بروز دور شيوخ عشائر و قبائل مجددا في الوجهة الأمامية وفي وسط الاستعراضات أو الخلافات الصراعات السياسية ، ما هو سوى دليل جديد على قهقرة وتراجع المجتمع العراقي نحو التخلف والجاهلية والابتعاد عن بقايا قيم التحضر والتمدن و نداء العصرنة ، وإفساحا للمجال أمام هيمنة القيم البدوية والقبلية والعشائرية مجددا ، و التي بدأت تتحكم بتفاصيل الحياة اليومية للمجتمع ، إلى حد باتت هذه القيم البدوية والعشائرية تحل محل القوانين المدنية و الأحكام و أنظمة الدولة وقواعدها ، في حسم كثير من الأمورـــ فصلا ــ و التي هي أصلا من اختصاص الدولة حصرا ، من ضمنها ــ مثلا وليس حصرا ــ حتى حوادث المرور ومشاجرات الأطفال أو عركة الكبار أو دعس النعاج أو الدجاج !!.. و هنا لا نتحدث عن البلدات والأرياف و القرى فقط وإنما عن معظم أحياء بغداد أيضا .. وها هم شيوخ و " أمراء " بعض عشائر و قبائل يلعبون دورا في ويهددون بالويل ثبورا و تحريضا في تأجيج الأمور نحو الاحتراب الأهلي ، متحولين إلى أداة بين أيدي الساسة و الأحزاب و" الزعماء " المتنازعين على السلطة والحكم و بسط النفوذ .. يا ترى كم شيخا و " أميرا " من بين هؤلاء كان أداة بيد الطاغية البائد ودرعا له و هتافا متقافزا في مهرجاناته السيركية ؟!.. وكم من بين هؤلاء الذين احتضنوا " إرهابيي تنظيم " القاعدة " وتستروا عليهم وقدموا لهم كل الدعم في تنفيذ ألاف من عملياتهم الإجرامية ضد المواطنين العزل / وقسمم منهم لا زال يحتضهم حتى الآن ؟!.. أو باحتضان مليشيات مسلحة استأثرت بحياة و أموال وممتلكات المواطنين وجعلت حياتهم مريرة ؟! .. بل كم واحدا من هؤلاء الذي اشتراه صدام بثمن بخس ليعود السيد المالكي ليشتري مجددا قسما أخر منهم بنفس الثمن تقريبا ؟!.. وهؤلاء برزوا و يبرزون دائما في الواجهة الأمامية بكل ضجة وهوس ، عندما مظاهر التخلف والجهل و الانحطاط تطغي على كل ما عداها في العراق ، سوية مع معالم النفاق والزيف والكذب والدجل بغية الرقص في حفلة عرس كل " أب قائد " و حب ماجد أو تبجيل فاسد !! .. دمامل مفقعة تتنز على السطح دوما لمجتمع رُوج عنه بكثير من مبالغة على أساس : مصر تكتب وبيروت تطبع بينما هو يقرأ .. وإذا به ينتهي مشوها وفاشلا وعاجزا كأنه يعيش في عصر جاهليةجديدة أو بدائية متحجرة على نحو تقوده عصابات سياسية فاسدة ، وأصحاب عمائم دجالين وشيوخ عشائر كأنهم بضائع فاسدة في سوق النخاسة .. طبعا بنفس المستوى من المبالغة والتهويل عندما قيل : " راشد يزرع " !!ّ.. ثم اتضح بأن راشد ما كان يزرع غير الوهم وبذور السراب .. إذ حتى الفجل يتم جلبه من الخارج .. بينما البصل في أزمة دائمة !!.. تنويه : من المؤكد والواضح نحن هنا لا نقصد التعميم ، لأننا أصلا ضد التعميم من جميع النواحي !.. بعض الهوامش : *( تظاهرات نينوى تدخل يومها الثاني والاربعين وتطالب شيوخ العشائر بالانضمام لها ......................... .زعيم صحوة العراق يحذر من ’عودة‘ تنظيم القاعدة .................................. (قبيلة المالكي: ابو ريشة وبعض شيوخ الانبار يتبعون موزة القطرية.. وحاولنا معهم ولم ينفع ..................................... شيوخ عشائر الفرات الاوسط والجنوب يتهمون القاعدة والبعث بالاعتداء عليهم في الأنبار
|