السيد عبعوب خُلقَ لغَيرِ زَمانه !!!

منذ أن غَرِقت بغداد في شتائها الأخير وطل علينا أمينها وكالةً نعيم عبوعوب عبر وسائل الإعلام وهو يدلي بدلوه ويبرر بتبريراته المثيرة للجدل , بدأت وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة الفيس بوك و التويتر و اليوتيوب , تتناقل مواقف و تصريحات السيد  عبعوب بصورة ملتفتةٍ للنظر وهي تُتَراشق بين المشتركين باستمرار و على مدار الساعة متخذيها وسيلةً للترفيه عن النفس والمتعة مرة و لسخرية من القدر وسوء الأوضاع الخدمية مرةُ أخرى..

وجود صخرة كبيرة بوزن (150) كيلوغرام في احد مجاري بغداد سبب فيضان العاصمة وغرقها بالكامل !, دبي زرق ورق بالنسبة لبغداد! ,الخدمات المقدمة في بغداد أفضل بكثير من تلك المقدمة في نيويورك و واشنطن الأمريكيتين! , وأخيرا وليس بأخراً من عبعوب الفساد المالي والإداري في اليابان اكبر بكثير من ما هو في العراق لكن اليابانيون لا يتحدثون لوسائل الإعلام ويفضحون أنفسهم كما نحن في العراق !

تساءلت مع نفسي و لرُبَما تساءل الكثيرون معي ما الذي يدفع بالسيد عبعوب  ليصرح بهذه التصريحات الغير طبيعية أو الخرافية على وصف البعض والتي لا تنسجم مع الواقع أبداً .. فكيف يمكن أن تكون هناك صخرة بوزن (150) كيلو في مجرى لا يتجاوز قطره (50)سنتمتر ؟ .وكيف يمكن أن تكون  دبي المركز التجاري الأول في العالم زرق ورق بالنسبة لبغداد المهملة و المنهكة والمتعبة  و المقسمة بالكتل الكونكريتية الفاحشة المنظر؟ . وكيف يمكن أن تكون الخدمات في بغداد المظلمة و المليئة أحياؤها بالأزبال و الأوساخ  والمياه الأسنة أفضل من الخدمات المقدمة في نيويورك وواشنطن المدينتين الأكثر جمالا في العالم ؟ وكيف يمكن أن يكون الفساد المالي والإداري في اليابان التي غزت العالم اقتصاديا بصناعاتها المتعددة والمتفوقة اكبر من الفساد المالي والإداري في العراق الذي باتَ يستورد الطماطة والخيار و الركي من سوريا ومصر وإيران ..

حقاً انه تساءلٌ أرقني و قادني لتصور و حيد لا غيرَ له وهو :

 إن السيد نعيم عبعوب معجزةُ زمانه التي لم يُدركها أحداً لحد ألان , فهو مخلوقٌ للعام 3014م (ثلاثة ألاف وأربعة عشر)ميلادي وما بعدها من السنين و ليس للعام 2014م (ألفين وأربعة عشر) ميلادي أي عصرنا الحالي . لكن حكمة الله شاءت أن يكون هذا الرجل بيننا , ليُستَدل به على القدرةِ والإعجاز الإلهي , فمن قال إن زمن المعجزات قد ولى .. وما يثبت ويؤكد صحة تصوري ورأي الوحيد هذا .إن السيد نعيم عبعوب يتحدث بلغة زمانه التي يجب أن يبعث فيها لا بلغة زماننا الحالي المبعوث فيها أعجازاً .فهو يقول : هناك صخرة بوزن (150)كيلوغرام في احد مجاري بغداد وهذا غير متوقع الحدوث في زماننا الحالي لان قطر المجرى لا يتجاوز الـ(50) سم فكيف  يمكن لصخرة بذلك الحجم أن تكون في قطر مجرى صغير, لكن بعد العام (3000)م قد يحدث ذلك الشيء بعد ذهاب المفسدين ومجيء المصلحين حقاً وفعلاً لا قولاً ..وكذلك قول السيد عبعوب أن دبي زرق ورق مقارنةً بالعاصمة بغداد , فكيف يعقل ذلك القول, ولكن عندما يبنى العراق بيد المخلصين والوطنيين والشرفاء بعد العام (3000)م قد يحدث هذا الشيء وتكون دبي فعلا لا شيء بالنسبة لبغداد . وأيضا كيف يمكن أن يصدق العاقل أو المجنون أن تكون الخدمات في بغداد أفضل بكثير من نظيراتها في واشنطن ونيويورك, أيضا بعد العام (3000)م عندما يعاد أعمار العراق بشكله الصحيح القائم على النزاهة والإخلاص لا بشكله الحالي القائم على الفساد والنهب يحدث ذلك.. وكيف يمكن  لأي إنسان أن يتصور أن الفساد المالي والإداري  في اليابان اكبر بكثير من العراق , قد يحدث ذلك الشيء عندما تغلب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والفئوية التي ابتلينا بها اليوم ..وبذلك فأن السيد عبعوب مخلوق لإلف سنة مقبلة وليس لسنواتنا الحالية !!!..

وبعد هذا التصور فأني لا أملك إلى الدعاء لربِ العالمين أن يعتزل هذا الرجل المعجزة في أحد الكهوف أو المخابئ التي لا يعلم بها إلا هو و ليخرجهُ بعد ألف سنة من اليوم إلى زمانه ومكانه الحقيقيين ليتلاءم وينسجمَ معهما ..يا رب كما أويتَ أهل الكهف لألف سنة وأخرجتهم من بعدها ..أوي هذا الرجل حتى يأتي زمانه الحقيقي .فانه قد ضاقَ بالعراقيين مصائبا. بحق محمد وال محمد ..