همسة في أذن السيد مقتدى الصدر |
انْ اكتب عن السيد مقتدى الصدر بشكل خاص وعن تياره بشكل عام ليس شيئا جديدا ، فكاتب هذه السطور نوّه الى الخطر الذي يحدق بالتيار قبل اكثر من سبع سنوات وفي مقال صارخ صريح في موقع ايلاف ، وكنت قد اشرت إلى كثير من الظواهر ( السلبية ) في تصوري والتي كانت تُمارس من قبل التيار بما في ذلك توظيف القضية المهدوية في الصراع السياسي بأي شكل من الاشكال ، وكان العنوان صارخا وفي حلقتين ، فضلا عن برنامج عمل مطوّل كنت قد كتبته طوعا في أكثر من موقع الكتروني ، وفيما كانت وما زالت العلاقة بين التيار الصدري والسيد المالكي وتياره مرتبكة ، فإن الكتابة في ذلك لها مسوّغها بكل تأكيد ، لست انكر ولا يمكن لي ان انكر فضل التيار الصدري على المالكي خاصة فيما استذكرنا معركة رئاسة الوزراء وكيف ان حقائب التيارالصدري هي التي اسعفت الموقف ، حيث كان الواجب رد الفضل ، فالسياسة اخذ وعطاء ، وليس الواجب هو الالتفاف على التيار او تشقيقه او دعم منشق ، واليوم حيث تتعرض العملية السياسية في العراق إلى الانهيار حيث لا نتيجة من وراء ذلك سوى خراب العراق برمته ، والخاسر الاكبر هم اتباع مذهب أهل البيت شئنا ام ابينا ، فعلى السيد مقتدى الصدر ان يزن مواقفه بدقة، وأن يعي جيدا ان المسالة ليست شخص المالكي رغم ما تسبب به هذا الرجل من ماسي لشيعة العراق من تمزيق متعمّد وتشقيق ساذج في هدفه شخصي في مقصده ، ورغم سعة المشاكل التي ورّط به التحالف بل الجمهور الشيعي بشكل عام ، فإن للضرورة احكام ، وليس من ضرورة مثيرة مفزعة كضرورة الحفاظ على العراق وفي السياق وبشكل مركز اتباع اهل البيت ، فهل يراجع السيد مقتدى الصدر حساباته هنا ويتخذ الموقف المناسب والملائم والواجب ؟ اعلم ان حال السيد الصدر سيقول : ان المالكي يلجا الى التحالف وبما في ذلك التيار الصدر فيما حوصر وراح يستنجد من المشاكل التي يخلقها بنفسه ، ولكن ما ان يتحرر من ( الاسر )حتى يتنكر للفضل ، وتبدا لعبته المكرورة ، تشقيق وتمزيق ، وتحالفات جديدة مع من يتربص حيلة وضررا باتباع أل محمد ، فإذا ما تلقى طعنة في الظهر من هذا (النظير ! ) يلجا مرة اخرى يهتف بالمصيرالمحتوم ، وينادي : العوث ... الغوث... قد يكون كل ذلك صحيح ، بل هو صحيح ، ولكن هناك ما يستوجب التخلي عن الغالي والرخيص لانه اغلى واثمن ، والوطن اغلى واثمن ، والشعب العراقي اغلى واثمن ، واتباع اهل البيت اغلى واثمن ، وانت تعرف جيدا ايها السيد الجليل ان ضياع شيعة العراق ضياع للعراق ، وضياع العراق يعني ضياع هذه الامة ، الامة العربية الاسلامية كلها . لست سياسيا ولا لي علاقة بهذا او ذاك من صناع القرار السياسي الشيعي في العراق ،ولكن اتحدث كمواطن ينتمي الى وطن ، ودين ، ومذهب ، وارى بكل وضوح ان اندفاعك الزائد عن الحاجة مع عموم هذه المظاهرات بلا قيد ولا شرط ضرر بليغ بالوطن والدين والمذهب ، لست مسؤولا عن سياسة المالكي المرتبكة ، بل احمله الكثير من مآسينا وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ولكن اتحدث عن المآل الاخير لهذه المفردات فيما لم تراجع مواقفك بجدية وتفحص ، فلم يعد سرا ا ن المظاهرات ليست بريئة كلها ، وان عناصر البعث المنحل والقاعدة المجرمة واهل الفتن والطائفيين تسللت الى هذه المظاهرات وهي تبغي حرف مسيرتها ، والخوف أن تتغلب على المشهد بشكل وآخر ، وعندها نخسر جميعا مسلمين ومسحييين ، شيعة وسنة ، عرب واكراد وتركمان ، ولك ان ترى بام عينك الكريمة ما تعمله ما يسمى جبهة النصرة في سوريا من تدمير للبلد بكل مجالاته الحيوية وبكل اطيافه الانتمائية ، بلا فرق بين مسلم ومسيحي ، بين شيعي او علوي او سني ، فالواجب يحدونا ان نكون جميعا على حذر . ان تراثك العائلي والنضالي ، كما ان زهد ك وصدقك ، وحبك للعراق ، وحبك لابناء العراق ، كل ذلك يتطلب منك ان تكون بوصلة تواصل بين المظاهرات والمظاهرات المضادة ، وان تعلن كلمتك الصريحة عندما ترفع اعلام العهد البائد ، وصور المقبور صدام حسين ، وتفتح مقرات حزب البعث ،وتقطع الطرق ، وتعطل المرافق الحيوية للبلد . ان التحالف الوطني قوة للبلد ، قوة لمكون مهم من مكونات الشعب العراقي ، فالواجب يحكم بضرورة تقوية التحالف ، اسناده ، دعمه ، وعدم التفريط به ، لست مسؤولا عن تصرفات المالكي هنا ، ولكن اتحدث عن قضية مبدا ومصير ، ربما فيما خرج السيد المالكي من الازمة يبدا بمشروعه الجديد وهو الإمعان في تمزيق التحالف ، أقول ربما وليس بالتاكيد ، ولكن على كلا الحالين يجب دعم التحالف ، والتفاني في انقاذه من التشرذم والضعف ، فان المستقبل مجهول ... أليس كذلك ؟ |