اقلية شيعية اقلية سنية |
المكون الشيعي و المكون السني و الطائفة السنية والطائفة الشيعية واغلبية هذا و اقلية ذاك و جدل و نقاش لا يكاد ينتهي حتى يبدأ من جديد بأحقية الحكم لهؤلاء لانهم اكثرية و ليس لاؤلئك لانهم اقلية و هكذا يدور الجميع في نفس الحلقة و يعودون الى ذات نقطة الأنطلاق . من هو الشيعي و من هو السني؟ الأختلاف بين الأنتماء القومي و الأنتماء العقائدي او الديني كبير و واضح فيكون الأنتماء للعرق او القومية بالوراثة اي حين يولد الشخص تكون هويته الأثنية جاهزة هي تلك التي يحملها ابواه فهو غير مخير في انتقاء هويته القومية بل هي مفروضة عليه فأذا كان الأب عربيآ ولد ابنه كذلك عربيآ و اذا كان الأب من قومية أخرى يأتي المولود هو كذلك من تلك القومية بلغتها و ثقافتها و عاداتها اما الأنتماء العقائدي او الفكري فهو في اغلب الديانات و المعتقدات لايورث انما يأتي من اقتناع الشخص بذلك الفكر او المعتقد و بالتالي اعتناقه و التمسك به و الدفاع عنه و كذلك ممارسة طقوسه و مراسيمه عندها يكون ذلك الشخص هو من يأخذ صفة هذا المعتقد او ذاك الفكر فعندما يطلق على شخص ما انه شيعي فيجب على هذا ان يكون ملتزمآ بما يمليه المذهب الشيعي من واجبات كي يكون شيعيآ عليه ان يؤدي مثلآ زيارة عاشوراء بأعتبارها من ابرز الطقوس الدينية لدى الشيعة و كذلك زيارات الأئمة الأثني عشر و ما الى ذلك من مراسيم دينية تخص المذهب الشيعي مع اداء فروض الدين الأسلامي بأعتبارهم فرع منه في اقامة الصلاة و الصوم و الزكاة و ما الى ذلك عندها يكون هذا الشخص شيعيآ نجيبآ ادى ما عليه من واجبات تجاه المذهب او الدين الذي يعتقد به و بذلك يستحق تسمية الشيعي و كذلك الحال نفسه للشخص السني فليس كل من كلن ابوه سنيآ فهو بالضرورة يولد سنيآ فالسني عليه الألتزام بما يمليه مذهبه من فروض و واجبات دينية كأداء الصلواة الخمس و كذلك الزكاة و الحج و ما يترتب من واجبات أخرى عليه القيام بها كي تنطبق عليه تسمية السني ان الأشخاص الذين لا يؤدون تلك الطقوس و المراسيم الدينية او المذهبية و لا يلتزمون بها فهم اناس ليس لهم من هذا الدين او ذلك المذهب الا التسمية المكتوبة في اوراقهم الثبوتية و هم بالتالي لا يمكن ان يكونوا في خانة هذا الدين او يحسبون لذلك المذهب. لقد قسمت الأحزاب الدينية العراق الى قسمين شيعي يسكن في قسم من الوسط و الجنوب و سني يقيم في القسم الآخر و هذا التقسيم لا يصب في مصلحة المواطن العراقي بل هو في مصلحة هذه الأحزاب الأنتهازية التي تعلم علم اليقين ان تقسيم البلاد بهذا الشكل يحمل في داخله بذور الأحتراب الداخلي و الصراع الأهلي لأناس لم يكونوا في يوم من الأيام يحملون هوياتهم الدينية او الطائفية كاساس للكفاءة و الأخلاص.
|