رسائل بوتين من شنغهاي

كانت ادارة الرئيس الامريكى " باراك اوباما "على قدر كبير من الغباء بعد تصريحاتها الاخيرة بخصوص فرض عقوبات جديدة على روسيا .

اولا انا لست أعرف ما هى العقوبات القديمة التى فرضتها الولايات المتحدة الامريكية على روسيا الاتحادية، لكى تفرض عقوبات جديدة، ثانيا هذا التصريح جعل القارة العجوز فى مواجهة مباشرة مع الدب الروسى، فدول الاتحاد الاوربى هى أكثر المتضررين من الصراع القائم الان بين واشنطن و موسكو، و لذلك هناك تباين واضح فى الآراء و القرارات و ردود افعال الدول الاوربية بخصوص فرض عقوبات جديدة كما صرحت الولايات المتحدة الامريكية، و على رأس تلك الدول المانيا التى رفضت تلك التصريحات خلف الكواليس، و بشكل غير مباشر .

 

و كما كتب القيصر الروسى رسالته للغرب فى العام الماضى على خط أنابيب الغاز الاوروبي الشمالي، كذلك أراد بوتين كتابة رسالة جديدة للولايات المتحدة و حلفائها، و لكن فى تلك المرة كتبها من شنغهاي، لكى يقول لهم أنتم من ستدفعون ثمن العقوبات الاقتصادية و ليس انا، و أن روسيا اقتصادها لن يتوقف بقرار من البيت الابيض او مقاطعة للغاز الروسى من أوربا .

 

فبزيارة القيصر للصين سيتم توقيع أحدى اكبر الاتفاقات الدولية فى مجال توريد الطاقة بين شركة " غازبروم الروسية " و شركة " النفط و الغاز الوطنية الصينية " لتوريد الغاز الروسى من شرق سيبيريا الى الصين لمدة ثلاثين عاما، و هى الصفقة التى ستتعدى قيمتها 400 مليار دولار، كما اتفق كلا من الرئيس الروسى و نظيره الصينى على تطوير علاقتهما التجارية و العمل على زيادة التبادل التجارى بينهم، و بتاكيد لم تقتصر مباحثات الرئيسين على صفقة الغاز و التجارة فقط، بل كان العقل العسكرى حاضر ايضا .

 

و أذا كانت روسيا التى تواجه تحدى دولى كبير سواء على المستوى السياسى او الاقتصادى قد وجهت رسالتها للغرب من شنغهاي، فالصين أيضا التى تواجه خلافات بحرية شديدة مع جيرانها باليابان و الفيليبين و فيتنام، قد وجهت لهم أيضا رسالة تحذير عبر التدريبات البحرية المشتركة بين القوات الروسية و الصينية التى تستمر لمدة اسبوع ببحر الصين الشرقى و يشارك فيها 14 سفينة، و يعد ذلك التدريب هو الثالث بين القوات البحرية الروسية و الصينية ، هذا بجانب مشاركة كلا من الرئيس الروسى و نظيره الصينى أفتتاح مؤتمر الامن الاقليمى، و كانت أبرز جملة أفتتح بها الرئيس الصينى القمة الرابعة للمؤتمر في مدينة شانغهاي هى "  إن لا أحد يمكنه العيش في القرن الـ21 بتفكير عفا عليه الزمن من عصر الحرب الباردة و لعبة محصلتها صفر "

 

و كما جائت اول زيارة خارجية للرئيس الصينى " شي جينبينغ " بعد توليه منصب الرئاسة فى مارس من العام الماضى لروسيا الاتحادية بحضوره دورة الالعاب الشتوية سوتشى، جائت زيارة الرئيس الروسى " فلاديمير بوتين " الى الصين كأول زيارة لرئيس دولة يزور الصين بعد فوز " شي جينبينغ " بالرئاسة .

 

فاذا كان " فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين " كتب رسالته للغرب فى تلك المرة من شنغهاي، فمن أين سيكتبها فى المرة القادمة هل من نيودلهي، ام من رقعة جديدة سيكتسبها على ساحة شطرنج السياسة الدولية .