة الداخلية قد أقرت بوجود مئة و خمسون جمعية إسلامية يشتبه بضلوعها في تمويل نشاطات إرهابية، ثم اعلنت بعد ذلك وزارة الداخلية بالعمل على  تجميد أموال مثل تلك الجمعيات، و لكن حالة من الفزع أنتابات الاحزاب التونسية بعد تراخى وزارة الداخلية فى أتباع الاجراءات اللازمة مع تلك الجمعيات . فلم يعد " عبد الحكيم بلحاج " قائد  "المجلس العسكري للثوار في طرابلس (الصفحة غير موجودة)" المجلس العسكري للثوار في طرابلس المحطة الوحيدة لتوصيل الدعم المادى من الدوحة الى جماعة الاخوان بتونس .

 

فبات من الواضح أن ميراث بورقيبة، و جراءة الباجى القائد السبسى، و أفكار الشهيد " شكرى بلعيد "، فى حصار اقتصادى و سياسى قطرى، فهل سينتصر ابناء تونس لبلادهم، لكى تعود لنا تونس الرقى و التحضر من جديد، أم ستدخل تونس فى متاهات الربيع المزعوم ، و تكون الخضراء تحت الحصار العنابي .