ما أشبه اليوم بالبارحة... |
وأخيراً حصل ما حصل في نينوى والأمثلة الأخرى في طريقها حتى نهاية المؤامرة على العراق،وأسبابها قد تناولها كثير من الكتّاب والمحللين السياسيين.وليس فقط القصد جغرافية الموصل إدارياً وإنما النوازل والأزمات لابد من وقوعها في هذا المكان أو ذاك .وهي على شكل مؤامرة فيها أطراف متعددة على رأسها (البهلوان) المالكي الفاشل ،والشلّة التي تحيط به وتنفخ بأوداج صوته،وتحمل الألقاب والرتب الفارغة.وأخيراً قائدة الغزو الأمريكي للعراق متمثلةٌ بالوكالة الأستخبارية(c-i-a) واللوبي الصهيوني.فكل التسميات ا لارهابية التي نسمع عنها وليست فيها (معتدلة) كما تسمي واشنطن بعضها.وأصلاً قد أشرفت على تأسيسها وهي تضرب الواحدة في الأخرى،وقد زرعت منها العديد في تربة الوطن العربي لإنهاكه وأنهكته فعلاً لصالح الكيان الصهيوني والماسونية العالمية.هذه المقدمة عبارة عن ملاحظة واحدة نقول عنها ما حصل في محافظة نينوى تُذكّرنا ما حصل في شعبان من عام 1991 والتي أطلق عليها الإنتفاضة الشعبانية وتم فيها إسقاط عدد من المحافظات على أيدي ما أسماه النظام السابق (الغوغاء) والتي يقابلها اليوم (داعش)مع الفارق طبعاً.وهي احدى منظمات القاعدة بدون نقاش .وما حصل في النجف الأشرف وأنا شاهد على التفاصيل.. تظاهرات مسلحة نوعما وهجوم على مراكز الدولة والحزب ومصادمات سقط على أثرها عشرات من أفراد تنظيمات حزب البعث .وفي هذه المناسبة كنا ضمن تشكيلات الجيش الشعبي لحماية المنشآت الحيوية في محيط (المطحنة) ومخازن الحبوب وعلى طريق نجف ــ كربلاء.ولدينا أسلحة مقاومة الطائرات الثنائية والرباعية وبعض الأسلحة الخفيفة.فبدأ هجوم الجماهير على كل مكان ونسمع أصواتهم وهم متوجهين نحونا من مركز المدينة.وحينما نريد الأتصال (بقيادتنا) لمعرفة الأصوات وما حصل من الرمي الكثيف،فلا مجيب كلهم تركونا وهربوا الى اتجاهات مختلفة ونشاهد أرتال من السيارات الحكومية والشخصية تسير بسرعة على الطرق الترابية لاتلوي على شئ.وتبين فيما بعد بأنهم من القيادات العسكرية والأمنية والحزبية !.وفي هذه الحالة لابد لنا من ترك مواقعنا وأسلحتنا بعد إخفاء أجزاء منها والهروب بجلودنا وإلا سنكون الضحية مجاناً.وفي داخل المدينة نجد أعداد غفيرة من الجنود الذين كانوا في تشكيلات عسكرية في مناطق صحراء النجف هاربة وتاركة لسلاحها ومواضعها وتطلب النجدة وبملابس مدنية خوفاً من القتل.ثم دخلت على كل هذه الخطوط مجاميع وهي فعلاً (غوغاء) لنهب الدوائر الحكومية وحرقها ولم يسلم منها حتى رياض الأطفال.ألا تكون هذه الحالة وما نسمع ونشاهد عبر شاشات التلفزيون ما وقع في نينوى وسامراء وتكريت والحبل على الجرار ؟. وما هي إلا أسابيع ثلاثة تقريباً تمتع هؤلاء المنتفضين بهذه الحرية حتى جاء الجيش الخاص وأغلبهم من قوات الحرس الجمهوري لتطهير المحافظات المنتفضه.وعند الرفيق صباح الفتلاوي أحد قادة الحرس الجمهوري الخبر اليقين!!. وحدثت الأصتدامات مع أعداد من المقاتلين الذين جاء معظمهم من وراء الحدود مع الجيش فكان لابد منه أن يقصف النجف وكربلاء عشواياً وعن طريق المروحيات وراح من جراء ذلك عديد من الضحايا الأبرياء كما تتضح الصورة الأن في الرمادي والفلوجة مع الفارق (هذه ثارات حنين) (وبيننا وبينهم بحرٌ من الدماء) (( موتمام يابو حمودي)) ولربما ستكون أكثر على محافظة نينوى بعد خروج الأهالي منها الى مناطق متفرقة وهروب (الرتب) العسكرية العالية التي منحها السيد المالكي لهؤلاء كيفما شاء.وهذا ما عنيته بعنوان مقالي مع فروقات .واللاطمة أكثر في هذه المرة ،لأن التوجه العسكري التطوعي قائم على أساس وظيفي بحت وليس على أساس مقاتلة عقيدية مهنية ،ويدور في خلدهم على أي أساس يموتون؟من أجل المالكي وزمرته ومن أجل دورة حكم ثالثة ؟. الهوامش // (1) كنت أقرأ كتاب ابن الأثير ـ الكامل ـ جزء 8 ص121 وجاء ذكر شهر شعبان عام 1080 ميلاديه من حوادث في عهد الخليفة المقتدي بأمر ألله كيف أمر بطرد المفسدات من الخواطئ من بغداد على أن ينادين على أنفسهن وهنّ راكبات الحمير بالعار والفضيحة.ونفس الشئ حصل في هذا الشهر من قتل القوادين والمومسات بالسيف في عهد الرئيس الراحل صدام وفي أماكن واضحة.وكان عدد من هؤلاء من أهالي النجف.وقد أشرت في مقالٍ سابق الى هذه الظاهرة . وأتمنى على القائد العام للقوات المسلحة بحاله ... هل يستطيع أن يمارس الطرد والملاحقة لمن حوله من التوافه ليدخل موسوعة شعبان العظيم ؟. |