عقد عاقر... وآمال مبدده |
بعد سقوط دولة بني عثمان في العقد الثاني من القرن الماصي تناهبت كل من فرنسا وبريطانيا دول الوطن العربي ... ووضعت خريطة جديدة لمصير امة العرب ... فكانت الحصيلة نهش الجسد العربي وتقطيعه ..... وضياع فلسطين والتصرف بمقدرات الناس ........ وما يهمني هو استقراء عاجل للاوضاع في بلدي العراق...... صار بلدي تحت وصاية بريطانيا 1914م.... بمعنى ان الثروات والخيرات والطاقات في الداخل هي ملك للمحتل ....وثار ابناء العشائر 1920م فطمنهم الجنرال مود بان الانجليز ليسو مستعمرين !!!!!!!!!!!........ فاختار لهم احد ازلامه من الجزيرة العربية تهدمت صروح امارته في مكه بسبب غزوات ال سعود واتباعه من الوهابية ............ فكان هذا الرجل من الحجاز(فيصل بن حسين شريف مكه )لكي يمثل مصالح المحتل البريطاني في العراق .....فاصبح العراق ملكيا يديره المندوب السامي (برسي كوكس) وتنفذ اوامره عبر الملك والحكومة ..........وتعاقبت على ادارة العراق 49وزارة من 1921ولغاية تموز 1958م.... كان الفقر سمة اغلب طبقات الشعب ....... ثم جاءت ثورة 1958 فتحرك الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي نحو الافضل ولكن دونما دراسة معمقة فكانت الفوضى ..... وتمكن البعث 1963م من سلب الثورة وتحويل مسار العراق الى دائرة العنف والتبعيد .... تصارعت فيها شهوات الساسة وتغلب اكثر الرجال دموية 1968م وهم مجموعة البكر وصدام ....فارتمس العراق بمستنقع الطائفية والعزل السياسي ...... بطش صدام باهل بلده لاختلافهم مع نهجه . وتمكن من خنق الاصوات المحتجة .... وتوجه ليحرر فلسطين عبر ايران !!!!!!!!!!!.... فكانت خسارة العراق بــ 500الف شاب قتلوا على البوابه الشرقية ..... ولم تتحرر فلسطين!! بل ذهب نصف (شط العرب) ضمن اتفاقية الجزائر التي ضمنت للعراق حدودا واضحة فمسحها صدام وترك سيادة شط العرب مناصفة مع ايران!!!!!!!!!!!!! واردف بعد هذه النكبة نكبة اخرى تهدمت بعدها كل البنى التحتيه وانهار الاقتصاد وتذوق الناس مرارة الجوع الحقيقي ..... تمثلت هذه النكبة بدخوله الى الكويت ..... امريكا وجدت الذريعه لضرب قدرات العراق ............ وكان ما كان ..........ولا تسل عن حال ابناء هذا البلد المنكوب ..... ثم حلت الكارثة الحقيقية 2003م ولا حاجة للسرد فهو تاريخ قريب ....دخل الامريكان بلدي وداسوا كرامات الناس تحت شعار تحرير العراق من حكم الطاغية ... جاء الامريكان ليجعلوا العراق ميدانا للصراعات والارهاب والسلب والنهب بعيدا عن اراضيهم واراضي حلفائهم ......واسقطوا سيادة البلد بتدخلهم في صنع حكومات واحزاب تلبي نهمهم لخيرات العراق ... فظهرت احزاب لا تمتلك ايدلوجيات واضحة خاملة تقتات موائد ليست عراقية!!!!!!!!.... تسلمت شؤون العراق تارة بالتناوب واخرى بالانتخاب ولازالت تؤدي دورها........... والنتيجه هي : الارهاب مستشر في مدن العراق كافة وضحاياه بتصاعد كارثي ...... الطائفيه استعر اوارها لحد مرعب ومنذر بحرب اهليه ........ سياسة الابعاد والتقريب والمحسوبية خطر حقيقي (ان لم تكن معي فلا امل لك العمل او الوظيفة لانك ستبقى على الهامش) ...الفساد المالي والاداري اضر بميزانية الدولة ومشاريعها ..وساعد على موت الضمائر..... تفشي التزوير في كل مرافق الدولة وخصوصا تزوير الشهادات العليا مما حجب وابعد اصحاب الشهادات الحقيقيه والكفاءات ولجوء اغلبهم للخروج من البلد بعد يأسهم من صلاح امر ه....... . بروز جبهتين من اصل واحد وقومية واحدةهما السنة والشيعة للاحتراب الخفي وبايعازات من خارج الوطن ....... ازدياد الفقراء ونمو البيوت العشوائيه....وتشرد الاطفال وبروز ظاهرة عمل الاطفال في الشوارع...... دستور عليل لا يقوى على تسيير الامور مليء بالثغرات ضعيف ...... خطر التقسيم ماثل للعيان واقليم الشمال خير دليل.........وووووووووووووووووو........... هذا عقد كامل (عشر سنوات مرت ) مر على الوطن وكان عنوانه التخلص من نظام صدام (ادؤهم الحالي اسوأ من النظام المقبور) وهنا السؤال ماذا قدم ساسة العراق لوطنهم المنتهب والمسلوب الكرامه انهم لاهون بتناحرهم وعطلوا مسيرة التنمية واعادوا العراق الى عشرة عقود للوراء ...... ما هي منجزات الحكومة والبرلمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كم هي رواتبهم وميزاتهم المكتسبه ..نسمع بالفساد ولم نر احدا حوسب عليه .الاموال الطائله تسربت خارج العراق بحماية من هو مسؤول عن حمايتها(حاميها حراميها) وتمتع هوامش الرجال بسرقات في وقت يموت الامل في صدور الشرفاء الذين يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف. انهم يتصدقون على المتقاعد او العامل او الشرطي بدنانير قليله فيما الفقر يعصف بالباقين ...... الحديث حزين يتناسب مع ايقاع الحياة اليومية للعراقي المسكين................ |