أختزال الأشياء وأمتناع وجودها

كنت حريصاً في حياتي على أمتداد الذات ، وحذراً من توغلها في الشبهات ومؤثراتها التي تتكيف لها بعض الفئات على مقاييس غير متناسبة مع الحرص على الوفاء الذي يستوجب الأتيان به على سبيل الطمأنية في العمل العبادي
وأحياناً تكون متناسقة مع تطلعات الفكر السائد آنذاك بقيد الأداء الألزامي الذي يرونه الآخرين فوق الشبهات وبمعايير مترادفة للمحمول دون ماهية المضمون الذي أرتأى خلف العين الواحدة بمنطلق التزكية الشفويه كما ينعتونها 
بيد أنه أي المقصد يختبيء خلف المسميات الدارجة لدى العامة ويختفي بمنظاره الأستباقي في الوجود الواقعي فيما إذا أضطربت أساليبه الواضحة وأصبح ألتماسها المباشر في ميادين العمل في محك الأداء الأقتضائي الذي سبقه القول الأنشائي .والبعض الآخر يعتبرونه أسلوب أخباري كان وجوده من دون قيد أوشرط

وقد يتأزم الأدراك ويعتصر المرء ذاته بين النكرات في وجود لامعنى له بيد أن الأطار الذي أفرزه الوجود له مغزى متشعب عن أطلالته المعنويه ضمن أختلاف الرؤى وسيان مابين الأحاطة بالمعنى والحيز المادي الذي أحتواه 
والمناط الذي يرتأيه البدء في بلوغ الأطر للوصول للغاية المرجوه مع العلم وجود أئتلاف سلبي بين الغاية ذاتها التي تتسم بالأواصر الواضحة وبين الشيء الذي أسس لهذه الهدف والسبل الذي تروم له الغاية ، بمعنى آخر قد تكون السبل أسمى من .الغاية والعكس صحيح فيما إذا أنتفت السبل مصداقية الأمتثال في السعي لهذه الغاية السامية المعهودة

في بينونة الواقع تظهر للذات إمارة قد تلزم به الفعل الواقعي في الموالاة مع مرعاة الأفضلية في الأداء ، لكن ذلك الأطراء سواء أكان ( مادي - معنوي ) الذي أرتمى وجوب القبول وعدم ألزام وجوب ذلك الشيء أي يجعل المرء نظير ذاته من حيث الشعور بالأشاء في مخيلته وفي نفس الوقت الأحساس بكلياتها الواضحة له مع أقترانها بالسببية والأمارات الجلية ولكن كل هذا .نجد تناقض للبعض الآخر
بغض النظر عن الأحتمال قد ينساق الأنسان بصورة أنسابية خلف أساليب معينة يراها مقنعة بظاهرة النظائر ومؤتلفة بألفاظها على حيثيات يتسربل فيها فحوى مخالف للذات ومطابق للمقاصد ولكن المعنى يتأرجح بين الواقع من حيث المحمول الذي يكمن .فيه الموضوع وبين المقتضى الذي تستدل فيه الآراء المختلفة

لو تمحصنا قليلاً في الكليات الموجبة نجد الكلام أحياناً يخالف المعنى وهو مراد القائل ولكنه ضمني وغاية السامع تنقيح العلل في الحصول على الفائدة ولكي يبرهن على أن الفؤاد الرؤوم قد لاينسجم مع شفافية الوجدان ، ونجد الفكر يقتبس معانيه من التأمل في الألفاظ وفعالية مقول القول ، ويفرز منه الحلم والحكمة ولكن يستهوي لنفسه الخيال الذي أوجده لذاته من تعاقب .الحدث وتزامنه في الزمان والمكان أي أنى يكون ذلك التأويل

ونلاحظ تزاحم الذاكرة في فهم الحال لذا يعد المألوف بعيداً والمختل قريباً والذي تناقضت أواصره على أختلاف الأرسال في .القول والأسهاب في السرد والقطع بين الصلة التي أحدثت ذلك النص

وبمدلول أخص حينما نبرهن أن المجاز يتحول إلى حقيقة دون الأطلاق فلابد له أن يستدل بظلال الألفاظ لأن تكرارها يوجد ثبوتية الحقائق لدى السامع الذي يجهل الذات ، ويجعل المجاز حقيقة يعتاد بها أمام الملأ في الأستدلال من دون أعتراض لأنهم أرتضوا الصفات بدل عين المادة وهذا شيء تنقله الألسن بمصطلح الفعل على غرار الألفاظ الدالة على المعنى وليس المعنى المستوحى من الألفاظ ، وقد يكون جلياً في البيان ونهائياً لوجود ذلك اللفظ ويتغاضى عن المعنى الذي أحدث وجوده الأهذار بين .أجواء السامعين

وتارة أخرى ترى الحقائق تتحول إلى مجال الفناء والعدم أقرب اليها من الوجود وذلك لعدم قبول الذات وإستسغاء اللفظ الجديد الذي لايمس الحقيقة بشيء مطلقاً ، وهذا سببه عدم القناعة وضعف الأدراك وسلب أمكانية وجود الشيء بذاته متنزه عن صفاته .والتي هي الوجه الآخر لذلك المكنون والواسطة لوجوده الحقيقي

من خلال أستطراد هذه الكلمات يجب التأمل في الشيء وماهيته وفي المعنى المقرون باللفظ وبدونه هل يستقيم ذلك الموجود ، لأن قد يلفظ المرء شيئاَ ويقصد معنى مخالف لذلك اللفظ وهو خلاف الواقع ويتصور أن هذه الإمارة من مدلولاتها الأقوال دون الأفعال على حسب مفهوم القوة التي توجد تلك النشأة بالفعل بعد تسربلها في عمق زماني معين من حيث الحداثة والقدم
إن الذات بالفعل سوف تأتي بشيء مستقلاً وتؤسس له مقدمات كبرى لثبوت ذلك الشيء وهنالك أمثلة كثيرة نتعايش معها ولكنها مكفهرة الأستدلال لأن المرء عندما يثبت شيء معين بإمارات واضحة الأستنتاج بدلالات مختلفة الأستنباط فإنه قد أثبت العدم .لأشياء كثيرة وبدلالة واحدة

قد ترسو على مرافيء البحث حلول جمة نتلمس من وجودها للشيء حاصلاً في مكان معين بالفعل والتحكم به ولكن بدون مقدمات حتى وأن كانت صغرى أو لم ترتفع في الدلالة ، إذ أن الوجود المفروض له قد أمكن أثباته بذاته بين العقلاء وأصبح له وجوداً مادية التي يتمثل في موجداته وهو متنزه عن الحيز وينفي عن ذاته التجسيم والحد له ولكن قد نجد موجوداته تتآخى مع السبل التي أوجدها لذاته ولكنها لاتسمو للثبوت والدلالة لأنها محدثة ومحتاجة إلى الأسناد وهذا الكل لذاته والحيز الذي أحاط المحدث لايستقيم بقائه وديمومه إلا بالحقيقة المطلقة وهذا الذي أقتنع به الآخرين أصحاب العلم والمعرفة ضمن مصاديق اليقين .التي عرفوها بعقولهم القاصرة

بعد التأمل في الأشياء والأستطراد في أفعال الذرى التي يتوخاه الشموخ في وجودها والزهو في بقائها مقرونة بالدنى ليتضح لنا في منال الأجيال من مقتضى مصاديق الأفعال وردود أستيعاب الأفكار لدى ثلة من الذين يوالون بعض ويتوارون عن الآخرين على أساس أنهم في محض المعرفة ومحك الفهم وأستعلاء النفس والسمعة بين المناوئين والقدرة على الأداء وأبداء الآراء كما .يزعمون هم على أنفسهم التي خالها الأستغراب وأعتلها الوهن

وكل هذا وهم لم يعيروا الأستماع إلى الغير والأستمال إلى ماهو يصب في ميادين العمل النافع ويعلو بالصدق بعد النظر على القائل إذ أن يعرف أصحاب الحق من أقوالهم ، وهنا الأنام على عدة أقسام نذكر منها الجلي وندع الخفي للفحص والدراسة .ونذكر منها

أولاً : لفيف من الورى يتفوهون بالأشياء بمسميات مغايرة لأفكاره ومناوئه للواقع وينقلون ألفاظها إلى الآخرين على علاتها رغم أن فحوى ألفاظها مستهلكة لدى البسطاء فما بالك بمعيتها ، ويرددونها بأعلى أصواتهم وأحياناً مراعاة الصدى مع العلم .لايجدي نفعاً لأنهم يتقولون بأسلوب تعتريه الحمية والتعصب الذي لاطائل ولن يجابه الواقع مطلقا 

والغريب من ذلك أنهم يجتثون مالايسمعون وينقلون الحديث كما سمعوه من أعيانهم دون تمحيص كالببغاء ولافرق بينهم وبين الغثرة ينعقون مع كل ناعق. وهذا كله على حساب لا شيء ما وأنهم يفقهون مايقولون من الوقائع ومتواصلون مع الأصوات التي صدأ مفهومها ، ولكن لطلب السمعة العلمية بالأحداث والرفعة بين الآخرين وهو أن يقطن المرء في فراغ معتم يشوبه .الغبش الفكري وهو أطراء فارغ

ثانياً : البعض الآخر من الغثرة واللغطاء الذين يرددون القول على مسامع الآخرين بماهم ينتهرونه لأنفسهم دون سواهم على قيد مبدأ الأنشاء لهم والخبر للمقابل دون الوقوف على مزاياه التي تختبيء خلف الألفاظ والمعنى السديد يتوارى خلف كهفرة .الحديث في غرف مغلقة عن أنظار الحل والعقل

يقولون بصدر رحب وقلوب منشرحة في إيصال الفكرة للسامعين على أساس أنها الواقع المعهود وهم يقتدون بها ويتمسكون بماهيتها ويحتذمون بآثارها على الرغم أنها مجردة من الدليل وتخلو من المدلولات الواقعية التي يجب أن تكون فيها ولاتتقوم .بغيرها 

وهم هنا لايحبذون النقاش فيها وقولهم هو الفصل وهم هنا لايريدون شيء سواء أنهم يقول الحق بظنهم على حسب عقولهم التي أرتضت لهم هذا الهراء ويصورون الأشياء كما يحبون هم وإن كان يعتليه الخبث والفحم عندهم فضة وأن جاءهم سائل .ينفي بطلانهم جعلوه ذهبا وهؤلاء هم المعاندين من البلهاء

ثالثاً : النزير من الناس الذين يعرجون بالقول ويتصفحونه على علاته دون اللجوء لميزان الحكمة والمعرفة ، وهم لايدنون من الحدث طالما تبوء أحدهم مقول القول ، وهنالك قيد عقلي لدىهم وهو فيما إذا أصطدم بأقوال الآخرين فأنهم لايدعون الفكرة إلا بدليل يستوجب قبول النقيض ويدعون أزدواجية المنحى سوى أكان الدليل نقلي أوعقلي مع مراعاة السند لأن المتن يتشابه به .المعنى ويضمحل فيه الفحوى

وهم يتسمون بالفعل العملي والرجوع للصواب بمجرد معرفة الحقيقة . إنهم يوافقون العقلاء هنا إذ أنهم يخطؤن بما تفوهوا به وأن عرفوا الحق تركوا الغلط الذي وقعوا فيه وساروا على الصواب ويثنون على مقاصده ويعترفون بأنهم على خطأ وهذا .مايسمى بالجهل البسيط

رابعاً : في الأونة الأخيرة نلاحظ أكثر الذين يحتكمون للسياسة والذين يمتهنون المراكز التي تدر عليهم المنافع والبؤر التي يملئها الخلل والضياع للممتهن دون سواه والتبعات من الآخرين التي ستطرأ عليه مستقبلاً وآثارها الفيزيائية وإن أصابتهم فهم .لايتورعون عن ذلك

وأنا أعتقد هؤلاء الذين عميت أبصارهم فهم يراعون مصالحهم على حساب العفة ويهتكون عواصم الورع وإنعدام الشعور بالمسؤولية إن وجدت ، وهذا يوهم للناس على أنهم يستقيمون على الطريقة المثلى بنظر المؤتلف والواقع خلاف ذلك تماماً
.هؤلاء يقولون أشياء من حيث الأحداث تبرهن نظير القول

ومن مصاديق الجهل المركب هي الفتنة التي يمتري بها صاحبها بين أفواج الناس في العراق إذ أن قائل الأفتراء يعرف خلافه ونحن نعلم أن الفتنة أشد من القتل ، فعلى كل العقلاء والمثقفين أن يكونوا على يقظة البلاء حذر من نشوب الطامة ويترقبون الأحداث أياً كانت وعرضها على العقل قبل التوكل في الأخذ بها أوردعها فيما إذا كانت غير موثقة ويعتليها الظن وضعف الأصداء في المحل. ويجب على له الباءة في معرفة تأويل الأقوال ومقاصدها وصاحب ملكة الفكر والكياسة العقلية أن يتأنى في المحمول قبل الموضوع ولايقترن بأحداهما بل يوعز لكلاهما في مجال الأستقامة لتكون أجوائها بالأحرى متنزه عن الغل .والعبط
ويستمدون قوتهم من رزانة الهدف وسمو الغاية ، ويصفون القضية السالبة على أساس حقيقة واضحة لاتقبل الريب في المحتوى والشك في المضمون مع العلم أنها لاتتسم بالواقعية وليس لها أي صلة بأقسام اليقين بل هي ظن أو أدنى من ذلك وهم .يعرفون

مع العموم أنها مجرد ترهات تقال ويقتبسون منها الأشبال ، ولكن يريدون من وراء ذلك تضليل الآخرين ووضعهم في مكان تعتلج فيه الكياسة الفكرية ، ويجعلون الناس على باطل وهم على حق ، ومن المعروف أنهم ينسجون من التناقضات أرائهم من .الخزعبلات طموحاتهم

والغريب من ذلك أنهم يدركون عواهن ألفاظهم ويصرون على صحتها ويناقشون على أساس أنهم يقولون الحق وهذا مايسمى بالجهل المركب وهو من أخطر آفات العلم والمعرفة والتي تصيب المجتمع العربي الآن الأحداث السياسية في العراق تشهد ذلك .على ألسن القادة والحكام على قدم وساق وحدث بلا حرج 

ومن مصاديق الجهل المركب هي الفتنة التي يمتري بها صاحبها بين أفواج الناس في العراق إذ أن قائل الأفتراء يعرف خلافه ونحن نعلم أن الفتنة أشد من القتل ، فعلى كل العقلاء والمثقفين أن يكونوا على يقظة البلاء حذر من نشوب الطامة ويترقبون الأحداث أياً كانت وعرضها على العقل قبل التوكل في الأخذ بها أوردعها فيما إذا كانت غير موثقة ويعتليها الظن وضعف الأصداء في المحل. ويجب على له الباءة في معرفة تأويل الأقوال ومقاصدها وصاحب ملكة الفكر والكياسة العقلية أن يتأنى في المحمول قبل الموضوع ولايقترن بأحداهما بل يوعز لكلاهما في مجال الأستقامة لتكون أجوائها بالأحرى متنزه عن الغل .والعبط

ياحبذا أن يكون كل صاحب حق قد سلب حقه عنتاً منهم أو مظلمة لم يردع مسببها أومغبون لم يرجع حقه اليه أن يراعي كلية القول الكاملة الناقصة ويبخس الخلل الحاصل من المسبب لا السبب إذ لوعرف السبب لتوصل إلى الحق ، ومعاذ لله أن ينزل .الأبتلاء بدون أجر وثواب أوبلاء على البشر بمقاضاة الظلم والأضطهاد الذي قد حل في مكان ما والعاقبة للمتقين