نداء إلى الرئيس مسعود بارزاني ....؟!

بعد ان كلف رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني رسميا رئيس الحكومة نيجيرفان البارزاني ونائبه قوباد الطالباني بتشكيل ( الكابينة الثامنة ) لحكومة اقليم كردستان , والتي تأخرت لأكثر من سبعة اشهر ، تم تسريب اسماء الوزراء الذين ستتشكل منهم الحكومة الجديدة .
نعم... ان الذين سيتولون الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة فهم وبحسب التسريبات الإعلامية :عن الحزب الديمقراطي الكردستاني (5 وزراء) : دلشاد شهاب وزير البلديات والسياحة، علي‌ سندی‌ وزير التخطيط , اشتی‌ هورامی‌ وزير الثروات الطبيعية , و سيتم حسم منصب وزارة التربية والداخلية بين بشتيوان صادق وكريم سنجاري ...
فيما رشّح الاتحاد الوطني الكردستاني كل من الدكتور ( ريكوت حمه رشيد و ميران محمد ) لتولي وزارة الصحة , كما رشّح ( كامران احمد و بهرۆز محمد صاڵح و درباز كوسرت رسول لتولي وزارة الاعمار والاسكان , و رشّح ( فریاد رواندزی وجمال غمبار) لتولي وزارة الثقافة , وسيتم حسم منصب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بين د. علی سعید و د. یوسف كوران و د. صلاح الدين سعید , ودلشاد عبدالرحمان .
كما رشّحت حركة التغيير كل من : مصطفى سيد قادر لتولي منصب وزير البيشمركة ، وجلال جوهر وزيرأ للمالية وحسن باقي وزيرأ للصناعة والتجارة , بالاضافة الى وزارة الاوقاف والتي خصصت لا أحد رجال الدين في مدينة دهوك .
فيما رشّح الاتحاد الاسلامي : دكتور صلاح الدين بابكر لتولى وزارة الكهرباء ، و نصرالدين سعيد وزيرأ للشؤون الاجتماعية , وعمر محمد هاودياني وزيرأ للشؤون المناطق المستقطعة , والمحامي محمد هاودياني وزيرأ للتنسيق وتنظيم التشاور بين الحكومة والبرلمان .
اما الجماعة الاسلامية فرشّحت كل من عبدالستار مجيد وزيرأ للزراعة , والمهندس ياسين وزيرا للإقليم .
وستكون وزارة العدل من حصة التركمان وزارة النقل والاتصالات من حصة ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري ....
نعم .. ان تشكيلة الحكومة الجديدة ( الكابينة الثامنة ) برئاسة السيد نيجيرفان بارزاني ونائبه السيد قوباد طالباني خالية من العنصر النسائي (تشكيلة وزارية ذكورية مئة بالمئة ) حسب التسريبات الإعلامية , وبعيدة كل البعد عن طموحات وقدرات المرأة الكردستانية , اذ ان هناك نساء في الاقليم على قدر كبير من الكفاءة وفي كافة المجالات , ولكن المصالح الحزبية الضيقة والخلافات القاتلة بين الاحزاب والكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية الاخيرة ادت الى عدم القدرة على تفهم اهمية مشاركة المرأة الكردستانية في الحياة السياسية .... ,بالرغم من تاكيد رئيس الاقليم ورئيس الوزراء في مناسبات ومحافل متنوعة بان مشاركة المرأة الكردستانية في الحكومة وفي جميع القطاعات امر ضروري جدا .... كما اكدوا مرارأ وتكرارا على الإهتمام بمشاركة النسوة المقتدرات بشكل أفضل في مراكز القرار و المؤسسات الحكومية .......!!
ويرى بعض المهتمين بالشأن العام بان مشاركة المرأة في الحياة السياسية تعد أمراً ضرورياً وحيوياً ومهمأ لتحقيق التنمية السياسية ,كما تعكس مشاركتها في مواقع اتخاذ القرار شكل نظام الحكم في هذا البلد أو ذاك .
ومن الجدير بالذكر أن المرأة الكردستانية حصلت على بعض من حقوقها في الإقليم , الا أنها لم تمارس هذا الحق بفاعلية , وبما يساعد على الوصول إلى البرلمان والوزرات بالحجم المطلوب، والذي يمكنها من التأثير على قضاياها الخاصة وقضايا شعبها العامة ............
يذكر أن التشكيلة السادسة لحكومة اقليم كردستان التي ترأسها الدكتور برهم صالح ,والتشكليلة السابعة التي ترأسها نيجيرفان بارزاني ضمت وزيرة واحدة من بين( 19) وزارة وهي( آسوس نجيب كرمياني )(*) وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية ، وكانت من أنجح الوزراء في التشكيلتين وباعتراف الجميع ، حيث تقدمت عدة منظمات مهنية وشعبية ومدنية بمذكرة إلى الرئاسات الثلاث (الإقليم والبرلمان والحكومة) من بينها منظمة ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين طالبت بإبقائها في منصبها في التشكيلة الحكومية الجديدة ، مهددة بأنها لن تقبل بغيرها وزيرة للعمل والشؤون الاجتماعية ...!!
اخيرأ و بعد مرور اكثر من سبعة اشهر على تنازع الحصص وصراع المضني و المحتدم على توزيع الحقائب الوزارية بين الاخوة الاعداء وزج الإقليم في متاهات الركود والفوضى ,( حيث تخلو مصارف الإقليم من الأموال ولم يتسلم معظم الموظفين رواتبهم منذ شهور ,كما أصاب اسواق الاقليم الركود وانخفضت القدرة الشرائية بشكل كبير , بدأت ملامح الحكومة الجدية تظهر وتتبلور من خلال (شراكة وطنية وهيمنة ذكورية بحتة) .....!
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا هذا التغييب والتهميش للمرأة الكردستانية في الحصص الوزارية في الكابينة الثامنة لحكومة اقليم كردستان , رغم الطاقات النسائية الهائلة التي يزخر بها المجتمع الكردستاني ...؟!
اليس غريباً أن لا يجد رؤساء الاحزاب والكتل في الإقليم أية امرأة من مناصريهم جديرة بأن تتولى منصب وزيرة .................؟ !
لم يبقى لي الا ان ادين واستنكر بشدة موقف رؤساء الاحزاب والكتل الكردستانية وبدون استثناء في تهميش المرأة الكردستانية الباسلة والكفوءةً والتي هي مرآة المجتمع الكردستاني , ناضلت وقدمت تضحيات جسيمة من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية على مدى تاريخ العراق الطويل. .
كما نطالب السيد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني تقديرا لمنزلته كرئيس الإقليم ودوره في العملية السياسية و السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان ونائبه السيد قوباد طالباني إلى تصحيح عاجل وسريع لهذا الخلل الكبير وخاصة ان هناك من بين النساء الكردستانيات من تمتلك الخبرات والمؤهلات والكفاءات السياسية والإدارية التي تتيح لهن القيام بدورهن الحقيقي في قيادة الاقليم وبجدارة .... !!
ـــــــــــــــــــــــ
( * ) آسوس نجيب عبدالله كرمياني , مواليد كركوك( قضاء طوزخورماتوو) 1974, حصلت على شهادة البكالوريوس في القانون من جامعة صلاح الدين عام 1995 ,عملت في صفوف تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني, حاصلة على شهادة الماجستير في القانون العام, عملت كمدعي عام في محكمة السليمانية بدرجة قاضي,شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات السياسية والإجتماعية والقانونية لتعزيز القدرات الذاتية للمرأة , شغلت منصب وزيرة العمل والشؤون الإجتماعية في حكومة إقليم كردستان( الكابينة السادسة والسابعة ) .