كوردستان والرئيس المنتخب |
قبل عدة أيام اجتمع رئيس إقليم كوردستان بقادة المعارضة الثلاث في الإقليم ( كوران والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية ) مبتدءا سلسلة من الاجتماعات والحوارات لمشاركة هذه القوى في صنع القرار وتحمل المسؤولية جنبا إلى جنب مع الفائزين بالانتخابات الأخيرة، وكان قبلها بعدة سنوات قد أثار السيد مسعود بارزاني رئيس كوردستان، الكثير من الآمال لدى المجتمع السياسي والثقافي وعموم الأهالي ليس هنا في الإقليم فحسب وإنما في كل أرجاء العراق، بإمكانية التطور المدني والديمقراطي في منطقة تتميز بتركيباتها العشائرية والدينية المحافظة، والتي تميل في طبيعتها إلى تمجيد الفرد شيخا كان أم رئيسا على خلفية تراكيب متوارثة في السلوك والثقافة عبر حقب زمنية طويلة، حينما أصر البارزاني على إجراء انتخابات رئاسية يتقدم إليها من يرى في نفسه مؤهلا لها، ورفضه لصيغة الولاية على خلفية فوز حزبه بالانتخابات، وهذا ما حصل فعلا حيث تقدم عدة مرشحين، كان فيهم من نافسه بشكل مؤثر لما حصل عليه من أصوات، وجاءت النتائج ليتقدم على منافسيه ويحقق ما يقرب من 70% من أصوات الناخبين لكي يكون أول رئيس عراقي وكوردستاني ينتخب مباشرة من الشعب، منذ تأسيس الدولة باستثناء ما يقرب من أربعين عاما، وهي الفترة التي تداول الحكم فيها رؤساء وزارات تحت ظل نظام ملكي برلماني استخدمت فيها صناديق الاقتراع، غير ذلك تسلط على رقاب العراقيين رجال استحوذوا على السلطة بانقلاب عسكري أو خيانة، حتى سقوط ذلك النمط الشمولي من النظم السياسية، واستبداله بنظام ديمقراطي يعتمد الانتخابات وصناديق الاقتراع وسيلة لتداول السلطة، حيث جاءت انتخابات 2005 بالرئيس الحالي لمجلس الوزراء العراقي بصفقة سياسية وليس بانتخاب مباشر من الشعب، على خلفية حفظ التوازن وديمومة العملية السياسية وإنضاجها كما حصل أيضا في اتفاقية اربيل بعيد انتخابات 2009 التي أوصلت السيد المالكي إلى رئاسة الحكومة بصفقة سياسية وليس بانتخاب مباشر من الشعب بوجود منافسين شخصيين له حتى من كتلته أو من حزبه. |