كركوك تحت مرمى تفجيرات الإرهابيين والتفرج المخزي للسياسيين المتنفذين

ركزت القوى الإرهابية ــ المتحالفة والمتعاهدة ــ على إبادة العراقيين ــ ركزت في الآونة الأخيرة على مدينة كركوك ونواحيها ، في أعنف وأوسع وأكثف الحملات الدموية وحشية وقسوة ، و بشكل متواصل ، مستهدفة في هذه المرة التركمان الشيعة و الأكراد "السنة " على حد سواء ، وبتكرار و إصرار عجيبين ينمّان عن نوايا إجرامية ساعية إلى إبادة المواطنين العراقيين بشكل جماعي ومنظم ، و ذلك انطلاقا من دوافع انتقامية حاقدة تسهّل تنفيذها وتشجعها على ذلك صراعات الساسة العراقيين المتنفذين من أطراف المحاصصة !!..
وإذا كان ليس من ثمة شيء جديد في هذا الأمر ــ ونعني على صعيد إبادة المواطنين العراقيين من قبل البهائم التكفيرية المفخخة أو الملغومة وبتسهيلات من البعثيين ــ فأن المثير في الأمر هو تكرار هذه العمليات الإجرامية بين أوقات متقاربة جدا ، وبتلك السهولة العجيبة ، وكأن نقاط التفتيش والسيطرات وقوى الأمن الداخلية وشرطة المحافظة : أما غافية أو متواطئة أو غير مبالية ، الأمر الذي يثير أكثر من علامة استفهام حول جدية مواجهة القوى الإرهابية ومكافحتها بصدق وأمانة وبشرف مسئولية ومبدأ ..
نقول ذلك مع علمنا ومعرفتنا الجيدة بطبيعة الصراع الدموي الجاري والمتعدد الأوجه التي تعاني منها محافظة كركوك من قبل العديد من الأطراف التي تنظر إليها على إنها " غنيمة " مكتنزة يجب اقتناصها قبل الغير حتى ولو بكل الوسائل الدموية والطرق الدنيئة والخسيسة ..
حتى ولو عن طريق التضحية بكل سكانها ، وتركهم أهدافا سهلة ومباشرة أمام ذئاب الإرهاب المسعورة بسفك الدماء وتمزيق أجساد الضحايا أشلاء متناثرة ..
فلا ضمير و لا مبدأ ، ناهيك عن انعدام الشعور الوطني ، ليصبح كل شيئا مباحا ومبررا ومسهّلا ، بما في ذلك المجازر و الإبادة الجماعية بحق المواطنين العُزل ..