عراق ما بعد ديموقراطية ما ننطيها !

ستكون الولادة عسيرة .. ذلك ما تعتقده الغالبية الموجودة في الساحة السياسية او في اي ساحة اخرى من ساحات العراق المتلونة بألوان محددة وميول ورغبات متعددة .. وربما سكوت الراعي الرسمي ( صاحب الفصل السابع ) على كل ما جرى ويجري كان قد أعطى للجميع ذلك التصور بعسر الولادة .. رغم ان تسارع الأحداث ومضاعفاتها قد تفاجيء ذلك الراعي أيضا وتجعله يدوخ ويتخبط من هول مفاجئة الصفعة التي ستقع على قفاه نتيجة خطأ او قصر نظر في حسابات الحقل وحصاد البيدر ، كما حصل في مصر السيسي .. لكنها ، أي تلك الولادة المتعسرة ستتم حتما في الآتي من الأيام وفق القراءة المنطقية لتسارع الأحداث في الداخل العراقي وما يحيطه .

سيكون عراقا مختلفا .. ليس بأسلوب عمل وسياسات رئيس حكومته الجديد فحسب وانما ببرلمان فاعل سيتشكل بضمانات غليظة مكتوبة وأمام عينيه كل أخطاء المرحلة السابقة .. وقد لا يخلو المشهد من بعض اسقاطات ونكرات السنين الثمان السابقة ، لكن المؤكد ان الأكثرية الجديدة هي التي سيكون لها الصوت المسموع ، وتعلم علم اليقين ان المرحلة القادمة فيها اسبقيات ملحّة ، قد تبدأ بتصحيح مسار القضاء العراقي وتنظيف مؤسساته ودعم استقلاله ، ثم اعادة التوازن الوطني لمؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والخدمية وفق النظام البرايمري المعمول به لحد الآن كخطوة اولى ، الى أن يتم تصحيح العملية السياسية وانقاذ العراق من تلك النظم التي وضعها المحتل والتي ستأتي في وقت لاحق عندما يتيسر الجو السياسي والشعبي لتعديل الدستور .

وسنرى انجازات في الملف الأمني بعد أن تستقر المناكفات السياسية ويتيقن العسكر والقيادات الأمنية ان البرلمان الجديد سيشوي بصل على رأس كل من تسول له نفسه في ايذاء العراقيين او التقصير في عمله ، ثم تليها انجازات ملموسة في الخدمات وتصاعد مستوى انجاز المشاريع الخدمية .. وستقل البطالة ويقل الفساد ويهبط مؤشره الى مستويات متدنية .. وقد لا نجد له نهاية قريبة بسبب وجود بعض النكرات ممن اشرنا لهم سابقا .. وربما ، وهو المؤمل ، أن تكون اعظم انجازات البرلمان الجديد هو تشكيل هيئة مستقلة لأعادة اموال العراق من المليارات المنهوبة .. والتي توجد معظم استثماراتها وأصحابها من السياسيين والقياديين والدوبلوماسيين ( السرّاق ) في عواصم قريبة مثل بيروت وعمان ودبي .

لكن .. هل سيسكت ازلام نظرية ما ننطيها والراكعين لهم .. أم بالأحرى هل سيسكت من كان يرعى اولائك الأزلام ويوفر لهم الغطاء السياسي و( غض ) البصر والدعم الدولي والأقليمي عنهم .. وهل من الممكن أن يقبل الغرب و ( الشرق ) التغيرات الجديدة المنشودة ، وهل هناك احتمال ان يتجاهل قاسم سليماني مناشدات صاحب تلك النظرية والخط المصخّم الذي يبعثه له صباح مساء ؟؟