لماذا خسر الكلدان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟!!

بدأ الحركة القومية الكلدانية تظهر بردائها السياسي مؤخرا ، ليس ابعد من ثلاث او اربع عقود. وربما اكبر تظاهرة كلدانية كانت في زمن المثلث الرحمة مار روفائيل بيداويد الاول، خلال المؤتمر الكلداني الاول الذي نظمته الكنيسة عام 1995 في بغداد.

منذ ان لاح في الافق، بأن السياسة الامريكية التي كان لها القوة ان تفرض ارادتها على العالم، بأن نظام صدام حسين يجب ان يزول، بدا المثقفين والمفكرين والكتاب الإهتمام بالقضية السياسية للكلدان، لان الكلدان كانوا موجود قبل ذلك كمُلَة من المِلل التي اعترفت بهم الامبراطورية العثمانية 1839م و 1856م.

وبعد ان تم وضع الحماية الدولية لاقليم كردستان سنة 1991، وتطورت الحياة السياسية بشكلها الديمقراطي هناك،اسست نخبة من المثقفين الكلدانيين الحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني في الاقليم مع الاستاذ عبد الاحد افرام عبد الاحد الذي لا زال يرأسه منذ حين.
ثم تشكلت المؤسسات القومية الاخرى مثل المجلس القومي الكلداني سنة 2001-2002 في سانت دياكو، ومن بعدها المنبر الديمقراطي الكلداني سنة 2004 في ديترويت ميشكان.

وبعد ذلك تم تأسيس الكثير من المؤسسات الكلدانية التي بعهضا ضمرت نشاطاتها وبعض الاخر لا زالت قوية في وجودها مثل الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا، والاتحاد الكلداني الامريكي، والاتحاد اكلداني في السويد وكثير من الجمعيات والنوادي الاجتماعية والقروية في فرنسا والمانيا والسويد وامريكا واستراليا وغيرها من البلدان.

اقيم مؤتمرين كلدانيين اخرين احدهما في كليفونيا سانت دياكو عام 2011 م والاخر في ميشكان – ديترويت عام 2013م كما نود نذكر كان اذاعة صوت الكلدان في ديرويت وغيرها من الاذاعات والمواقع الالكترونية القومية اشاعت الفكر القومي عند الكلدان.
اشترك الكلدان في الانتخابات البرلمانية ثلاثة مرات، لم يحصدوا مقعدا الا مرة واحدة ، حينما كان الاخ عبد الاحد افرام متحالفاً مع الكتلة الكردية في انتخابات سنة 2005م.

خسر الكلدان الفوز المحقق في انتخابات 2009م بسبب الانقسام والصراع الذي حدث بين المنبر الكلداني في امريكا والحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني بقيادة الاستاذ عبد الاحد افرام والمجلس القومي الكلداني بقيادة الاستاذ ضياء بطرس.

خسر الكلدان في الانتخابات الاخير التي جرب 30 نيسان الماضي مرة اخرى بسبب دخول الكلدان بعدة قوائم على الاقل قائمتين واضحتين الملامح، قائمة اور و قائمة البابليون ماعدا البعض مثل المجلس القومي الكلداني كان تحت مظلة المجلس الشعبي .
الان بعد اعلان النتائج وخيبة الامل التي لاحقت الكلدان، بدا النشطاء الكلدان المخلصين يتساؤلون عن السبب الذي ادى الى فشل الكلدان في الحصول او الفوز ولو بمعقد واحد على الرغم إنهم يشكلون 75% من المسيحيين العراقيين سواء في المهجر او الوطن.

هنا اسرد بصورة مقتضبة اهم الاسباب التي ادت الى خسارتهم ولن ادخل في شروحاتها بالتفصيا الان (ربما نعود اليها ان حصل مؤتمر بهذا الصدد):
اولا- عدم وجود ارضية او قاعدة للاحزاب الكلدانية او قوائم المشاركة في الانتخابات بين الجماهير.
ثانيا- ظهور الاخ ريان سالم بصورة مفاجاة على الساحة السياسية وتعلق امال اغلب القوميين الكلدان به وبوعوده الفارغة.
ثالثا – شوه بعض الكتاب الكلدان المتملقين الصورة الصحيحة للمحبين للقومية الكلدانية الحقيقيين لهذا لم يدرك الكثير منهم لمن يصوتوا!.
رابعا- الانقسام المفاجيء الذي حدث بين الكلدان قبل الانتخابات ومن بعد المؤتمر الكلداني الاخير في ميشكان- ديترويت بصورة غريبة ، الامر الذي ترك اثره على الناخب الذي فقد الثقة بهم تماما.
خامسا- عدم اتخاذ الموقف الموحد والصريح ضد الذين شقوا عن التيار الكلداني العام، لابل تحدى بعض من هؤلاء الكتاب غبطة البطريرك ساكو الذي لم يحبذ او يقبل تمثيل المسيحيين الكلدان (كمسيحيين) بشخصية السيد ريان سالم بسبب ظهوره الطاريء وربما لاسباب اخرى.
سادسا- وجود نظرة استعلاء وتكبر بعيدة عن ارض الواقع و طبيعة المجتمع الكلداني الذي كان اصلا متوغل في الاحزاب الوطنية والقومية الاخرى مثل الاحزاب العربية والكردية والاشورية.
سابعا- فقدان الماكنة الاعلامية الصحيحة وطريقة توحيد الصفوف بسبب الانقسام الذي حدث وتسرعهم للجلوس على المقاعد بصورة غير واقعية بدون اجراء مسح واتفاق على الشخصيات المنتخبة( على الرغم من تقديمنا الاقتراحات البناءة لاجراء استفتاء داخلي لاختيار الشخصيات الاكثر الكفؤة والتي لها اكثر خبرة سياسية او التي لها الشعبية الكبيرة والمصدقية.
سابعا- وجود بذور الانقسام القبلي بين صفوف الكلدان التي طلبتُ بتطهيرها في بحثي للمؤتمر الكلداني الاخير ولم يحدث ذلك ، حيث كان هناك اصطفاف قروي ولم يجري احد التصريح او التنويه اليه.
ثامنا- وضع اللوم والامال على موقف الكنيسة وعلى بطريركيتها، في حين كان غبطة البطريرك لويس ساكو اول بطريرك يحض الانتخبات الوطنية ويطلب في اكثر من مناسبة من جميع العراقيين والمسيحيين والكلدان ان ينتخبوا الشخص الذي يؤمنون انه اكثر امينا للامانة. على نقيض ما يطالبون القوميين الكلدان من البطريرك دوما بعدم تدخله في القضايا السياسية. كانوا يحبذون تأيد قوائمهم بصراحة في جميع الكنائس ومن جانب اخر لا يريدوا منه ان يبدي رائيه حتى في القضايا السياسية.

الان يسأل بعض الاخوة مثل الأخ فوزي دلي او صباح دمان ، ما العمل؟

الموضوع بحاجة الى دراسة مفصلة وتحليل الوقائع لكن اهم خطوة هي تشكيل لجنة من كافة الكيانات السياسية والمدنية لدراسة الموضوع واتخاذ بعض القرارات المهمة مثل :
1- تشكيل حزب جديد واحد، يفتح المجال للجميع العمل فيه بصورة نظيفة من ناحية السياسية والمالية والديمقراطية لاشغال المواقع بصورة دورية مثلما يعمل الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا حيث تكون دورة رئاسية الاتحاد هي دورة سنوية، واحدة فقط غير قابلة للتجديد.
2- بناء ماكنة اعلامية قوية.
3- انتخاب اشخاص جدد مؤهلين ومنتخبين بصورة ديمقراطية.
4-اخذ راي الكنيسة وتوصياتها بصورة موضوعية وحقيقية وعملية بنظر الاعتبار وعدما السماح للتجاوز من قبل اي شخص على كرسي البطريريكة.
5- دعم مشروع غبطة البطريرك ساكو في تاسيس الرابطة الكلدانية عالميا.
......................................
ملاحظة
كتبت مقال بنفس العنوان قبل اربع سنوات