إشراك الشعب في العملية الأمنية ضرورة حتمية |
لقد تميزت التفجيرات الجبانة الاخيرة من انها طالت اناسا بسطاء بعيدين كل البعد من مراكز القرار السياسي والمسؤلية ولتفسير ذلك لابد ان نضع عدة احتمالات منها ، ان هذه القوى الماجورة قد اصبحت عاجزة تماما من مواجهة القوى الامنية والعسكرية لتطور كفاءة الاخيرة تطورا من حيث التدريب والتسليح وروح التضحية والولاء للوطن لذلك قامت هذه القوى الماجورة بالقاء حمولتها على الشعب الاعزل وهي بذلك اثبتت للتاريخ وللعالم مدى فراغها وخواء اهدافها ورخص انتماءاتها هذه الفلول الضائعة من بقايا ايتام النظام الشمولي ومن العبيد المطيعين للصنم المقبور وبقايا حثالاته والمخدرين من توافه عرب البادية الاجلاف الذين اعمت بصيرتهم الاحقاد الطائفية الميتة ويخشون من نور العراق الديمقراطي الجديد الذي سيعم كل ارجاء المعمورة ،، كل منا يعلم ان صراع الإرادات قانون أزلي خُلق مع حضور الكائنات على كوكبنا، والصراع بين الأضداد هو المحرّض الأقوى لديمومة الحراك والعمل والبناء والتهديم وما شابه، إذن لولا صراع الإرادات لسكن الإنسان واطمأن للنمط المعيشي القائم وتخلى عن طموحاته في الكشف والتحقق وصناعة الجديد ، وطالما تواصلت الحياة في ربوع المعمورة فإن الصراع قائم بين من يشغلها لاسيما الإنسان، وحين استجد المشهد السياسي في العراق بعد عام 2003 وتنوع الحراك وبرز صراع الإرادات محليا وإقليميا ودوليا، لم تكن أكثر التوقعات تشاؤما تصل الى المشهد الراهن في العراق فيما يخص الصراع وأدواته كماَ ونوعاً ، بل من المستحيل على الراصد أن يتوقع هذا النوع المستجد من الصراع، ليصل الأمر الى تفجير البنايات والعمارات السكنية التي تأوي أناسا مدنيين أبرياء وعزّل ولا علاقة لهم بالصراع بصورة مباشرة، كما حدث قبل ايام حين هزت سبعة انفجارات ضخمةلا تشكل هدفا عسكريا او حكوميا او اقتصاديا مهما هنا لابد أننا دخلنا في طور صناعة الرعب، وهي صناعة تستجد ادواتها باستمرار في الساحة العراقية، طالما لم نتعامل بشدة متناهية مع هذه الشراذم إذ أن جميع ادوات الصراع على مدى سنوات كانت تدور بين السياسات الاقليمية والدولية والمحلية بنحو لا يشوبه الغموض حيث الاهداف واضحة واطراف الصراع معروفين ومؤشرين، أما ما حدث في الاونة الأخيرة من ظهور تنظيم مسلح اجرامي بهذا الوزن مثل تنظيم داعش ، فهي خطوة جديدة تشير الى اعتناق استراتيجية جديدة يمكن أن نطلق عليها تسمية (صناعة الرعب) وذلك لضخامتها وقوتها مع غياب الهدف الحكومي او الرسمي المؤثر الذي يدل على أن المستهدّف هو المواطن الأعزل وبالتالي زرع الرعب على نحو متعاظم بين الجميع لتحقيق أهداف مخطط لها سلفا ، وفي بحثنا عن هذه الاهداف الخفية او الاسباب التي تدفع أصحابها لصناعة الرعب المستحدثة، سنصل الى مسببات عدة منها .. المحاولات المستميتة لمصادرة النهج الديمقراطي والتعددية والتشارك في إدارة البلاد والعمل علىتنمية الحس الفردي على الجماعي . الوصول الى درجة قبول المواطن بمقايضة الأمن مقابل الحرية وهو الهدف الاخطر لاستراتيجية صناعة الرعب ، بمعنى أكثر وضوحا، إذا أردت الأمن عليك أن تتنازل عن حريتك لصالح السياسي إحباط التطلع المشروع لبسطاء الناس في تحقيق نمط حياتي متقارب مع ذوي النفوذ من السياسيين وغيرهم . تحقيق الاهداف الاقليمية والدولية على الساحة العراقية بسهولة ويسر تحت هاجس الرعب والخوف ثم الخضوع القدري التام لما يحدث . واذا صحَت هذه الاستنتاجات المأخوذة من مراقبة الواقع وملاحظة الصراع السياسي بأصنافه المتعددة، فإننا لابد أن نعتمد الفعل المضاد، بمعنى إذا كانت صناعة الرعب تفصح عن اهدافها بوضوح لا يقبل اللبس، فإننا لابد أن نلجأ الى المضادات القادرة على التعامل مع هذه المستجدات الخطيرة، لأننا نفهم تمام الفهم بأن الانظمة التقليدية المأزومة التي تحيط بالعراق وتقع في مداره الاقليمي لابد أن تفعل كل ما في وسعها لتحويل حياة العراقيين الى كوابيس مرعبة والهدف لا يحتاج الى تذكير مجددا، إنهم يعتبرون أنفسهم مهددين بالتجربة العراقية، وبالتالي فهم لا يدّخرون جهدا للاطاحة بها، من خلال التخطيط والتنفيذ الدقيق وصرف الاموال الطائلة كما حدث في الاعمال الاجرامية الاخيرة التي بدأت بزرع الرعب في نفوس العزل والابرياء عامة، لذا مطلوب ممن يهمهم الامر وهم العراقيين بطبيعة الحال حكومة وشعبا حيث ان القضية لا يمكن حسمها لصالح العراق ولا يمكن التغلب على هذه الهجمة الهمجية التي ينفذها وحوش القاعدة واذناب البعث المقبور وبعض الخونة في الداخل ، الا أن يستخدموا المضادات اللازمة التي تحد او تكبح جماح صناعة الرعب الجديدة من خلال ،اشراك الشعب المؤمن بالتوجه الجديد وذلك يتم من تشكيل لجان شعبية في كل منطقة تكون مشتركة من كل القوى السياسية تكون مهماتها حراسة المنطقة ليلا ونهارا لان ( اهل مكة ادرى بشعابها ) وهذه اللجان تكون تحت اشراف الجهات الامنية ان هذه التجمعات ( اللجان ستساهم في حفظ الامن وينتج عنه التعاضد الأهلي العارم للوقوف بوجه مثل هذه الاعمال الارهابية الضخمة .. |