لم تكن الشخصيات السياسية في دول الغرب عندما اتخذت قرار الحرب على العراق بذلك الغباء الكبير الذي يجعلهم لا يعرفون ماذا يفعلون وانما كانوا يعملون وفقا لأجندات مرسومة ومعدة لتمزيق المنطقة برمتها وان كان تصرفهم هذا أودى بحياة الكثير من الابرياء في الدول التي خاضوا فيها الحروب ومنها بالتحديد بلدنا العراق الذي كان يجثم على صدره اعتى واقسى ديكتاتور عرفه التاريخ ولكن كان من نتائجها او لنقل حسناتها ازاحة اولئك الحكام الجاثمين على صدور شعوبهم .
هذه الممارسات السياسية والعسكرية من قبل الدول العظمى لم تكن محل ترحيب لدى الكثير من انظمة الحكم في الخليج العربي او لنقل حكام الخليج وامرائه الذين أرادوا ابقاء تلك الانظمة القذرة الشوفينية لأنها تتلائم وافكارهم خصوصا في العراق لأنهم يعلمون جيدا ان النظام الديمقراطي يعني جلب الاغلبية للحكم والسيطرة على مقاليد البلاد وهذا ما سيغير المعادلة القائمة في المنطقة برمتها منذ اكثر من الف عام .
اليوم وبعد كل ذلك الذي حصل يخرج علينا كل حين مسؤول امريكي او بريطاني او فرنسي او غيره ليقول ان الحرب على العراق كانت خطأً كبيرا ومنهم من قدم الاعتذار على مشاركته قرار الحرب والموافقات التي ابداها تجاه هذه الحرب حيث اخر من اعلن ذلك وزيرة الخارجية الامريكية بيل كلنتون التي قدمت اعتذارا للشعب العراقي لأنها شاركت في هكذا قرار حيث اشارت قناة سي أن أن لذلك ( اعتذرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون عن موافقتها إبان عضويتها لمجلس الشيوخ الأميركي عام 2002 بالحرب على العراق.
ووفقاً لمحطة "سي بي إس" الأميركية فإن كلينتون قالت في مذكراتها التي ستنشر قريباً "لم أكن الوحيدة التي ارتكبت خطأ"، مشيرة بالقول "لقد كنت اعتقد أننى تصرفت بحسن نية وأننى اتخذت القرار الأفضل" .) ومن خلال حديثها نفهم بأن هناك مسؤولين آخرين سوف يعتذرون ويحذو حذوها وفي النهاية ستكون جميع التنظيمات الارهابية والبعثيين الفارين الذين يعملون مع تلك التنظيمات سيبررون لأنفسهم حق الاستمرار في هذا النزيف من الدم الذي يحصل في العراق وكأنه اشارة لاولئك القتلة ان يستمروا في القتل حتى يضعضعوا العراق ويدمروه بالكامل ، كما انها الضوء الاخضر الى الدول الداعمة للارهابيين من الخليجيين وخصوصا السعودية وقطر ان تستمر في هذا الدعم الكبير للمجاميع المسلحة في العراق من اجل النيل من الحكومة المنتخبة شرعا والتي لا يرغبون في رؤيتهم لها على سدة الحكم في العراق ، وكأننا امام مرحلة اعتذار من الخطأ يبيح للبعض الاخر قتل الابرياء.
|