كردستان: على واشنطن ان تلتزم الصمت ولاتضع نفسها وسط صراع المركز والاقليم

بغداد: اكدت لجنة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان، اليوم الاحد، ان الاقليم سيقطع العلاقة مع بغداد إذا لم تشعر حكومة المركز ان الكرد شريكا حقيقيا ضمن اطار الدستور، وفيما أشارت إلى أن الكرد "ملوا" من تصريحات مسؤولي بغداد ولن "يطأطئوا الرؤوس او يخضعون لكل ما يريدون"، دعت واشنطن إلى أن "تلتزم جانب الصمت والحياد ولا تضع نفسها وسط هذا الصراع".

وقال مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم فلاح مصطفى، في بيان نشر على موقع حكومة كردستان، ان "الدول الآخرى لديها تفهما لسياسات إقليم كردستان، لأنهم يعلمون بأننا لم نخرق الدستور والتزمنا به"، مبينا ان "جميع أعمالنا دستورية وقانونية وفي مصلحة شعب كردستان وكنا نحمل هموم مصالح العراق، واستطعنا ان ننتهج سياسة ناجحة في الطاقة بينما فشلت بغداد في هذا المجال".

وبخصوص إعلان أربيل وأنقرة تصدير النفط من الإقليم، اضاف مصطفى وهو أحد أعضاء الوفد الحكومي الكردستاني الذي يرافق رئيس حكومة كردستان مسعود بارزاني في جولته الأوربية ان "ما عملناه في إقليم كردستان كان ضمن اطار مبادئ الدستور والقانون، ومنذ فترة يتم وضع العراقيل أمام ذلك، لكننا لن نستطيع الانتظار أكثر"، مشيرا الى ان "الدول الاوربية تنظر لكردستان على أنه ناجح في التعامل مع المسألة النفطية".

وتابع مصطفى ان "إقليم كردستان الذي لم يستطع سابقا استخراج أي قطرة نفط، أصبح بإمكانه اليوم انتاج النفط وتصديره للموانئ العالمية، وأصبح مصدرا موثوقا للطاقة في العالم"، لافتا الى ان "الإقليم ملتزم بالدستور ويؤمن بأننا إما أن نكون شريكا حقيقيا في العراق أو لا نكون".

وطالب مصطفى السلطات في بغداد بـ"أن تشعر بأن الكرد يجب أن يكونوا شريكا حقيقيا ضمن اطار الدستور وأن يُمنحوا حقوقهم، وإلا فأنه يجب قطع العلاقة بين بغداد واربيل"، مشددا "إما أن نكون شركاء حقيقيين وأن يتم التعامل وفقا لمبادئ الدستور، أو نقرر بأنفسنا".

وتساءل مصطفى "لماذا لا تجيبنا بغداد بخصوص تعويض المتضررين من القصف الكيمياوي لمدينة حلبجة، وتدمير نحو 4500 قرية في اقليم كردستان، وحول قتل ثمانية آلاف من البارزانيين وآلاف المؤنفلين في منطقة كرميان و12 ألف كوردي فيلي، ولماذا لا يحترمون القوانين والاعراف الدولية، ويقدمون شكوى".

وتابع مصطفى ان "الكرد ملوا من التصريحات التي يدلي بها المسؤولون في بغداد والتي لا معنى لها، لأنهم مخطئين إذا اعتقدوا أننا سنطأطئ الرأس أو نخضع لكل مايريدون".

وحول موقف واشنطن، أوضح مصطفى "مع احترامنا للولايات المتحدة، لكن قرار الكرد بأيديهم"، معربا عن امله ان "تتفهم امريكا المشاكل السياسية، وأن لا تضع نفسها وسط الصراع بين بغداد واربيل".

ودعا مصطفى "واشنطن إلى أن تتخذ موقف الحياد، وإذا التزمت جانب الصمت فإن ذلك أفضل"، مؤكدا أن "مانفعله هو في مصلحة كردستان وشعبه، ونحن لن ننتظر لنعرف من الذي يبلغنا بأننا على صواب أو الذي يبلغنا بأننا على خطأ".

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية جين ساكي قالت في تصريح سابق، أن موقف واشنطن منذ وقت طويل هو عدم تأييد تصدير النفط من إقليم كردستان من دون استحصال موافقة الحكومة العراقية الاتحادية، معربة عن القلق ازاء التأثير المحتمل لاستمرار تصدير النفط بهذه الطريقة.