كرة الثلج

كرة الثلج مازالت تتدحرج وتزداد حجماً وثقلاًوتنوعاً وهي تلف في طريقها الغث والسمين 
الاحتجاجات والتظاهرات يجب ان لاتؤرخ ولاتحسب بدايتها في الانبار مع احترامنا الكبير لاهلنا في الانبار , الاحتجاجات الوطنية بدأت في ساحة التحرير منذ عامين تقريبا , والقوى الوطنية شخصت ونبهت منذ ذلك الوقت , ولكن لم يدعهما احد فالقوى الوطنية لاتدعمها الطائفية ولاشيوخ العشائر
ولأن الشارع العراقي واقع تحت الهيمنة الطائفية والعشائرية فأن القوى الوطنية لايسمع لها  , فجعجعة سلاح المليشيات وسطوة العشيرة المتوارثة هما الاكثر رواجاً في الشارع 
نعم نحن مجتمع عشائري ولكن العشيرة ليست بديل للمنظمات الحزبية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني , تتميز كل عشيرة بسياسيها ومفكريها وادباءها وشعرائها لكن كل واحد منهم ينتمي الى مدرسة فكرية مختلفة فالثقافة متنوعة المصادر والايدلوجيات تختلف و تتعارض فيما بينها وهذا يعني الافراد بالتالي سيختلفون ولكن الذي يجمعهم هو الوطن , الوطن هو الاهل والعشيرة ولذلك نقول حين خرج الشباب في ساحة التحريركان واجب على العراقيين  الخروج معهم , لماذا لم تخرج  العشائر وتؤيدهم وهم شباب بالتأكيد ينتمون الى عشائر مختلفة ؟
هنالك احتمالين 
الاحتمال الاول : انهم شباب ينادون بالوطنية  وهي سلعة بائرة عند البعض ولا يهتم بها احد في هذا الزمان , لان من ينادي بالوطنية يقولون عنه شيوعي

الاحتمال الثاني :شباب ساحة التحرير ليس فيهم رجل مسؤول يحتل مركز سيادي في الحكومة لذلك لم يعيروا لهم اهمية 
لمدة عامين تتدحرج الكرة , لو اوقفنا تدحرجها في ساحة التحرير , اي لو اجتمع الجميع لتوقفت الكرة المتسارعة بالهبوط ولتحققت عملية الاصلاح . لكن  تدهورها لايتعلق بالحكومة فقط بل بالقوى المتظاهرة ايضا , لنستذكر واقعة حدثت في الماضي القريب , تأسس جيش المهدي للرد على الارهابين وتنظيم القاعدة ولكن تمادي بعض عناصر جيش المهدي بقتل الناس جعل السيد مقتدى يأمر بتجميد هذا الجيش فلقد انتمى اليه بعض العناصر التي تعتبر من حثالة الناس وراحت تعبث بارواح واموال الناس وهكذا تم تجاوز مرحلة كادت ان تعصف بالبلد , الان التظاهرات في الانبار تضم كل افراد العشيرة صغير وكبير ومثقف وجاهل امين وسارق ظالم ومظلوم شريف ومجرم , فهي نخوة عشائرية وتضم ابنائها كلها , نحن نقول لايمكن السيطرة على هكذا خليط  فأن المسيئ الواحد سيمثل  كل جموع الخيرين  المحتشدين ومردود عمله محسوب على الجميع , فأن من رمى الحجارة على الوفد العشائري القادم من وسط وجنوب العراق اساء لشيوخ عشائر الانبار والانبارين , اكيد انه رمى حجارته بدون علم شيخ عشيرته واكيد ان شيخ العشيرة لم يكن يعرف هنالك نية مبيته لضرب الوفد الضيف , وقبلها تم ضرب المطلك وضرب الجيش العراقي التي كادت ان تؤدي الى كارثة لولا العقلاء من اهلنا الانباريين وسيطرة العلامة الوطني المخلص لأمته الجليل عبدالملك السعدي على التظاهرات , الا نخشى ان يحدث رد فعل قاسي وغير محسوب ايضا وبالتالي ستندلع نار يصعب اطفائها  
نحن نقول طالما الجميع يعمل على تحقيق مطاليب المتظاهرين وهي تحتاج الى وقت زمني ليس الا , هل يجب ان تبقى الاحتجاجات لكي يستغلها المسيئين وينفذوا اجندتهم من خلالها وغايتهم معروفة , وفتح التصريحات النارية من مايسمى بالجيش الحر ومن حزب الله العراقي ولاندري من سيظهر غيرهم في قادم الايام , وقبلهم ظهر عزت الدوري , كل طرف يصب الزيت على النار والمتضرر الوحيد هو المواطن وبالتالي يضيع الوطن , نحن نطالب كلا الطرفين المتظاهرين والحكومة ,على التسريع بتلبية المطاليب المشروعة وانهاء هذه الازمة هذا واجب الحكومة  وضبط النفس من قبل المتظاهرين هذا واجب المتظاهرين  .
 هذا ماحدث لغاية الان ولاندري ماذا يحدث غدا , فأن كرة الثلج مازالت تتدحرج