شعب الصفيح الساخن يفضل العيش وسط البراكين لأنه يعشق المغامرات الفاشلة , ويتميز عن الشعوب الاخرى بصناعة الرموز المهلكة للحرث والنسل بأراده لا تلين, والتاريخ يشهد على الدماء التي سالت في الانقلابات المتتالية في عملية البحث عن القائد الضرورة والاوحد وصناعة الديكتاتور الذي لا يقهر وتجربة الفايروسات التي تتغذى على الشعب وقوته وثرواته من اجل الاطاحة بذلك الرمز, في محاولة لصناعة أنموذج اكثر تطوراً لغرور الشعب الذي لا ينتهي وتجاربه المريرة التي لا تقف عند حد.
معركة الانتخابات الاخيرة كانت حامية الوطيس حتى ان البعض خرج عن اللياقة واللباقة في الوصف ونزع ثوب العفة وراح يرمي التهم جزافاً هنا وهناك في سبيل خلق حالة من عدم الاستقرار, ليس من باب الوطنية والتضحية من اجل الاخرين ولا من باب تشخيصه لأخطاء حقيقية تؤثر على نتائج تلك العملية, بل ليستمتع بتلك المرحلة من اللعبة الخطيرة وليصنع العراقيل امام انجازها على الوجه الصحيح, وينتظر العواقب الوخيمة لوضع نقطة مظلمة في تاريخ البلد والشعب المسكين.
عم الهدوء على المشهد السياسي العراقي هذه الايام لكنه لم يخلوا من بعض التحركات السياسية في الخفاء, من اجل كسب ولاءات وتوحيد كيانات والعمل على تشكيل ائتلافات , والبحث عن منغصات بتحركات داخلية وخارجية من اجل زحزحت وتحريك الوضع الامني للضغط على المتنفذين بالانصياع لرغبات الضعفاء الا من اساليبهم الدنيئة في استخدام الشعب كدروع لحماية مصالحهم وكبش فداء لتنفيذ مطامعهم في الحصول على سقف اكبر من المطالب والمكاسب.
وذلك الهدوء المصحوب بمناوشات يثير حفيظة الكثير ممن يترقب بحذر كل التحركات ويشعر بانه الهدوء الذي يسبق العاصفة , اللعبة هذه المرة معقدة جداً فالكثير من المتحالفين والمتقاربين بوجهات النظر يخفون رؤاهم ويؤجلون الاعلان عنها في الوقت الحاضر ولحين المصادقة الرسمية والنهائية على النتائج, خوفاً من ان يقعون في شراك الاستبعاد ان كان رأيهم مخالف للمتحالفين المتنفذين, وذلك النوع من الحذر سرعان ما يتبدد بعد ساعات من اعلان النتائج لتتعالى الاصوات بعدها ونسمع دوي التصريحات والصرخات النارية التي كانت تختبئ تحت الرماد.
في حين ينتظر اخرين انتهاء المدة المقررة لتشكيل الحكومة دون الوصول الى حلول , ليكون هنالك فراغ دستوري يكون بعدها لزماً تشكيل حكومة طوارئ تكون ملزمة بمراقبة الوضع ومتابعة المشهد, لتقرر تشكيل حكومة خلال مدة وجيزة او تأجيل ذلك لمدة تقررها حكومة الطوارئ وقد تمتد الى عام او اكثر من ذلك , حسب تقييم الوضع الذي يمر به البلد.
وكل تلك السيناريوهات تبقى معدة امام بعض السياسيين ممن يبحث عن مصالحه ومكاسبه دون الالتفاتة الى معاناة الشعب المسكين الذي لازال ينتظر الموازنة لينعم بمشاريع تحقق له ولو الحد الادنى من متطلبات العيش الرغيد ذلك الحق الذي كفله الدستور.
|