مسلم ظالم وكافر عادل‎

في منتصف ثمانينات القرن الماضي كنت طبيبا في مستشفى بلد الجمهوري وكنت قد تجاوزت الثلاثين بعام او عامين. .كان معي رجل قد ناهز الستين وكان من المضمدين الذين يشار اليهم بالبنان غير انه اصيب بقصور في الدورة التاجيه حيث ظهرت عليه اثار المرض والاجهاد فطلب الاحالة على التقاعد لاسباب مرضيه .ولم يكن يشك احد قبول طلب هذا الرجل فاثار المرض ظاهرة جلية لصاحب الاختصاص .ولم تمض ايام قلائل حتى توفي الرجل رحمة الله عليه.وبعد وفاته وصل قرار اللجنة الطبيه بالبريد انه يصلح للخدمه ورفض طلبه الاحاله على التقاعد .وكان على الرجل ان يموت لكي يثبت انه لا يستطيع الاستمرار بالعمل. ذكريات مضى نا عليها ثلاثون عاما ذكرنيها قرار قضاء برد دعوى بعد ان  فقدت جدواها.فقد انشات ملتصقة بداري عمارة من  ستة طوابق جعلت ركنا من اركان البيت يتداعى وكان الاسلوب ان تطلب كشفا يثبت الضرر ثم على اساسه تقيم دعوى بايقاف البناء. وثبت بالكشف اضرار البنايه بالدار الا ان القاضي طلب خبيرا اخر . وبين كل خبير وخبير مايقارب الشهر ذكر الرجل ان الاستمرار بالعمل يسبب ضررا اظافيا للدار . ولم يكتف القاضي بذلك واستجاب لطلب محامي مستثمري العماره بطلب ثلاثة خبراء وهكذا اكتمل هيكل العماره  فشكرا ايها السيد القاضي فلم يعد ايقاف البناء ذوجدوى  وردت الدعوى وعلى المظلوم ان يدفع مصاريف المحاماه . ايها القاضي العزيز لم نطلب ايقاف العمل اليوم وانما قبل اشهر .مات المريض فلم يعد للقرار تاثير واكتملت العماره فاضعت حقنا . وكذا رجعنا الى مقولة قديمة جديده هي المقارنة بين الكافر العادل والمسلم الظالم فلا اظن عراقيا سيكون جادا في العودة الى وطنه بعد ما يسمع بل لو سنح لعراقي ان يعيش بكرامة في بلد كافر لولى اليه هاربا ولكن لسان الحال يقول كما في اللهجة العاميه شين اللي تعرفه احسن من زين اللي متعرفه.