أثار احتلال ثاني كبريات محافظات العراق نينوى من قبل إرهابيي داعش ومن يقف خلفهم السخط والإدانة من قبل القوى الوطنية الحقيقية والتي لطالما حذرت وباستمرار من التدهور الأمني الذي يمر به العراق حيث كان الساسة ,وبدون خجل وحس وطني,مستمرين في خلافاتهم حول توزيع حصصهم في كعكة الدولة الحلوب واستمرار تعنت القوى المتنفذة في السلطة على عدم التنازل عن كرسي السلطة التنفيذية بسبب"بعد ما نطيها"وترك الحال على ما هو الى أن وصلت النتيجة الى ما نحن عليه.
الى أي منطقة سوف تتمدد أيادي داعش الإرهابية في ظل هذا الصراع الخبيث على السلطة؟
هل هناك خطة بعد هذا التدهور الأمني الخطير للاستمرار بمسك السلطة لاسيما وحالة الإنذار القصوى قد حلت من الناحية العملية وبغض النظر عما سوف يجتمع البرلمان الهزيل أم لا لإقرار حالة الطوارئ أم لا؟هل أفاق نائب رئيس الجمهورية من غفوته بالطلب من البرلمان للموافقة على حالة طوارئ الآن حيث كان نائما نوم أهل الكهف في التوقيع على تنفيذ أحكام الإعدام بمجرمي الارهاب ,أم كان ينتظر هروب جماعي جديد بالآلاف ,كما حدث في الموصل؟ تراجع المالكي ليعلن استعاده لحل كل مشاكل أهل الانبار ودعوتهم الى مؤتمر جديد بعد أن كان قد وعدهم من قبل بهذا وبعد ان أغلق كافة الأبواب بوجههم ولعدة مرات عندما كانت مطا ليبهم لا تتعدى بعض الأمور الإنسانية .بضعة مئات,وقيل مائتان,عنصر من مجرمي داعش هزت الموصل وهربت القيادات العسكرية وهرب المحافظ والذي كانت له حماية من 30 ألف شخص مدججين بالسلاح.في الصراعات لهم لسان طويل لا حد له والأوقات الحرجة ليس هناك من أسرع منهم في الهروب.كيف يحارب الجندي وهو يرى بأم عينيه هروب قادة الجيش أمام بعض المجرمين؟يقول أثيل النجيفي الهارب الى أربيل:رجال داعش كانوا على بعد 2 كيلو متر من الموصل عندما قرر القادة العسكريون الثلاثة,الجبناء, الهروب بطائراتهم .تعلن الفضائية العراقية عن فتح معسكر التاجي لاحتواء القطعات العسكرية المنسحبة من الموصل!هل انسحبت من ارض المعركة بعد التحرير أم بعد هروب قادتها؟أي حساب وتحقيق سوف تباشر به المحاكم العسكرية ضد هؤلاء الضباط الجبناء وأي حكم عسكري ينطبق عليهم؟يقول المالكي ومن يلتف حوله من المستشارين الفاشلين:سوف تصل العقوبة الى حد الإعدام في بعض الحالات!!ومن يقرر هكذا حكم وضد من؟أم تتدخل الواسطات والعشائر لنسيان الهزيمة؟يقول البعض في السلطة التنفيذية ان نضع الخلافات جنبا من أجل الوطن..حسنا..أين كنتم من هذا طيلة 8 أعوام لابل 11 عاما مضت؟هل حل الخلافات يودي الى حماية الوطن من الإرهابيين أم تأجيل الخلافات؟عندما احتل مجرمي داعش جامعة الانبار ظهر في أحدى الفضائيات احد القادة المدنيين وقال لقد طُرد أفراد داعش من الجامعة وانتهى القتال هناك وقتل احد قواد داعش أبو بكر...وفي نفس الوقت ظهر على الفضائية العراقية احد الأمنيين وقال مازال القتال مستمرا في محيط الجامعة حيث يسيطر الإرهابيون على الأقسام الداخلية.نصدق مَن؟لقد سيطر الإرهابيون الآن على الموصل بأسلحتها الثقيلة ودباباتها واعتدتها لابل مع طائرتين سمتيتين وبهذا الحال وبهذه القوة الجديدة لداعش كيف تستطيع القوات العسكرية من إخراجها من الموصل لاسيما بعد أن تزودت بكافة العُدد من أجل احتلال مدن جديدة والتحاق إعداد كبيرة جدا من إرهابيي القاعدة الذين اخرجوا من السجون؟.في أحدى الفضائيات قال احد مريدي المالكي من الموصل قال:لقد قلت عدة مرات بضرورة إعلان حالة الطوارئ في الموصل لأنها ساقطة بأيادي داعش حيث يأخذون الإتاوات من أهاليها ومن كافة الشرائح,لكن لم يصدقه احد,لان القائد العام "مسيطر" على الوضع تماما ولا يصدق أحد من خارج سربه المهزوم من أمثال علي غيدان وگنبر والغراوي..وربما بعض المستشارين المدنيين الفطاحل.
المشكلة هي عدم وجود عقيدة عسكرية وطنية في الجيش ولذلك نزعوا ملابسهم وهربوا بالملابس المدنية تماما كما فعلت قوات صدام.ليس هناك إخلاص للوطن من قبل هؤلاء القادة لان ولائهم لولي نعمتهم وهم ينتظرون نهاية الشهر لاستلام رواتبهم الضخمة لا غير.اعتمد القادة على منتسبي الميليشيات ,الدمج,وكل يحارب من أجل حزبه ولي من أجل الوطن.تحولت المعسكرات للجيش والشرطة الى ساحات للطم والقراءات الدينية ورفع صور الرموز الدينية والقائد العام والأئمة الأطهار,لقد أدخلوا المؤسسة العسكرية في أتون حرب غير معلنة ضد كل من ينتقد هذه الأمور,لقد أصبح الجيش في مقدمة مهامه هو حماية الزائرين في الزيارات المليونية المتكررة وعلى طول السنة وليس حماية الشعب الوطن كله,كيف يمكن لضابط من الجيش القديم العودة الى الجيش الآن في حين كان مهمشا طيلة 11 عاما وعندما أصبحت داعش هي من تسيطر على الأرض في نينوى وبأية أسلحة سوف يقاتلونها؟
من يصدق بعد ادعاءات الحكومة ورأسها المهووس بالسلطة بأن دحر داعش بقت له أيام كما كان يردد في الانبار مع وكيل وزارة الدفاع الثقافية؟.
لقد خنتم الوطن بتهميش الكثير من قطاعات الشعب بطريقة تزويركم الانتخابات,لم تفيدكم أصوات العسكريين ببطاقاته الانتخابية المضاعفة حيث هربوا في أول نزال جدي.لقد تعاليتم على من نادى بضرورة عقد مؤتمر وطني يجمع كل الأحزاب العراقية لحل الحلافات التي تعصب بالوطن.لقد "انجزتم" الكثير من الخلافات لتدمير اللحمة الوطنية عبر افتعال أزمات مع إقليم كردستان,والأخير ظل متمسكا بطروحاته المتكاثرة اميبيا.لقد بقت المشاكل على ما هي بعد 8 أعوام من سلطة حزب الدعوة,ولقد ارتفع سقف مطالب أهل الانبار,كما أهل سلطة كردستان وانتم نائمون دون إيجاد حلول وسط يحفظ وحدة العراق وشعبه بدافع الغرور .الآن تتوسلون بأهل الانبار للمصالحة,وتطلبون مساعدة قوات البيشمرگة للدفاع عن الموصل. يذهب المالكي مع وزير ثقافته الدفاعية الى مجلس عزاء ابن اخ احمد ابو ريشة ليقبل المجرم مشعان الجبوري,والأخير يعرفه القاصي والداني بإجرامه وفساده المالي والأخلاقي وقربه من القاعدة وحارث الضاري.
إنها الخيانة الوطنية الكبرى بعينها من قبل قادة عسكريون كبار تركوا أرض المعركة, وخيانة وطنية كبرى من قبل من ركب رأسه ودار بوجهه عن الشعب والقوى المخلصة لحماية البلاد من الارهاب وأبعد كل المخلصين للوطن بالقتل والتهديد بالقتل وتزوير الانتخابات وتضييق الخناق على الحريات العامة والاصرار الغير المبرر بالتمسك لولاية ثالثة بالسلطة التنفيذية.هل يستطيع المدلل احمد المالكي أن يأخذ بعض القوات من الشرطة لمحاربة داعش في الموصل كما فعلها البطل الجسور في المنطقة الخضراء؟ ما المطلوب الآن؟
1:دحر مجرمي داعش وبكل قوة والإعدام الفوري وفي ساحة المعركة لكل من يلقي القبض عليه مسلحا,والدعم اللامحدود للقوات العسكرية والامنية في هذا الوقت العصيب.
2:تنفيذ كل عقوبات الإعدام بحق كل مجرمي الإرهاب في السجون .ومعاقبة كل من أخّر تنفيذ هذه العقوبات.
3:اعدام كل قائد عسكري هرب من المعركة الوطنية ضد داعش مع المحافظ الذي هرب هو الأخر من محافظته.
4:تشكيل محكة حيادية لمحاكمة المسبيبين لسقوط المدن بأيدي مجرمي داعش دون استثناء. الخزي والعار للجبناء من القادة العسكريين الذين هربوا من قتال داعش.
الحرية للشعب العراقي موحدا.وكل الدعم للقوات العسكرية ومؤازرتها في الدفاع عن الوطن.
الخزي والعار لمفتتي وحدة الوطن.
|