40 عاما.. ولعنة أتلتيكو في دوري الأبطال مستمرة



DPA: قبل 40 عاما ، أدارت كرة القدم وجهها الجميل بعيدا عن أتلتيكو مدريد الأسباني ليفقد الفريق فرصة التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا.. وبالأمس ، كان الدليل القاطع على أن الجمال والقسوة وجهان لكرة القدم.

ومثلما تمنح كرة القدم السعادة ونشوة الانتصارات ، تتسم اللعبة بالقسوة أحيانا أخرى.

وعلى من يشكك في هذا أن يتجه إلى مشجعي أتلتيكو مدريد.

وقبل دقيقتين فقط من نهاية الوقت بدل الضائع في مباراة الأمس بين ريال مدريد وجاره أتلتيكو في نهائي دوري أبطال أوروبا ، أعاد أتلتيكو إلى الأذهان ذكريات الماضي عندما اهتزت شباك الفريق بهدف التعادل 1/1 ليصبح حلم الفوز باللقب الأول في دوري الأبطال في مهب الريح.

وبالفعل خسر أتلتيكو 1/4 بعد تمديد المباراة لوقت إضافي استغله الريال في تسجيل ثلاثة أهداف قتلت حلم جاره ومنحت الريال لقبه العاشر الذي انتظره طويلا في هذه البطولة.

وجددت مباراة الأمس اللعنة التي لازمت أتلتيكو كثيرا وأكدت أنه "الخاسر الأكبر في كرة القدم الأسبانية رغم فوزه بلقب الدوري الأسباني هذا الموسم.

وقبل 40 عاما وعشرة أيام فقط ، التقى أتلتيكو مع بايرن ميونيخ الألماني في نهائي البطولة وكان أتلتيكو على بعد ثوان قليلة من التتويج باللقب ولكن شباكه استقبلت هدف التعادل 1/1 لتعاد المباراة بين الفريقين ويفوز بايرن باللقب بعدما اكتسح أتلتيكو 4/صفر في المباراة المعادة بعدها بيومين وذلك على استاد "هيسل" الشهير في العاصمة البلجيكية بروكسل.

كان هذا في 15 و17 مايو 1974 ليمثل التاريخ الأسوأ في مسيرة أتلتيكو قبل أن يشهد استاد "ذا لوز" أو "النور" بالعاصمة البرتغالية لشبونة أمس صدمة مماثلة تماما حيث كان أتلتيكو في طريقه لحمل كأس البطولة للمرة الأولى في تاريخه بعدما ظل متقدما 1/صفر حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع للمباراة.

ولكن الريال سجل هدف التعادل القاتل ليدفع باللقاء إلى وقت إضافي سجل خلاله ثلاثة أهداف حسمت اللقب للنادي الملكي.

واعترف جابي قائد فريق أتلتيكو "أشعر بحزن شديد لهذه اللحظة المأسوية".

وسجل المدافع المتألق سيرخيو راموس هدف التعادل الذهبي للريال بضربة رأس بعد 92 دقيقة و51 ثانية من بداية المباراة.

ونال راموس ثاني أشهر قبلة في تاريخ حارس المرمى إيكار كاسياس حيث حرص كاسياس على معانقة راموس وتقبيله على وجنتيه اعترافا منه بالقيمة الهائلة لهذا الهدف ليس للريال فحسب وإنما له هو شخصيا حيث صحح راموس الأوضاع وأعاد المباراة لنقطة الصفر ليحفظ ماء وجه كاسياس الذي يتحمل الهدف الذي اهتزت به شباكه حيث جاء من خطأ قاتل للحارس المخضرم.

وكانت القبلة الأكثر شهرة في حياة كاسياس هي قبلته لخطيبته المذيعة سارا كاربونيرو بعد فوزه مع المنتخب الأسباني في المباراة النهائية لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

وقبل تسجيل راموس لهذا الهدف ، كان كل شيء مختلفا حيث كانت الابتسامة على وجوه الجميع في أتلتيكو سواء من مشجعين أو مسؤولين حيث ظن الجميع أن الفريق في طريقه إلى منصة التتويج باللقب.

ولم تكن للمقارنة بين رصيد الفريقين من ألقاب البطولة أهمية حيث أن اللقب كان سيصبح الأول لأتلتيكو مقابل تسعة ألقاب للريال.

ولكن المهم بالتأكيد كان أن يغير أتلتيكو ملامح خريطة كرة القدم الأوروبية بدخول القائمة الذهبية للفائزين بلقب البطولة من ناحية ويؤكد تفوقه التام على الريال في الموسم الحالي.

وكان هذا من شأنه أن يقدم دليلا آخر على أن المنافسة في الموسم المقبل لن تكون سهلة أيضا للريال وبرشلونة على لقب الدوري الأسباني لأن لقب دوري الأبطال كان سيمنح أتلتيكو دفعة هائلة للموسم المقبل.

كما كان هذا اللقب من شأنه أن يقدم الدليل على أن الاستثمار في تدعيم الفريق بأغلى اللاعبين ليس هو الطريق نحو الانتصارات خاصة وأن أتلتيكو هو النادي الذي يمثل طبقة الفقراء بينما لا يزال الريال هو النادي الملكي الذي يمثل طبقة الأثرياء.

ولا يشذ عن هذا سوى الأمير فيليب ولي العهد الأسباني حيث يشجع فريق أتلتيكو مدريد بحرارة شديدة.

وأنفق الريال مليار و190 مليون يورو (مليار و600 مليون دولار) على تدعيم صفوفه في آخر 11 موسما مقابل 329 مليون يورو أنفقها أتلتيكو في نفس الفترة.

وعلى مدار هذه المواسم ال11 ، أحرز الريال 11 لقبا في مختلف البطولات التي خاضها بينما كان أتلتيكو في طريقه أمس إلى اللقب السابع.