الأساليب في طرق التعليم لازالت بدائية!!

قيل أذا أردت إن تغلق سجن عليك ببناء مدرسة وإذا أردت إن تبني شعباَ عريقا ذو حضارة راقية أولج إليه من التربية ,لكل بناء وأهداف ورسالات إثناء انطلاقها اعتمدت على جذور وهي الأسس استندت عليها في مواجهة التقلبات والطوارئ بحزم وشدة مهما كانت التحديات كبيرة ,فالتخطيط يحتاج إلى أركان سليمة لاتتصدأ بالتقلبات والمتغيرات على الرغم من أن التحدي دائما يجد منافذا وطرقا يعرقل بها البناء والاستقرار على كافة المراحل, فالاعتماد على التعليم بأسس وأساليب حديثة يـقيكِ ضرر الغزو الثقافي والتحديات المتنوعة , لم أجد نفعا منذ سنين طويلة ولحد ألان إن التعليم في العراق قد غير من أساليبه واعتمد على طرق حديثة على غرار ما موجود بالدول المحيطة بنا , لازال الأسلوب والطرق المتبعة في عملية ألقاء المحاضرة وإيصالها الى أذهان الطلبة قديمة جدا , فيما عرف عن الأسلوب: وهو الطريقة أو المسير الذي يوصلك إلى الهدف بأقصر الطرق واقل التكاليف وبفترة زمنية قياسية , لم نجد تلك الأساليب متوفرة في التعليم ولازالت الطرق تمارس بعملية الإلقاء والاستجواب وهذه الطريقة ولدت مع نشأة التعليم في العراق واستمرت الى يومنا هذا , وأصبحت اليوم تشكل أعباءً كبيرة على الطلبة والمعلمين أيضا , لان العملية الروتينية دون تجديد سترهق كاهل المعلم ويحس بالملل فيضيع عليه اكتشاف المهارات والفروق الفردية لدى الطلاب وإن اكتشفت فلا يعود للمدرس الفضل بها لان الصدفة هي وليدة حالة الاكتشاف عن طريق الامتحان فقط . في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي كان التعليم في العراق قد وصل الى أوج عظمته ويعود ذلك للأساليب والمناهج الدراسية ومواقع المدارس وما خطط إليها لان تكون في مأمن عن التأثيرات والصخب والأجواء الملتهبة ,فمعظم دور العلم أنشأت قريبة من المساجد أو في مواقع حيوية عكس ما نلاحظه اليوم ,فمثلا توجد مدارس ابتدائية ومتوسطة واحدة في شارع الشيخ عمر حيث تفرغ الشاحنات حمولاتها من الحديد الثقيل أمام باب المدرسة ولا تغيب أصوات الحدادة وتناثر شرارات الحديد على رؤوس الطلبة أثناء دخول المدرسة وحصلت حوادث كثيرة ناهيك عن إن سياج المدرسة يستخدم كخانات لتصليح السيارات ورمي الأنقاض الثقيلة , أن مجمل العملية التربوية تتكون من المنهج أو الكتاب والمدرس وطريقة الأسلوب والطالب والموقع الاستراتيجي للمدرسة , كلما كان التعليم ينهج بطرق متقدمة وحديثة سنثمر على جيل صاعد تكون بصماته واضحة من خلال قوة المعلومة وغرس مفاهيم التربية الصحيحة في أذهان عقول الطلبة وتكون مساهماته في ترميم وبناء كافة مفاصل المؤسسات بطرق علمية أسوة بما وصل إليه العالم من تقدم في هذا المجال , لا زال الإهمال واضحا اتجاه المعلم هذه الشخصية التي أكرمها وأحبها رسول الإنسانية محمد صل الله عليه واله من قبل الوزارة وإهمال المعلم لنفسه أيضا حالة تذكر لضعف أرادته وعدم مواكبة التحضر من خلال الاطلاع والمذاكرة عن مايجري في اختصاصه ومراكز عمله , أنا لا احمل المعلم المسؤولية الكاملة, لسبب أن وزارة التربية مقصرة جدا حيث لم تقوم بإشراك المعلمين والمدرسين بدورات تطويرية يطلعون من خلالها على ما وصلت إليه طرق التعليم في العالم , وان وجدت هذه الدورات فتقتصر على مجموعة خاصة وتكون أوقات الدورة بعد أو إثناء الدوام وهذا يربك المعلم ولايهيىء نفسه لاستيعاب مناهج الدورة لأنه قد أنهى يومه الدراسي بخمسة محاضرات منهمك ويحتاج الى قسط من الراحة, فيجب أن تقام الدورات أسوة بالوزارة الأخرى في ساعة محددة وقاعات مهيأة لهذا الغرض ولا يتم إقامة الدورة في صف مدرسي أو مختبر من داخل المدرسة و تصرف الى المشاركين بالدورة مخصصات نقل وطعام وتقيم من خلال الاختبارات, وتستمر الوزارة بذلك دون انقطاع , كي تعُرف المعلمين الطرق المعرفية الحديثة , كما أتمنى من الوزارة أن توفد مجموعة من المدرسين الحاصلين على نتائج متقدمة الى دول الجوار للاطلاع على واقع التعليم ولا يقتصر الإيفاد والسفر على أصحاب الجاه والمقربين وإثناء زيارتي الى السيد الوكيل الإداري علي الإبراهيمي قال سوف نوفد جميع المدرسين ولا نسمح بان يكون الإيفاد حكرا على المدراء العامين وهذا الكلام قبل سنة فلم اسمع بأي مدرس قد أوفدته الوزارة الى خارج العراق ,مجرد كلام يبعث الأمل في نفوس المدرسين ,وما أكثر الوعود التي أطلقها المسؤولون في وزارة التربية والتي ذهبت هباء مع الرياح, والمشكلة الأخرى معظم المدرسين لم يحصلوا على نشرة أو مجلة تربوية تطور من قابليتهم في المجالات الاختصاصية ناهيك عن الدورات , فكل ما يصدر من التربية وأعلام التربية ( الرجل المريض ) هو مجلات وبيانات تحث المدرس على الالتزام ومراعاة الطلبة وعدم استخدام الضرب والتعنيف والدروس الخصوصية والاهتمام بالتجمع الصباحي , أما ما مدون ومنشور داخل المجلات التي تصل كل سنة الى بعض إدارات المدارس تظهر فيها نشاطات السيد المدير العام ( زار السيد المدير العام الروضة وخرج وسط ترحيب , تفقد المدير العام براعم المدرسة الفلانية ,وزع المدير العام الجوائز زار السيد الوكيل الأقدم مشروع بناء المدرسة الجاهزة , التقى الوكيل الاداري بعضو مجلس النواب...الخ) ومع الأسف الشديد لم أجد موضوعا واحدا في تلك المجلات الصادرة من الوزارة والمديريات إلا استعراض نشاطات المدراء العامين والوكلاء, ياحبذا لو يخصص عمود أو صفحة على الأقل في تلك المجلات تتحدث فيها عن تجربة اليابان في التعليم ,أو أسس التطور والاهتمام بالمعلم في دول الجوار , أو نشر مواضيع تربوية مثل كيف النهوض بواقع التعليم في العراق كيف نرفع من قدرات المدرس المعرفية ,أيها المسؤول في التربية أنت تريد من المعلم إن ينهض فلا تنسى أن مفتاح التطور لا يملكه غيرك فلا تبخل على المعلم به.