اولا مصطلح الولاية الثالثة مصطلح خاطيء فنوري المالكي ليس ولي احد لكي تتحقق له الولاية رغم انه يتصرف كدكتاتور دون منازع خاصة في هذه الايام التي يتشبث فيها بالسلطة حتى ولو على تخريب وتدمير العراق. فالولاية لم ولن تتحقق لاحد غير علي بن ابي طالب (عليه السلام) بامر من الله! وان رئيس الوزراء هو مجرد وضيفة كغيرها يجب ان لاتكون لنفس الشخص لاكثر من دورتين.
الذي يهمنا الان هو ان النظام السياسي الحالي في العراق هو نظام فاشل لانه جاء من رحم الاحتلال الامريكي معتمدا على تفتيت العراق على اسس طائفية. ان هذا التفتيت وهذا الفشل سوف يقود العراق الى كارثة حقيقية لايسلم منها احد وعليه فيجب الانتباه وعدم الانجرار وراء من يتربص بهذا البلد الدوائر وهم كثيرون واغلب السياسيين من حيث يعلمون او لايعلمون!
في هذه الايام وخلال السنوات الثمان السابقة يفتك الارهاب بالعراق ويقتل الابرياء بدم بارد ولكن لانرى رئيس الوزراء او من ينوب عنه او وزير داخليته او دفاعه (وكلاهما بيده) خرج وتفقد المكان الذي حدث فيه الانفجار والقتل او اطلع على الجرحى وزار عوائل الشهداء وما الى ذلك! والادهى والامر هو ان هذه الحوادث تمر مر السحاب بل وتتكرر بنفس الطريقة والاسلوب وكأن شيئا لم يكن وكأنه لاتوجد حكومة مسؤولة عن الامن؟! حدثت تفجيرات وقتل ناهيك عن قضايا الفساد المالي والاداري وتذهب ادراج الرياح دون عقاب يطال المجرمين. ان واحدة من هذه الحوادث الارهابية او الفساد كافية في دول اخرى ان تطيح بحكومات كاملة بينما في العراق تتكرر وكأن الذين قتلوا حشرات او اقل. ماذا يعني ان يعيث الارهاب القتل وانتهاك الحرمات كالجامعات ومؤسسات الدولة بينما يدعو المالكي الى مؤتمر عشائري لمحافظة الانبار للمصالحة؟ ان الفتق كبير والجراح عديدة والوضع خطير لايمكن حله بمؤتمر عشائري سبق وان فشل ما عدا ما يعرفه المالكي من شراء الذمم.
ان اولى اولويات الحكومات هو تحقيق الامن للشعوب بينما يغرق العراق بانعدام كبير للامن بحيث تم تصنيف العراق على انه اخطر مكان في العالم في هذه الفترة. الارهاب يهدد الامن ويسيطر على مدن كاملة ويعيث الفساد فيها كما نرى في الموصل وسامراء وديالى والانبار وتكريت غير الفلوجة التي اسس فيها دولته. هل هذه هي انجازات حكومة نوري المالكي؟ اين هو نوري المالكي اليوم بوصفه رئيس وزراء وقائد عام للقوات كافة ووزير دفاع ووزير داخلية من التفجيرات؟ لم نراه زار موقعا او اطلع على جريح او تفقد عائلة فقدت احبتها او امر بالتحقيق في قضايا الامن او الفساد بشكل شفاف وانزال القصاص بالمتسببين؟! هو بالعكس اعترف اكثر من مرة بانه يعرف حقائق عن مسؤولين مفسدين ويمتلك وثائق ضدهم ولكنه يتستر عليهم خوفا منهم او من غيرهم؟! ان هذا عجب عجاب ان يتستر رئيس الوزراء على المفسدين وحسب القانون الذي هو يسمي به ائتلافه ويتبجح به فان التستر على شيء كهذا يهدد الامن الوطني يعتبر جريمة كبرى في كافة الدول؟!
نوري المالكي حصل على وضيفة رئيس وزراء لمدة وزارتين متتاليتين بل وكان ولايزال يمسك باكثر من خمسة مناصب ووزارات مهمة جدا على مدى وزارته الثانية. وهو لم ينجح المالكي بتوفير اهم شيء في حياة المواطن وهو الامن بل فشل فشلا ذريعا خاصة مع كونه وزيرا للدفاع ووزيرا للداخلية وقائدا عاما للقوات المسلحة ورئيسا لكافة الاجهزة الامنية! والشيء الثاني الذي نتج عن وزارة المالكي هو استشراء الفساد المالي والاداري والانكى من ذلك تكتم المالكي عليه بل واحيانا التغطية او المساومة لكسب مصالح شخصية او سلطوية.
خلال سنوات حكم المالكي لم يتم تطوير الخدمات الاساسية بما يكفل توفر الحد الادنى المقبول مما جعل العراق يسقط في المستويات المتدنية مقارنة حتى بدول فقيرة لاتمتلك النفط والثروات. وفشلت حكومة المالكي في تحقيق ادنى درجات المصالحة الوطنية بل تحقق العكس تماما. ويبدو ان المالكي احاط بنفسه بمنتفعين ومنتفعات من المستشاريين الذين تسببوا بجزء كبير من هذا الفشل الذريع. وعلى مدى حكم المالكي لمدة ثمان سنوات لم يتحسن دور العراق على المستوى الدولي وقد احتل العراق المرتبة الاولى كأتعس دولة في العالم حسب دراسة اعدها معهد كالوب الامريكي. كما ويعاني العراق اكبر معدلات البطالة وتفشي الرشوة والمحسوبية على اعلى المستويات. ناهيك عن سرقات النفط وعدم كفاءة وزير الطاقة حسين شهرستاني وباقي الوزراء في حكومة المالكي كوزير النقل ووزير الكهرباء ووزير الصحة وغيرهم ممن تسببوا مع رئيسهم في هذه المآسي والازمات. اضف الى ذلك استهتار اقارب وابناء بعض الوزراء وسيطرتهم على العقود والشركات وذلك من اموال الشعب المسروقة. اذا كان هذا الفشل كله وهو مجرد قطرة في بحر من الفشل وعلى مدى ثمان سنوات فماذا سيكون مصير العراق لو استمر المالكي ومن حوله في الحكم لمدة اربع سنوات اخرى؟ ان المالكي والشهرستاني والعامري وغيرهم ممن حول المالكي كلهم اشتركوا بالفشل وهم اليوم رغم القتل والدم والدمار والفشل العسكري في تحرير الفلوجة والعجز في كافة مجالات الخدمات والفشل في المصالحة الداخلية والعلاقات الخارجية يتشبثون بالسلطة حتى ولو على حساب المزيد من الدمار واعطاء المزيد من التنازلات هنا وهناك كي يبقوا في السلطة!
|