لم يسلمها (أبي رغال)..!

لا حديث عن شكل الحكومة, لا أغلبية ولا شراكة, فالوضع لا يحتمل الإستمرار؛ إنما نحتاج إلى شيء جديد, نهضة حقيقية, قادرة على إبعاد تجارب الماضي الذي أستفحل على بعض مناطق العراق سهواً..!
مفاجأة من العيار الثقيل, نكسة وطنية كبرى؛ إحتلال أحد المدن العراقية المهمة في أقل من 24 ساعة!..ما الذي حدث؟! وكيف حدث؟!
دعونا من كل شيء, وليس بالضرورة أن نبحث عن (أبي رغال) وسط فجائعنا, فكل ملة ستختار (الخائن) حسب توجهاتها؛ غير إن تقييم الممارسة هو الشيء المهم, ودعوة أصحاب الشأن بهذا التقييم أهم من التقييم ذاته.
ليس من التجني القول, إن للإرهاب حواضن في المناطق السنية, ولعله يحظى بشعبية تولّدها روح الثأر والإنتقام والحنين للماضي, الذي يوجهه الرأي العام في تلك المناطق؛ بيد إن (إحتلال الموصل) كشف أمراً آخراً, قد يشكل فرصة ثمينة لتحقيق الإستقرار والصعود نحو السلم, بل قد يعيد صياغة المفاهيم المحددة للهوية الوطنية, الموزعة شرقاً وغرباً..!
سنة الموصل يهربون من الإرهاب, أي إنهم لا يثقون به مطلقاً, بل كانوا يعيشون حياتهم بشكل طبيعي بوجود الجيش؛ سيطر (داعش) فأختفى أهل الموصل, ولم تطمأنهم عبارات الأخوة المذهبية (الإرهابية) اللاغية للأوطان.
رغم هذا الأمل, الذي يعد نوراً في نفقٍ زمنيٍ عشناه منذ بعيد؛ غير إن الخيارات المتاحة أكثر من البقاء في زاوية قد لا تعجب البعض!..من يقود العراق اليوم, سياسياً, وأمنيا, داخلياً, وخارجياً؛ هو السيد نوري المالكي التابع لكتلة التحالف الوطني لا لدولة القانون, فإنكفاءه داخل كتلته يسحب منه صفة ممثل الأغلبية..على المالكي أن يعود إلى التحالف الوطني من جديد, والقبول بالرؤية التي طالما طرحها ممثلوا هذا التحالف, وعدم الإتكال على التفرد والإستشارات, المسبب الرئيسي في نتائج نحصدها جميعاً..!
التحالف له عدة أطروحات حول كيفية التعامل مع الوضع العراقي, الأطروحة التي بشّر بها السيد المالكي وبعض قوى التحالف الأخرى, تقوم على مبدأ مركزي يقترب من الأنظمة السابقة, ويستلهم منها طريقة الإدارة الشاملة للدولة..قد تبدو هذه الأطروحة تقليدية, وغير منتجة لوضع جديد عبر قرارت واقعية شجاعة, لكنها ممكنة التحقق, وتؤدي للهدف الأهم في هذه الظروف الحساسة (تحجيم الإرهاب). هذا الخيار الأقرب للتحقق, نتيجة لتوفر الظروف الموضوعية, سيما الأكثرية المؤيدة له داخل الكتلة الشيعية.
أهم المقومات التي يجب الإستناد عليها؛ وجوب ترحيل الأمنيات الخاصة, وتأسيس حكومة شراكة قوية, تأخذ بنظر الإعتبار, القومية, والطائفة, والجغرافية؛ وتحجّم دور التواجد العائلي والحزبي داخل الكابينة الحكومية.
قد يطرح كلام ديمقراطي جميل؛ لكنه لا يرتقي لحجم المأساة, ويبقى يدور في إطار الشعارات البعيدة جداً عن الواقع الدموي المخزي..!