فيتو إيراني ضد إسقاط حكومة محمد رضا السيستاني والتحالف الوطني ينقلب على نفسه إنصياعا لأوامر طهران



العراق تايمز



بغداد ــ عاد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم من طهران محملا بـ"فيتو" إيراني واضح ودقيق، على المساس بحكومة محمد رضا السيستاني، التي تحركها طهران بالاشتراك مع بريطانيا وأمريكا، بعد أن تمت صناعتها برغبة وضوء أخضر من بريطانيا في طهران، وهو ذات الأمر الذي سمعته كل الأحزاب الدينية والسياسية الموالية لإيران.

الحكيم الذي أنهى مؤخرا زيارة للعاصمة الإيرانية طهران، سمع من القيادات الرسمية الإيرانية رفضهم القاطع لعملية أستبدال المالكي أو سحب الثقة البرلمانية عنه، أو المضي قدما باتجاه تغيير رئيس التحالف الوطني الحالي إبراهيم الجعفري، والوقوف بقوة ضد وصول رئيس كتلة المواطن البرلمانية المنضوية في التحالف الوطني باقر الزبيدي إلى منصب زعيم التحالف أو رئاسة الوزراء.

ولم يتأخر الحكيم طويلا في الإنقلاب على ذاته أنصياعا للأوامر الإيرانية، وابتلاع مواقفه ومواقف المجلس المناوئة للمالكي والدعوة لتغييره فورا بعد مواقفه الأخيرة ضد المتظاهرين في خمس محافظات عراقية، الذين خرجوا مطالبين بحقوقهم الدستورية وحصتهم في النفط العراقي، فسارع للقاء المالكي والظهور بمظهر الحليف القوي والداعم للمالكي وحكومة السيستاني المتهالكة التي تحاول إيران تدعيمها وتقويتها بعد الضربات الكثيرة التي تواجهها.

الفيتو الإيراني دفع العديد من القوى السياسية وخاصة في التحالف الوطني من التلويح بالإنسحاب من الحكومة التي يديرها المالكي، أحتجاجا على الفيتو الإيراني لإبقاء المالكي ومغازلة الجعفري المستمرة له ولدعم حكومه، فقد أعلن التيار الصدري نيته سحب وزرائه الخمسة من الحكومة اعتراضاً على "إقصاء وتهميش بعض المكونات الاجتماعية"، وكخطوة للضغط على المالكي في إدارته لحكومة المتهالكة، بعد أن أعلن وزراء ائتلاف العراقية الستة انسحابهم منه قبل ثلاثة أسابيع.

وعلى رغم ان المالكي سارع بمعالجة انسحاب وزراء العراقية من خلال تعيين زملاء لهم في الحكومة لإدارة وزاراتهم بالوكالة، إلا أن شغر بدلاء عن وزراء الصدر ستكون مهمة عسيرة لكون الأخير حليفاً له داخل كتلة التحالف الوطني.

ولمّح النائب عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري جواد الجبوري، إلى إمكانية سحب وزراء كتلته من الحكومة في حال عدم الاستجابة إلى مطالب المتظاهرين، والاستمرار في الإقصاء والتهميش لبعض المكونات، مؤكدا أن "رفض وزراء الكتلة الصدرية، شغل مقاعد وزراء العراقية دليل على وجود خلل في عمل الحكومة".
من جانبه كشف النائب عن العراقية رعد الدهلكي، عن وجود مفاوضات أولية بين قائمته وكتلتي الأحرار والتحالف الكردستاني لتشكيل كتلة نيابية معارضة "لتصحيح مسار العملية السياسية".

وهو مادفع المجلس الأعلى للمبادرة سريعا في مد يد المساعدة للمالكي وحكومة السيستاني والبدء بتحرك لكسب ود التحالف الكردستاني وتشكيل تحالف بينهما ينقذ الحكومة من الأنهيار. فقد أعلن النائب عبدالحسين عبطان، أن الايام المقبلة ستشهد تطورا في العلاقة بين التحالفين الوطني والكردستاني لحلحلة الخلافات والقضايا العالقة بين الطرفين، كاشفا عن اتفاق بين الحكيم ونوري المالكي على ضرورة تحسين العلاقة بين التحالف الوطني والكردستاني. وقال عبطان: إن التحالف الوطني يعطي اهمية قصوى للعلاقة الاستراتيجية مع اقليم كردستان شعباً وحكومة، منوها الى ان المشاكل يفترض ان تحل وفق الدستور العراقي والاتفاقيات المبرمة سابقاً، موضحاً: أن عمار الحكيم بذل جهودا واضحة في هذا المجال، تمخض عنها اتفاق بين المالكي والحكيم وزعامات التحالف الوطني بشكل عام على ضرورة المحافظة على العلاقة بين التحالف الوطني والكردستاني وتحسينها بشكل اكبر.