إنما نقصده بكلمة إرهاب هو كل ما يُرعب المشاعر الإنسانية والحيوانية أيضاً , وهو نتيجة قرارات غير متزنة أو مدروسة , وينتج عن ردود أفعال قوية ومضادة نتيجة لفعل آخر أيضاً مضاد , وهو يدور في دائرة المصالح السياسية والإقتصادية لكيان ما , فرد أو جماعة أو مجتمع , فقد يُرهب فرد فرداُ آخر أو يُرهب جماعة , وقد تقوم جماعة بإرهاب جماعة أخرى لغرض نيل المكاسب منها . ولو كان قرار الإرهاب قراراً مدروساً لعلم مسبقاً بأن الإرهاب سيدور في حلقة مُفرغة إذ أنه سيولد إرهاباً مُضاداً , ولو إطلعنا على الحركات الإرهابية منذ بدايتها والتي سندرجها في ما بعد لوجدنا أن معظم هذه الحركات قد إنتهت بالتوقف أو الفشل لكنها إذا إستمرت على المدى البعيد قد تساهم في زعزعة كيان الدولة المعنية وإضعاف القاعدة الإقتصادية وخلخلة القيم الإجتماعية . ويطلعنا التأريخ على حركات تمرد وعُنف قام بها المُستعمَرون والمُستعمِرون في أنحاء الأرض , كما فعل قبائل الهنود الحمر في محاولتهم لإرهاب المستعمِر الجديد وإخراجه من أرضهم , وكان المهاجمون يوجهون فؤوسهم على رؤوس القوافل البرية والباحثين عن البترول والذهب وقاموا بعمليات مداهمة لتجمعات العسكر الأمريكي , كما كان الأمريكان يقومون بشكل منظم بعمليات تنظيف في المناطق المستعمَرة . ويحدثنا التأريخ أيضاً عن إرهاب الجماعات اليهودية لسكنة الأرض الفلسطينية , وقد شهدت الحرب العالمية الثانية أنواعاً من الإرهاب العنصري حيث نادى هتلر بتفوق العنصر الآري على العناصر الأخرى وقام على أثرها بالمحرقة المعروفة لليهود , وقد إستخدمت أمريكا وألمانيا جيوشها السرية – الطابور الخامس - والتي قامت بمهمات أخطر بكثير من مهمات الجيوش المنظمة لمعرفة مواقع العدو وتحديد قواه وضرب بعض العناصر والشخصيات الهامة والقيام ببعض السرقات والمداهمات لبعض المواقع الإقتصادية . لقد مارس اليهود دورهم في الإرهاب بعد أن رفعوا شعار مناهضة العنصرية ضد العنصر السامي وتعكزو على أن المحرقة الهتلرية لليهود فحملوا معهم كل ضغائنهم ورغبتهم في الخلاص من الكراهية العالمية , وأوجد لهم المنتصرون بيتاً صغيراً إسمه ( فلسطين ) , وربما كان هذا حباُ بهم أو كراهية لهم . وقد قامت المنظمات الصهيونية مثل ( منظمة أرجون وشتيرن ) بالتنكيل وبأساليب إرهابية بشعة بالسكان العرب الأصليين ولا زالو يمارسون شتى أنواع القهر والتعذيب والحصار الإقتصادي للسكان العرب . المفهوم العالمي للإرهاب . بعد تعريف Terrorism إن من أهم التعاريف العالمية لمفهوم الإرهاب A.P.Schmid أُوكسفورد السياسي هو تعريف عالم الإجتماع الذي يعتبر الإرهاب هو ( أساليب متكررة تولد الخوف والقلق يقوم بها أفراد بإشراف مجموعات داخل دولة أو بإشراف الدولة نفسها , وتكون أهداف العملية سياسية عادة ) . أما تعريف عصبة الأمم المتحدة لعام 1937 ( الإرهاب عمل إجرامي موجه ضد حكومة معينة لغرض خلق حالة من الرعب في نفوس أشخاص أو مجموعة من الأشخاص الساكنين في تلك الدولة ) . ولقد أُستُخدم المصطلح إرهاب لأول مرة عام 1795 , وكان قد أُستخدم لوصف أساليب بعد الثورة الفرنسية Jacobin Club عمل المجموعة السياسية الفرنسية وكانت الأساليب عبارة عن إسكات وإعتقال المعارضين لهذه المجموعة اليسارية . وأُستخدمت كلمة إرهاب في سنة 1878 في وصف عمل الكاتبة الماركسية ( فيرا زاسوليج ) والتي قامت بإغتيال الحاكم العسكري لمدينة ( بطرسبورك ) ¸حيث قالت بعد أن سلمت نفسها ( أنا إرهابية ولست بقاتلة ) . في الأربعينيات أُستخدم تعبير ( الحرب على الإرهاب ) من قبل الإنتداب البريطاني في فلسطين ضد المنظمات الصهيونية الإرهابية . ثم إنتشر تعبير الحرب على الإرهاب إنتشاراً واسعاً في بداية السبعينات وقد ظهر ذلك بوضوح على غلاف مجلة التايم في مقالات عن المعارضين أو اللا سلطويين عام 1977 . لقد حدث في الولايات المتحدة عدة أحداث بلورت الحرب على الإرهاب , ففي سنة 1993 تم تفجير سيارة مفخخة في مرآب بناية مركز التجارة العالمي في نيويورك , وقد قُتل في هذا التفجير 6 أشخاص وجُرح 1000 , وقام بهذه المهمة حسب وكالة المخابرات الأمريكية مواطن كويتي من أُوصول باكستانية . وفي سنة 1998 تم تفجير سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وفي نايروبي عاصمة كينيا والحصيلة كانت 225 قتيل و4000 جريح , وإنتشر بعدها إسم ( أسامة بن لادن ) الذي أُعتبر ومنظمة القاعدة المسؤولين عن التفجير . وتم في سنة 2000 تنفيذ إحدى العمليات الإنتحارية في ناقلة عسكرية أمريكية بحرية في ميناء عدن في اليمن وقُتل 17 من الملاحين وأُصيب 39 , وكان ممثلوا العملية أعضاء في تنظيم القاعدة . ثم جاءت بعد ذلك أحداث ( 11 سبتمبر 2001 ) , وعلى أثر هذه الأحداث وُضع العراق وإيران وكوريا الشمالية في داخل ( محور الشر ) حسب تعبير ( جورج بوش ) , علماً أن بعض الجمعيات المناهضة للحرب قد واجهت الحكومة الأمريكية بأدلة تؤكد غموض عمليات ( 11 سبتمبر ) وقد دعم ذلك عدم الحصول على أدلة على وجود الأسلحة الكيمياوية في العراق بعد 2003 . كان من نتائج الحرب على الإرهاب حروب أفغانستان والعراق ومعتقلات في أفغانستان , ومعتقل ( غوانتانامو ) في كوبا , Bagram air Base في جزيرة على المحيط الهندي , ومعتقل ( أبو غريب في العراق )Diego Garciaومعتقل وقد أُستعمل في هذه المعتقلات أساليب تعذيب بشعة مثل الركوع لساعات طويلة مع وضع أكياس على رؤوسهم ومنعهم من النوم . وقد طالبت منظمة حقوق الإنسان الولايات المتحدة بتوضيحات عن هذه المعتقلات والأساليب المتبعة فيها كما طالبت بشجبها , وأشارت الى أن السجناء يضطرون للإعتراف بإعترافات كاذية للتخلص من التعذيب . تنطبق هذه السلوكيات الإرهابية لحكومة الولايات المتحدة على التعريف الذي حدده والأنماط الإرهابية التي وضحها ( جونثان وايت ) 1991 فمنها ما يعني ( عنفاً أو تهديداً يهدف الى خلق خوف أو تغيير سلوكي ) , كذلك حدد وايت النمط القانوني والذي يعني ( عنفاً إجرامياً ينتهك القانون ويستلزم عقاب الدولة ) ويعني أيضاً ( الإرهاب عن طريق جماعات تُستخدم بواسطة دول للهجوم على دول أخرى ) . وأعتقد أن الكثير من الدول بإستخدام منظمات معينة قامت بهذه الأنماط الإرهابية جميعاً , ومن هذه الدول الولايات المتحدة وبعض الدول العربية . وحسب مؤتمر واشنطن عام 1976 عن الإرهاب قُسم الإرهاب الى ( إرهاب عقائدي , إرهاب وطني , إرهاب ديني , إرهاب عرقي طائفي , إرهاب مرضي ) . 1 – الإرهاب الديني العقائدي قد تتمسك القوى الدينية لمختلف الأديان بعقائدها متطرفة فيها فتحاول إرغام أتباع الديانات الأخرى الى التمسك بمبادئها ولهذا طبعاً طرق مختلفة , إلا أن القوى الإرهابية تفضل طريق العنف وإستخدام القوة والشراسة قي إجبار الآخر على التمسك بتعاليمها وقد فعلت ذلك القوى المسيحية أيضاً في أُوروبا والقوى اليهودية والتي لم يكن لديها القوى الضاربة أو الأعداد البشرية الهائلة , بل عمدت الى الدهاء العسكري والإرهابي والى قوة رأس المال والذهب اليهودي , وقد لعب الإعلام اليهودي والإعلام العالمي المساند المُسَيطَر عليه من قِبل اليهود دوراً كبيراً في الترويج للفكر الصهيوني , كما لعب ( اللوبي اليهودي ) دوراً أكبر في توجيه السياسات العالمية , فأخذ الكثير من قادة العالم وحكوماتهم بالرقص على الدفوف اليهودية . لقد تعلمت ذلك بعض الحكومات الإسلامية ولكن بشكل مقلوب , فقد رَقصَتهم الدول الغربية على طبولها حينما تعاونت مع هذه الدول لخلق أسباب الإرهاب في الدول العربية فبعثوا بالمفخخات وجاءت النتيجة وصول المدرعات الأمريكية والهيمنة السياسية والإقتصادية على ثروات الشعوب المغلوبة على أمرها , في أفغانستان وباكستان والشيشان والعراق وسوريا , فقد وضعوا الإسفلت في الشوارع العربية لكي يمهدوها للدبابات الأمريكية , وبينما كان الناس راكضين وراء ترميم البيوت المتداعية والخبز الجاف والجثث المتناثرة كانت الحكومات العربية تتقاسم غنائمها مع الجيوش الغربية . إن الجسم العربي المريض قد أفرز الكثير من البكتيريا الضارة والتي تأكل هذا الجسد وتُشاهد على شكل منظمات أو أفراد إرهابيين , وهكذا يتبادل الأدوار الإرهاب الحكومي الديني والإرهاب الفردي أو التنظيمي وكل له أسبابه ومصالحه والتي تبتعد بعيداً عن مصلحة الشعوب الإسلامية وكلاهما يتميزان بسوء التخطيط العلمي وبلادته الى حد التصور بأن الإستثمارات الغربية أو المساعدات الخارجية ستكتفي بالإستثمار الإقتصادي , لكن الحقيقة أنه سيتعدى ذلك الى الإتفاقيات العسكرية والتحالفات السياسية والتي هي أشبه بالإحتلال المقنع . إن إطار الدين الذي جاء به البعض وأرسل من خلاله البعض إشارات حمراء للبعض الآخر هو أطار معوج , فالدين الإسلامي هو دين ( لا إكراه في الدين ) ودين ( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ) , أما إذا أشار البعض الى فساد بعض المسلمين فنحن نرى إن من يُقتل هم النساء والأطفال العُزل , وما يُهدم هي بيوت الله ومزارع الفقراء , فأين هو الفساد ؟ , وعلى هذا الأساس يمشي الإرهاب على ذرائع كاذبة وليس مهماً أن نصدقها أو لا نصدقها , فهو يبعث بالشباب الضائع والعاطل الى الموت ويتساوى لدى هؤلاء الموت والحياة , كما يتساوى أيضاً موت طفل أو قاتل مُحترف , ويتساوى لديهم تقويض جامع أو كنيسة أو بار ليلي , ويتساوى أيضاً لديهم إغتصاب فتاة بريئة أو إرتياد دار للدعارة . كما يقوم الإرهاب بسرقة المحلات والبيوت لكي تُشترى الأسلحة اليهودية والأمريكية وحبوب الهلوسة والكبسولات المخدرة والتي يتعاطونها قبل التفجيرات . إن أُسلوب الإرهاب الديني متشابه في كل الأديان فقد أًستخدمته الحروب الصليبية وإستخدمه اليهود على مدى التأريخ وتَعَلم أن يستخدمه المسلمون ليقتلوا بعضهم البعض . 2- الإرهاب العرقي والطائفي . إن توزع المسلمين الى شيع وطوائف قد أضعفهم كثيراً وجعل منهم شعباً موزع الإتجاهات متناقض في الإهتمامات , فالأول يُحلل والثاني يُحرم , والأول يتسامح والثاني يتزمت ويرفض والعكس صحيح . وأعتقد أن زعماء الطوائف قد حاولوا تفصيل أُمور الدين والحياة وتوضيحها وليس تصعيدها ولا أعتقد أن أحدهم قد قصد بث الكراهية والرعب وسفك دماء الطائفة الأخرى , فالكل واحد والمذهب واحد , لكن البعض قد يتجبر فيقوض الجامع الفلاني وترد عليه الطائفة الأخرى لتقويض الحسينية الفلانية وكأن لكل منهم نبي آخر أو آلاه آخر . إن من يصنع الفلسفات الخاطئة هو مخالف حتماً لتعاليم القرآن الكريم وإلا لِمَ يُقتل المسيحي أو الصابئي وهم أهل الكتاب , ولو نظرنا الى التأريخ الإسلامي لوجدنا أن الفاتحين العرب قد دخلوا كثيراً من البلدان المسيحية مثل إسبانيا , فخيروا مواطنيها ولم يجبروهم على الإسلام , ولو كان عكس ذلك لوجدنا أن إسبانيا الحالية كل مواطنيها مسلمين , لكن الحقيقة أنه أسلم من أسلم وبقي من بقي . إن الطامة الكبرى هو أن ولاء أفراد الطوائف أصبح لتعاليم الطائفة أكثر مما هو للدين نفسه أو للوطن , فلم يتبق لدى المتطرفين والإرهابيين أي من الشعور الديني أو الوطني بل أصبحوا يُقوِضون أوطانهم بأيديهم وأصبحت كلمة الإسلام مخالفة لمعناها , فهي لدى الرأي العام العالمي مقرونة بكلمة العنف أو الإرهاب . Iraq Body Count لنرى ما فعله الإرهاب الطائفي في العراق فقد أعلنت منظمة البريطانية بأن 2013 هي الأعنف منذ 2008 , فقد قُتل مالا يقل عن 10130 مواطن , وقد وصف المحلل البريطاني( جون كريك ) بأن عدد القتلى يصل أحياناً الى 200 قتيل أسبوعياً ( وأن الإسلاميين يكتسبون قوة أكبر ) . إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) يقود العمليات الإنتحارية ويجهز السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وعمليات الإغتيال والقصف . ويؤكد أحد أعضاء لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي ( علي شاكر مهدي ) على أن أعداد القتلى يفوق عدة مرات الأرقام المعلنة وإن سبب هذا هو ( الأعمال الإرهابية والإحتلال الأمريكي والصراعات المذهبية وإرسال الإرهابيين من قِبل دول الجوار . على أن ما لا يقل عن 170 ألف قتيل قد قتل في العراقIraq Body Count وأكدت منظمة منذ بداية الأحداث , وأعتقد أن العدد الذي أصدرته المنظمة قد تضاعف بعد الهجمات الأخيرة المكثفة من قِبل المنظمات الإرهابية التي أصبحت تضرب بشكل عشوائي المناطق الشيعية والسنية , الجوامع والكنائس والمقابر والمصالح الحكومية , ولا فرق هنا ما دامت النتيجة واحدة وهي المزيد من المقابر . 3 – الإرهاب الوطني . ظهر هذا النوع من الإرهاب أثناء الحرب العالمية الثانية بشكل واضح من قِبل هتلر ومجنديه ومجنداته الذين دخلوا الدول الأُوربية وقاموا بعمليات تخريب وتجسس وإغتيال , وكان الهدف آنذاك هو سيطرة العنصر الآري على العناصر الأخرى وقد أُعتُبِر ذلك مهمة وطنية مشرفة . وأصبح هناك تقليداً لكثير من الدول أن تبعث مجنديها الى الدول الأخرى والتي لديها مصالح لتخريبها لأغراض سياسية أو إقتصادية , كما تفعل حالياً تركيا وبعض دول الخليج حيث تبث أفراد من التنظيمات الإرهابية الى المثلث الشيعي المكون من ( إيران والعراق وسوريا ) , وتأتي الأسباب السلطوية في مقدمة الأسباب لهذا الإرهاب , وليس لهذا حتماً علاقة مع الفكر الديني لكن الدولة هنا تستخدم ستارة الدين لصد الغضب الشعبي . ويُفضل هذا الأسلوب وهو أُسلوب الجيوش السرية على أُسلوب الحرب المعلنة لأنه أكثر فاعلية على المدى البعيد في تقويض البنى التحتية والفوقية للعدو وهو أكثر فاعلية أيضاً من الحروب المنظمة وأقل تكلفة , ففي هذه الحرب أو في هذا النوع من الإرهاب تُستخدم الأسلحة الخفيفة وأعداد محدودة من الإرهابيين وهو يؤدي الى كوارث إقتصادية ويستهدف المؤسسات الإقتصادية الهامة والشخصيات والكوادر العلمية والسياسية والمدنيين العزل أيضاً , وبرأي الدول القائدة للإرهاب أقل إزعاجاً للرأي العام العالمي وأكثر سرية من الحروب المعلنة . 4 – إرهاب الإنترنيت . إن هناك إرهاباً ألكترونياً يدعى إرهاب الإنترنيت وهو يستخدم التكنولوجيا الحديثة لزرع الأفكار الإرهابية بين الشباب من خلال المواقع الألكترونية مثل ( تكفير نت و تفجير كوم ) , لغرض تعليم الشباب كيفية صنع العبوات الناسفة والقتابل اليدوية وطرق القتال والمباغتة والترصد وإستحصال المعلومات من المواقع والأفراد وقبل هذا تغيير أساسي ومخطط ومغلوط للفكر الديني للشباب لأجل تكفير من يقع عليه التكفير من قِبل الشيوخ والأمراء وممن لا يوالون الحركة ويتجهون إتجاهاً ديمقراطياً أو علمانياً . وتعتبر هذه الوسيلة من أخطر الوسائل لنشر الإرهاب لآنها تدخل وبشكل هاديء الى كل البيوت والى كومبيوترات الشباب لتعليمهم ألف باء الإرهاب وطرق الدخول الى أبوابه مع تنمية ردود الأفعال الدموية وحب الإنتقام تجاه المعارضين للفكر الإرهابي . الإرهاب لماذا ؟ أن المعادلة المعروفة والتي تنطبق على الفكر والمادة والتي هي أن الضغط يولد الإنفجار والعنف يولد عُنفاً أشد , ويأتي هذا تبعاً للقانون الفيزياوي الكوني ( لكل فعل رد فعل يوازيه بالقوة ويعاكسه في الإتجاه ) وعلى هذا الأساس كان لكل الفاتحين مُقاومين , وفي داخل الشعوب المغلوبة تتشكل حركات مختلفة الإتجاهات بإختلاف النظريات الفلسفية لكن الهدف يكون واحداً وهو مقاومة الظالم , فقد تجعل الدين قاعدة وأسلوباً , وقد تجعل العُرف الديني المتطرف أُسلوباً أيضاً , وقد تتخذ منهجاً علمياً أو علمانياً , وفي هذا المنطلق قد تتخذ أُسلوب الحوار وتقريب وجهات النظر للوصول الى الحل الأمثل . أما إذا تساءلنا لماذا تخرج كل هذه التنظيمات المناهضة لوجدنا أن الأرضية الصالحة والتي تسبب قيامها هو الإنهيارات الإقتصادية وإنتشار البطالة والفقر ومشكلات الفساد الإجتماعي حينها يخرج كل فريق بمخرج مختلف ومنها الأشد عنفاً وهي التنظيمات الإرهابية والتي تقوم بتخريب الخلايا الحية للجسد الإجتماعي كما تفعل الخلايا السرطانية الفتاكة والتي تحاول تخريب ثم إلتهام الخلايا السليمة آملة أن يتحول الجسم كله الى خلايا سرطانية ملتهبة غافلاً عن أن الجسد بأكمله قد يموت ولن يمكنه أن يعيد بناء الجسم على هواه , لأنه فعلياً قد نشر الخراب في هذا الجسد الإجتماعي وقوض كل البُنى التحتية ومن فوقها القيم الإجتماعية والتي كان يمكن أن يستفيد منها ويطورها لكنه إستخدم أُسلوب فلسفة ( الأرض المحروقة ) , فيصبح المجتمع قاتلاً ومقتولاً , ومن الصعب أن تُنفذ هذه الخلايا حلمها ببناء جسد جديد وإن إستطاعت فستنشأ خلايا مريضة أخرى تقوم بإلتهامها , وهذه هي قيم مجتمع الحرب والذي يُبنى على إنعدام الرؤية العلمية والتخطيط العلمي , ويُبنى أيضاً على القسوة والشراسة والمبدأ الميكافيلي والذي يبيح كل المحظورات وتصبح الحياة الإنسانية رخيصة ودونية وخاصة حياة النساء والأطفال , ولا حدود لهذه التنظيمات فقد تبيح خسارة كل شيء وحتى النفس الإنسانية بما فيها أنفسهم حتى الصفر الأخير وبلا مبرر .
|