شخصيات قلقة في البرلمان

الى صناديق الاقتراع ذهب المواطن العراقي صبيحة يوم الثلاثين من نيسان عام 2014 مع "طكة البريج". وفي الثلاثين من نيسان عام 2018 سوف يذهب من يتبقى حيا من العراقيين ممن يخطئهم او تخطئهم المفخخات والتفجيرات والاحزمة الناسفة والامراض المتوطنة والمتنقلة ومن يبلغ منهم سن الرشد الى الصناديق نفسها. الهدف المعلن هو "التغيير". من يموت خلال السنوات الاربع فان من سوف يتكفل بدفنه وتأبينه وإصدار بيانات النعي بحقه ليس  اعضاء البرلمان المنتخب من قبل الشعب. ولا الحكومة التي سوف يشكلها البرلمان بعد ان تنتهي الصفقات والمساومات بمن في ذلك شراء الذمم والعقارات في الحديقة الخلفية عمان.  من يتولى هذه المهمة الوطنية للموتى والقتلى "عفوا الشهداء حتى لا تزعل السيدة حنان الفتلاوي" هو السيد المبجل نيكولاي ميلادينوف ممثل الامم المتحدة في العراق او من سيخلفه كـ"خير خلف لخير سلف" للسنوات الاربع المقبلة.
ما اريد قوله بعد كل هذه "اللغوة الفارغة" ان الطبقة السياسية في بلادنا والتي فاز منها من فاز في الانتخابات الاخيرة وخسر منها من خسر مع احتفاظه بموقع "قيادي في كذا" والاخير موقع ابتكرته الفضائيات مثل موقع "المحلل السياسي" لا علاقة لها بكل ما قلناه. فالتزام هذه الطبقة امام المواطن ينتهي مع بدء الصمت الانتخابي. بل تبدو هي صاحبة فضل "ما ينسي" لانها تركت كل اعمالها ومهامها وبقيت الى جانبه شهرا كاملا تتنقل من محافظة الى محافظة ومن عشيرة الى اخرى لكي توصله الى صناديق الاقتراع. بعد الاقتراع بساعتين تبدا في العادة "رحمة الله". وهاهي الان قد بدات طبقا للتوقعات والتحليلات والمعطيات.
الحديث المتواتر الان هو ما يسمى بشراء الذمم. ولكل ذمة ثمن. لانريد اصدار احكام قاطعة لكن لاتوجد نار من غير دخان. كما ان هذه الحكاية تتكرر كل انتخابات. صحيح ان التحالفات امر مشروع لتامين الاغلبية المؤهلة لتشكيل الحكومة وهو ما يجري في كل البلدان الديمقراطية. لكن ما يجري هناك طبقا للبرامج وليس لمن يدفع اكثر. الحديث يجري الان عن شخصيات قلقة في البرلمان العراقي القادم. تركت محافظاتها ومدنها وعشائرها وبيئتها الانتخابية ووعودها وولت وجها شطر دول الجوار عارضة نفسها لمن يدفع اكثر. البعض يقول ان المزاد افتتح بمليون دولار و"بعدنه اسم الله بالطبك". وقد يقفل عندما "تصبح الحديدة حارة" بين الاغلبيين والتوافقيين عند عشرات ملايين الدولارات. كل هذا يجري لان الجميع يريد السلطة. فالمعارضة في العراق من الكبائر ورجس من عمل الشيطان. "هم" نرجع ونقول ان الكرة في ملعب المواطن؟. الاجابة لا لان الطبقة السياسية لم تترك للمواطن لا كرة ولا ملعب. ما تتركه الطبقة السياسية للمواطن هو "قوطية" الحبر البنفسجي. من حقه ان يضع اصبع واحد او عشرة اصابع فيه ويرفعهن امام الفضائيات شريطة ان تكون "مغرضة" ويقول لاعدائه التاريخيين موتوا بغيظكم.  شنو كهرباء؟ شنو امن؟ شنو خدمات؟ شنو استثمار؟ شنو ماشنو؟. الحقائب في المطار. الجوازات ختمت. وغرف الفنادق حجزت. والموائد نصبت. والقوائم فككت. والجيوب امتلأت. و "اذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت"؟.