يبدو ان المشهد السياسي للازمة السياسية ما يزال يراوح مكانه على الرغم من مرور اكثر من شهر على تفاقمها ، فالمحتجون في الانبار والموصل ما يزالون في ساحات الاعتصام والإجراءات التي تتخذها اللجنة الوزارية لمتابعة طلبات المتظاهرين اثناء زياراتها للمحافظات الغربية لم تجد صدى لدى المتظاهرين.
و على ما يبدو فان الرابح الاكبر من قرارات اللجنة الوزارية التي شكلت لمتابعة طلبات المتظاهرين وباشرت باعمالها برئاسة نائب رئيس الوزراء والقيادي في التحالف الوطني حسين الشهرستاني ، الرابح الاكبر من قرارات اللجنة هم اعضاء حزب البعث المنحل.
فاغلب قرارات اللجنة الوزارية كانت تخص اعضاء حزب البعث المنحل حيث حصل وفقا للبيانات الرسمية اكثر من 35 الف من البعثيين على التقاعد الى جانب رفع الحجوزات عن املاكهم فضلا عن ايقاف إجراءات المسالة والعدالة عن عدد اخر منهم. وبالتالي فانهم الرابح الاكثر من ازمة التظاهرات والمعتصمين ما يزالون في الانبار..!
وقد لا تجد مقررات اللجنة الوزارية او الحراك الذي تبديه صدى بين المتظاهرين في الانبار او نينوى بدليل أن الاعتصامات ما تزال قائمه وبوتيرة متصاعدة وفقا للمتتبع للمشهد السياسي .
ويمكن ان يعيش المشهد السياسي تعقيدا اكبر بعد بوادر تزايد حدة التوترات الطائفية بين الفرقاء السياسيين والتي انتقلت الى الشارع المحلي .
فقد عاشت الانبار قبل يومين مشهد من الفوضى التي ساهمت بارتفاع وتيرة الاحتقانات الطائفية على خلفية قيام مجموعة من المعتصمين بتوجيه الاهانات الى الوفد الزائر والممثل بشيوخ من عشائر الجنوب والوسط .
على أثر ذلك المشهد أثرت وفود عشائر الوسط والجنوب الانسحاب من ساحة الاعتصام وسط سيل من الشتائم الطائفية التي وجهها عدد من المشاركين في التظاهرات.
وعلى الرغم من اعلان المتحدث باسم المتظاهرين في الانبار الشيخ سعد لافي بان المندسين في التظاهرات يقفون وراء توجه الاهانة لشيوخ عشائر الجنوب ، الا ان شيوخ الوسط والجنوب ما زالو يصرون على ان شيوخ عشائر الانبار لا يسيطرون على المتظاهرين ، وهنا يكمن الخطر الاكبر .
ومع تزايد حدة الاحتقانات الطائفية وما يزيد الطين بله ، اعلن واثق البطاط امين عام حزب الله- النهضة الاسلامية عن تشكيل ما اسماها بجيش" المختار" لغرض القصاص من البعثيين وتنظيم القاعدة الارهابي بحسب تعبيره.
تلك الخطوة التي اعلنها البطاط جوبهت برفض حكومي من اعلى المستويات ، تمثل بوزارة الداخلية ومكتب رئيس الوزراء في تصريحات رسمية محذرين جيش البطاط ، الا ان تلك الخطوة التي اقدم عليها البطاط تعد مؤشر خطر وناقوس لاحتمالات عودة الاحتراب الطائفي في العراق خصوصا وان مليشيا فيلق عمر رد بقوة على تلك التصريحات ليكتمل السيناريو المرعب بعودة الاحتراب الطائفي .
وعلى الرغم من كون السياسيين منشغلين بالتفاوض باعتبار أنهم يتحدثون نيابة عن المتظاهرين ألا ان الواقع يشير إلى عكس ذلك فالمطلك لا يعبر عن وجهة نظر المتظاهرين والجعفري لا يتحدث باسم البطاط وتجار الحروب الاهلية ... وهذا واضح جدا للعيان وبالتالي فان هناك من يسعى لتحقيق مآرب اخرى ويضع البلاد بمآزق حقيقي فيما لو اندلاع الموجهات المسلحة (لا سامح الله) ..!!
وبعيدا عن الاماني التي يتحدث بها اعضاء اللجنة الخماسية او حتى السباعية فان الواقع يشير الى عودة الشحن الطائفي وان احتمالات جر المكونين الشيعي والسني الى صراعات مسلحة ارتفع خصوصا وان الجميع فشل حتى الان في وأد الفتنة الطائفية والتي ما تزال تشكل خطرا على التعايش السلمي في وطن واحد.
اخير .. أتمنى ان لا يحارب جيش المختار فيلق عمر داخل مدن المساكين..؟! وأن رغبوا فعليهم بالتوجة لأحدى الصحارى لغرض المنازلة ، وترك الشعب يعيش بسلام وآمان فقد سأمنا الحروب والاقتتال ..