الكونفدرالية هي الحل |
تتسم منطقتنا والتي تحتل مكانة متميزة في خارطة الشرق الاوسط بالتنوع الجغرافي وعناصر المناخ الذي أدى الى ظهور نشاطات انسانية متنوعة قد تكمل احداها الاخرى ، أضافة الى التنوع العرقي الذي افرز ثقافات متنوعة واساليب معيشة رغم اختلافها عن ثقافات الاعراق الاخرى الا انها تحظى باوجه تشابه وتجانس مع الحضارات المجاورة ، وكانت هذه الشعوب على مدى عصور بعيدة تتلاقح بحضارتها مع بقية حضارات الشعوب ألاخرى الى حد الاختلاط نتيجة التبادل التجاري وبقية اوجه النشاط الاقتصادي والاجتماعي الى حد تداخل بعض المفردات اللغوية في ما بينها وأدى ذلك الى اختلاط الانساب عبر التزاوج المتبادل مع احتفاظ كل شعب بلغته الخاصة به وحضارته وثقافته وتراثه وسير رجالات ونساء افذاذ في تأريخه ، وهذه الشعوب في هذه المنطقة الممتدة مابين حوضي نهرا دجلة والفرات والمسماة وادي الرافدين حالياً و" ميزوبوتاميا" قديماً قد تعايشت على مدى قرون طويلة ولم يعكر صفو علاقتها فيما بينها سوى السياسات الحمقاء لبعض الحكام والسلاطين الذين كانوا يمثلون اغلبية معينة على حساب بقية الشعوب والاقليات الاخرى ، كما لايمكن اغفال دور المستعمرين منذ مطلع القرن الماضي في تاجيج روح العداوة والانتقام وتغليب جهة على حساب بقية الفئات وزرع الفتنة بكل اساليبها الرخيصة ليبقى حال هذه الشعوب والمنطقة التي يسكنونها في حالة فوضى وصراع الامر الذي يستلزم بقاء هذا المستعمر جاثماً على الصدور همه الوحيد هو كيفية سلب خيرات منطقتنا وتجريدها من تراثها وموروثها الذي تعتز به ، وقد يعود ذلك الى غياب الثقة وغياب الوعي ورغبة القوي في الاستمرار بطغيانه ورغبة المغلوب في انتزاع حقه لحد قد يصل الى الانتقام والثار ، فما الذي يدفع هذه الشعوب الى التناحر الذي قد يصل الى الاقتتال فيما بينها ؟ انها دهاليز السياسة واقبيتها المظلمة ... أنها " الشوفينية " وعدم تقبل الآخرين ... أن القوميات المختلفة والاديان المختلفة يمكن لها ان تتعايش في أطار اجتماعي وسياسي بغض النظر عن الاطار الجغرافي بما يضمن لكل فئة الحرية والاستقلالية في التحدث باللغة الام او ممارسة الشعائر الدينية كل حسب معتقده دون اية ضغوط ، وهذا الاطار يستلزم من جميع الشعوب سواء في تركيا او كوردستان او العراق او سوريا او ايران ان تتحلى بالوعي الديمقراطي المستند الى مبدأ (ازدهار المنطقة) التي تجعل من جميع هذه الشعوب تتعايش فيما بينها على اسس من الاحترام المتبادل والتعايش السلمي لبناء منظومة أجتماعية متجانسة على مبدأ (الكونفدرالية) التي اصبحت الحل الاقرب لمعضلات الشعب العراقي للحفاظ على كل قومية ومكون لخصوصيتها التي تختلف أختلافاً جذرياً عن منظومة " الدولة القومية " التي تعطي الاولوية للقوم الذين يشغلون الارض و " تهمش " بل وتنتهك حقوق بقية الاقوام المتعايشة معها ، مما يولد أحتقاناً ونظرة فوقية للاغلبية تجاه " الاقلية " ولايدع ذلك أي مجال للحوار بل العكس قد تصل الامور الى حد القطيعة والاقتتال ، لذا علينا ان نعمل حثيثاً من أجل فتح قنوات الاتصال بين الشعوب التي تنهل من هذ الارض المعطاء ونزرع بذرة التواصل والحوار من أجل ان نمتزج جميعاً في " بوتقة " الديمقراطية وتقبل الاخر التي تكون أعلى وأسمى من كافة المسميات القومية والعرقية والمذهبية ، فالكل يقبل بالكل وأساس التركيبة الاجتماعية فيها تقوم على الاحترام المتبادل واعتراف الجميع بعضهم ببعض ، عند ذلك لن تقوى أدهى مخططات التفرد والديكتاتورية ان تزرع بذور الفرقة والتناحر والاقتتال التي تؤدي االى ضياع الثروات وهدر الطاقات وتضرر البيئة جراء الاستخدام الاسوء لها من قبل الطارئين عليها المستغلين لها لحسابهم الخاص دونما أي رقيب ، وكل ذلك يعود الى الجهل وسوء تقدير الامور. |