حنان الفتلاوي تنظر الى الناس حسب وضائفهم فهي تكن الاحترام للمسؤول وان كان فاسدا وتحتقر الكناس وان كان مخلصا وشريفا باداء عمله! ليس هذا فحسب بل ان تصريحها بخصوص السيد علي دواي محافظ ميسان لم يكن موفقا تماما لان الجميع يعرف بأن علي دواي لم يكن كناسا ولكنه قام باداء الكنس مع عمال النظافة في مدينته ايمانا منه بان (النظافة من الايمان) و لكي يؤكد بان تنضيف المدينة لايقل اهمية عن غيره من الامور الحضارية المتطورة. يبدو ان حنان الفتلاوي (تستنكف) من عمل الكناس وهي وضيفة كما ان رئيس الوزراء موضف لدى الدولة فالمنضف في الشارع هو موضف لايقل عن رئيس الوزراء باداء عمله بل لعله يؤدي عمل فيه مخاطر ومشاق اكبر من عمل رئيس الوزراء. ان الشخص المتكبر كالجالس على قمة جبل يرى الناس صغارا ويرونه اصغر!
لو كان نوري المالكي يوما ما يقوم بعمل مثل عمل علي دواي فينزل الى الشارع لينضفه مع عمال النظافة لنال اعجاب الشعب ولكن يبدو انه على شاكلة حنان الفتلاوي يحتقرون الناس بسبب وضائفهم!
لو كان الانسان يتم تقييمه حسب نوع عمله لما اختار الله الانبياء مثل ادم وكان فلاحا او مزارعا ونوح وكان نجارا وادريس وكان خياطا وابراهيم وكان بزازا (يبيع الاقمشة) وداود وكان يصنع سلال الخوص وعيسى نجارا واسحق ويعقوب وشعيب وصالحا وسليمان ولوط ويونس وموسى ومحمد وكانوا يرعون الغنم (رعاة) والياس وكان حائكا (حائج) وعلي بن ابي طالب كان عاملا ياخذ الاجر بعمله كحفر الابار ونقل الصخور والزراعة. ان هذه الاعمال تعلم الانسان الصبر وبذل الجهد ومتانة الخلق والاحتمال والرأفة والعطف على الضعيف وحسن السياسة والنظر فيما حوله بعين التدبر والتأمل. وهي ليست كوضيفة الملك او الرئيس او رئيس الوزراء الذي يقبع خلف الجدران والترسانات المضادة للرصاص ويتنقل بالسيارات المصفحة وتحت حماية الجيوش التي لولاها لاصبح كسيح البيت. ان الرسول في بداية حياته كان راعيا للغنم ثم تعلم كيف يكون تاجرا مع عمه ابو طالب (عليهما السلام). واشتهر عنه عليه السلام الامانة وحسن الخلق والصدق ولطف التعامل مع الناس والحكمة والعقل والبصيرة قبل ان يبعث نبيا للناس. وهو لم يكن كما ارادت قريش (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم)!
ان الدول المتقدمة يتساوى فيها الجميع بغض النضر عن اعمالهم ويمكن للعامل ان يصبح رئيسا او وزيرا اذا اثبت جدارة في عمله وقد حصل ذلك في بريطانيا وغيرها من الدول. ولو كانت حنان الفتلاوي موجودة في احدى هذه الدول وصرحت بما صرحت به لتمت محاسبتها ولربما فقدت وضيفتها لان عمال النظافة سوف يعتبرون ذلك اهانة لهم ولعملهم و يدخل في خانة التمييز الطبقي او العنصري مما يعرضها للمسائلة القانونية الشديدة ولايفيدها حينذاك حتى تقديم الاعتذار. ولو كان ذلك لاضرب عمال النظافة عن رفع القمامة من منزل حنان وقد يعملها عمال نظافة العراق مما يضطرها ان تطلب المساعدة من علي دواي الذي سوف لن يتردد برفع قمامتها حتى ولو كان رئيسا للوزراء لان الانسان تحكمه اخلاقه وليس منصبه. ان هذا التصريح يدل على ان في العراق كل شيء جائز ولايهم المساس بكرامة الاخرين اوالازدراء بهم مادام الدم العراقي يراق والفساد الاداري يستشري والنائب البرلماني لايهمه الا جيبه وطائفته وحزبه وقوميته ومذهبه وعلى الوطن والوطنية والمواطن السلام. لبيك يا امام العصر والزمان!
|