أين تتجه الانسانية...

من مأثورات العرب قيل جالس العقلاء الاعداء منهم والاصدقاء فان العقل يقع على العقل ولكن أين هو العقل؟ وأين تتجه الانسانية؟ عندما يتزوج الجنس من مثله ويشارك الرجل آخر في أهله ويرتبط الانسان بالحيوان كأنه ابنه وحبيبه فاين هو العقل؟

أدرك ان البشر بدأوا بالتكاثر بتزاوج الاخوة من بطون حمل مختلفة واستمر الحال على ذلك حتى عصور الفراعنة والاغريق ثم استقرت الاسرة كل له دوره في الحياة وجاء الاسلام لينظم الاسرة الاكبر وحرم الخالات والعمات الى آخره من آية المحارم. وأكد الخالق انه خلق الانسان من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها لغرض التكاثر ثم يأتي الآن من يظهر من الناس ليدافع على الحب الممنوع الذي اتفقت البشرية على منعه قبل أن يصدر فيه أمرا الهيا ويسن القوانين التي تبيحه فيتزوج من بني جنسه!

وبعد أن استقر المنطق العائلي على نظام الاسرة بادوارها المعروفة وكل له مكانته جاء مدعو حقوق الانسان ليرجوا المجتمع رجا يخلط المباديء والحدود التي تطلبت آلاف السنين لتستقر ويخرج منه العجب العجاب. فأما أن توافق على أن يتجاوز حدود الطبيعة وأما أن تنعت بالرجعي لأن الطبيعة في الحقيقة بدأت كذلك فتساؤلي المحير هل من المقدر لها أن تنتهي كما بدأت؟

لا أملك معلومات كثيرة عن قوانين الاحوال الشخصية الاوربية مثلا ولكن استغربت من تشريع 19 ولاية امريكية لحقوق زواج المتشابهين وان 55% من الامريكيين لا يعارضون ذلك مقارنة بـ 68% قبل عقدين من الزمن. وبعدما كان التعامل مع لا بل مجرد رؤية زوج متشابه من البشر في علاقة خاصة أمرا محقرا ومستنكرا أصبح الآن مباحا ودخل البيوت من تلفازاتها ثم دخل الادمغة من عين الاستعطاف لهؤلاء المستضعفين في الارض الذين ما اقترفوا ذنبا غير انهم ولدوا مختلفين عن الاخرين جينيا ونفسيا.

ولو كانت الطبيعة تتطور وفق نظرية الانتخاب فهل نحن أمام تهديد بالانقراض نتيجة ازدياد نسبة تقبل العالم لارتباط المتشابهين؟ أم أن السبعة مليارات نسمة يحتاج الى تقليص أصلا فنحن بمنأى عن الخطر وبخير تامين. وماذا يعني لو أن بضعة ملايين من الناس قرروا عدم الانجاب؟ لن يؤثر هذا على عدد السكان بالعكس يبدو إنهم يعملون لنا جميلاً.

من حواديث وقصص الجدات المرعبة قبل النوم كانت وأظنها ما زالت عن السعلوة والطنطل وبالتأكيد أحداث النهاية وآخر الزمان وأنه لن تكون هناك ولادات كثيرة للاطفال ويقل عدد سكان العالم. طبعا يا حبيبتي لأنه لا يمكن لمتشابه الجنس ان ينتج بشراً!

السؤال الاهم هل مجتمعنا بأمان ... هل نحن محصنون من انتقال هذه الامراض الاجتماعية للاسرة العراقية في خضم المشاكل السياسية والاقتصادية التي نواجهها كل يوم ليس لدينا وقت لنثير هذه التساؤلات ابدا والخوف كل الخوف من ان نجد انفسنا نسير مع تيار العالم ونتجه بعيدا عن حدود العقل..