الموت بين عبّارتين ! |
في الأمس القريب ، 16 / 4 / 2014 ، أطاح حادث غرق العبارة الكورية الجنوبية "سيئول" برئيس وزراء كوريا الجنوبية الذي تحمل المسؤولية بألم بالغ وإستقال من منصبه لأنه لم يتمكن من أن ينقذ أطفال بلاده الـ 273 الذين غرقوا عندما كانوا في رحلة بحرية على متن العبارة و أبتلعتهم المياه ، حيث قال في كلمة مقتضبة "أردت أن أستقيل قبل الآن، ولكن الأولوية كانت لإدارة الوضع، وارتأيت أن المسؤولية تقتضي أن أقدم المساعدة قبل أن أرحل. ولكني قررت الاستقالة الآن كي لا أكون عبئا على الحكومة "أقدم اعتذاري لأنني لم أتمكن من منع وقوع هذا الحادث، ولم أتمكن من التعامل بالشكل الصحيح مع نتائجه". كما عثر على مدير المدرسة مشنوقاً لتأثره الشديد بمقتل طلابه .. هذا في كوريا الجنوبية . أما في العراق فقبل أيام قليلة كانت عبّارة عراقية صغيرة تقل 25 راكباً قد غرقت في ليلة ظلماء أثناء قيامه برحلة نهرية في نهر الفرات وسط مدينة الناصرية .. 17 شخصاً قتلوا في الحادث وفتاة بعمر 16 سنوات مفقودة حتى لحظة كتابة المقال .. ذي قار أعلنت الحداد حين أعلن السيد يحيى الناصري يوم أمس الحداد على أرواح ضحايا الحادث ، وأوضح ان " إدارة المحافظة قررت ان يكون اليوم الثلاثاء يوم حداد رسمي على أرواح ضحايا حادثة غرق المركب النهري". كما أضاف ان "اعلان الحداد في المحافظة هو جزء من مواساة الأهالي وذوي الضحايا والوقوف الى جانبهم في هذه الواقعة الاليمة ". وأشار الناصري الى ان " ادارة المحافظة وجهت بتشديد إجراءات السلامة على متن جميع الزوارق النهرية ومتابعتها من خلال الدوائر الامنية المختصة ودوريات الشرطة النهرية ". لم أكتب لأتحدث عن إستقالة أو إنتحار أحد ما قطعاً .. المحافظ أو نائبه أو عضو مجلس المحافظة أو سكرتير في المجلس أو حتى مسؤول محلي بسيط أو مدير الشرطة النهرية هناك أو أي شرطي ساهم في عملية إنقاذ المنكوبين من الأطفال والنساء وهزه الموقف ودفعه للإستقالة .. أو أي شخص يستقيل لنتباهى به أمام العالم ويعلن مسؤوليته عن الحادث أو عدم تمكنه من تقديم الخدمة السريعة في إنقاذ من تلقفتهم مياه الفرات فنفخر به نحن ويؤسس لتلك الثقافة التي اساسها عظم الشعور بالمسؤولية ؛ لكوني أعلم ويعلم الجميع أن هذا الموضوع خارج حسابات المسؤولين بكافة الدرجات .. لأننا في العراق لوكانت لدينا تلك الثقافة شائعة لما وجدت مسؤولاً في منصبه ، على عظم ما يموت منا ولكننا في عزاء دائم مستمر حتى نهاية مسلسل الموت الذي سيقضي علينا جميعا ! أنه قدرنا أن نموت بغير حساب وأن لا يترك مسؤولاً كرسيه من أجلنا مهما حدث وأعتقد أن تلك الثقافة ، الإلتصاق بالمناصب حتى الموت ، مفادها أن الله هو من قبض أرواحهم وليس المسؤول أو حمايته أو أحد من المسؤولين في المحافظة فالكل بريء من أرواحهم التي قبضها الباري بحكمته .. فلماذا يستقلون .. كل ما عليهم هو قراءة سورة الفاتحة .. الفاتحة .. حفظ الله العراق . |