حان الوقت لرحيل أحدهم

ننتظر يوم 31 – 5 بلهفة كبيرة وهو اليوم الذي سيشهد انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم، ليس لأن في هذا اليوم ستتحقق العدالة التي أقرتها محكمة " كاس " الدولية الرياضية بقرار عدم شرعية الانتخابات الاتحاد السابقة حسب، بل لأن في هذا اليوم سنشهد خروج ناجح حمود، أو عبدالخالق مسعود من مقر الاتحاد العراقي لكرة القدم، وربما سنشهد فيه خروج بعض الجهلة والطارئين من الذين دخلوا هذا المقر في غفلة من الزمن، ولأسباب ليست للرياضة أية علاقة فيها.
شخصيا أعتقد أن حمود ومسعود غير مؤهلين لقيادة دفة الكرة العراقية فجميع الوقائع والأحداث التي مرت على الكرة العراقية بوجود هذين الشخصين في مواقع ادارة الاتحاد المهمة تؤكد أنهما من الأسباب الرئيسة في تدهور واقع الكرة العراقية ومنها التخبط الواضح في ادارة ملفات المدربين الذين أشرفوا على تدريب المنتخب الوطني من سيدكا الألماني الى أولسن النرويجي الذي تمت اقالته بناء على رغبة المدلل يونس محمود وعدنان حمد " الخليجي " الذي باع العراق في مؤامرة " العسل الملكي " الدنيئة "، وزيكو البرازيلي الذي سرقوا رواتبه ومن خلالها سرقوا حلم الشعب العراقي في التأهل الى نهائيات كأس العالم، وانتهاء بالصربي بيتروفيتش الذي لم يحصل المنتخب العراق على نقطة واحدة في جميع مبارياته الرسمية تحت اشرافه، فضلا عن التخبط في ادارة ملف الدوري الذي يمر شهر رمضان عليه مرتين في العام، وابعاد الكفاءات العلمية، وبيع صوت العراق في المحافل الخارجية لمن يقف وحكومته ضد العراق والعملية السياسية برمتها، وغيرها من القضايا التي لا يمكن عدها وحصرها.
نعم، حمود بمواقعه السابقة والحالية، ومثله مسعود لا يستحقان قيادة دفة الكرة العراقية فهما الخراب بعينه، لكننا لا نملك قرار ابعادهما سوية في هذا اليوم نظرا لعدم ترشح الأشخاص، على منصب رئيس الاتحاد، الذين نتأمل منهم قيادة الكرة العراقية الى بر الأمان لأسباب بعضها واقعية وأخرى غير واقعية، لكن، على أقل تقدير، ننتظر يوم الانتخابات للخلاص من أحدهما، فضلا عن أننا نتأمل صعود بعض الشخصيات الرياضية والادارية المؤهلة للعمل في الاتحاد العراقي والمساهمة في انقاذ الكرة العراقية من الواقع المؤلم الذي تعيشه، لاسيما على منصبي النائب الأول والثاني لرئيس الاتحاد حيث أن المنافسة حامية بين النجمين شرار حيدر، من كتلة مسعود، وعلاء كاظم، من كتلة حمود، على المنصب الأول، فيما تشير التوقعات الى امكانية فوز الاداري المخضرم في العمل الاتحادي أحمد عباس، من كتلة مسعود، على منافسه علي جبار، من كتلة حمود، وهو الأمر بالنسبة لعضوية الهيئة الادارية حيث تشير التوقعات الى امكانية فوز نخبة من الرياضيين المعروفين.
لابد لنا من الاشارة الى قلقلنا من أن تطال العملية الانتخابية في لحظاتها الأخيرة بعض الألاعيب غير النزيهة التي ربما تؤدي الى الغاء الانتخابات، أو تأجيلها بحجج غير حقيقية وهو الأمر الذي سيعرض الكرة العراقية الى العقوبات استنادا الى تهديدات الاتحاد الدولي لكرة القدم الأخيرة، وبالتحديد بعد تأجيل ناجح حمود الأخير للانتخابات.
أيضا يثير قلقنا بعض الأخبار التي أشارت الى تعرض بعض أعضاء الهيئة العامة لتهديدات عبر " الموبايل" تفيد بضرورة التصويت لناجح حمود مذيلة باسم جهة سياسية( دينية)، وعن كتلة مسعود أشارت بعض الأخبار الى شراء الأصوات مقابل مبالغ مادية.
من المؤكد أن هاتين الحالتين غير النزيهتين لا تمتان للعملية الديمقراطية بأية صلة، لكننا لا نستبعد حدوثهما من قبل حمود ومسعود، إذ أن الانتخابات السابقة التي ألغتها محكمة " كاس " قد بنيت في تفاصيل عديدة منها على هاتين الحالتين.
أما القضية الأخطر فهي التي تتعلق بالقرار الذي أصدرته، بشكل مفاجىء وتثير نواياه الريبة والشك، اللجنة المشرفة على الانتخابات بالسماح لرجال الصحافة والاعلام بدخول قاعة الانتخابات لعشر دقائق فقط قبل عملية الاقتراع السري ومن ثم مغادرة القاعة، في حين أن الانتخابات السابقة قد نقلت نقلا مباشرا ومثلها تم نقل وقائع المؤتمر الانتخابي للجنة الأولمبية وغيرها من الانتخابات، فمهمة الاعلام هي توثيق الأحداث المهمة وعرضها على الجمهور بجميع تفصيلاته، ولا نعرف الغاية من وراء هذا القرار المفاجىء!!.
آخر الكلام : ليس مهما مَن يفوز في هذه الانتخابات، لكن المهم هو أن يعمل الجميع من أجل المرحلة القادمة، نعني ما بعد العام المتبقي من عمر هذا الاتحاد، أو بالتحديد من عمر حمود أو مسعود ونتمنى أن يجد طريق رئاسة الاتحاد الشخص المناسب له في الانتخابات القادمة.